الأربعاء 18 Sep / September 2024

أسلوب إسرائيل قد يثير المزيد من المقاومة.. مخاوف من "هشاشة" الهدنة

أسلوب إسرائيل قد يثير المزيد من المقاومة.. مخاوف من "هشاشة" الهدنة

شارك القصة

فلسطيني من نابلس يحتفل بفشل العدوان على غزة.
فلسطيني من نابلس يحتفل بفشل العدوان على غزة. (غيتي)
شدد الخبراء على أن "أسلوب سيطرة إسرائيل الراسخ على الأراضي الفلسطينية ومواصلتها الاستيطان دون رادع، برضى واشنطن، قد يثير المزيد من المقاومة بوجهها".

أبدت صحف عالمية شكوكها حول صمود وقف إطلاق النار في الأراضي الفلسطينية، بعد 11 يومًا من العدوان الإسرائيلي على غزة.

واعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أنه "في مؤشر على التحديات المقبلة، قدّم الطرفان (إسرائيل وحماس) رواية مختلفة لشروط وقف إطلاق النار. ففي الوقت الذي قالت فيه إسرائيل إن اتفاق الهدنة لم يتضمن أي شروط مسبقة، أكدت حماس أن إسرائيل وافقت على إيقاف إجراءاتها العدوانية في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية، والمسجد الأقصى".

ونقلت عن مسؤولين غربيين تحذيرهم من أن "الهدنة لا تزال هشّة، حيث استمرت الغارات الإسرائيلية على غزة قبل ساعات من بدء الهدنة، بينما انطلقت صافرات الإنذار التي تحذّر من هجمات صاروخية على جنوب إسرائيل".

كما ذكّرت بما قاله مسؤولون إسرائيليون وقادة آخرون في "حماس" حول أنهم "يقيّمون التطورات على الأرض، لحسم ما إذا كانوا سيلتزمون باتفاق إيقاف الأعمال العدائية".

واستشهدت بالهدنة التي أعقبت حرب 2014، مشيرة إلى "هشّاشة" وقف إطلاق النار خلال الحروب السابقة في غزة.

تجدّد المواجهة مسألة وقت

بدورها، كتبت مجلة "إيكونوميست" البريطانية أن تجدّد المواجهة بين إسرائيل و"حماس" هي  "مسألة وقت، لأن الهدنة لم تحل أي إشكاليات عالقة بشكل حقيقي".

وذكرت المجلة أن "إسرائيل وحماس عالقتان في أزمة دائمة، محاصرتان بمنطق الحرب، الذي يفرض عليهما الاستمرار في الحركات ذاتها".

واعتبرت أن الضباط الإسرائيليين أنفسهم "لا يعتقدون أن حماس ستتراجع عن القتال لفترة طويلة. فعندما تندلع الشرارة التالية، ستكون حماس جاهزة"، مشيرة إلى أن الشرارة آتية لا محالة.

وخلصت المجلة إلى أن "هذه الجولة انتهت، لكن ليس من المرجّح أن تتوقّف دورة العنف. ستخرج إسرائيل وحماس من هذه المعركة كما دخلتا فيها. لم يتمّ حلّ أي شيء. ومن المرجح أن يكررا ذلك مرة أخرى".

الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي لن يعود إلى سابق عهده

بدورها، نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن محللين ومراقبين للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني قولهم إن "حدة العنف فاجأت كلًا من الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأميركية، وبالتالي قد لا يكون هناك عودة إلى ما كانت عليه الأمور من قبل".

وأبدى خبراء خشيتهم من أن "عودة التهدئة بعد وقف إطلاق النار غير ممكنة، وذلك بسبب عدم وجود حوار هادف بين سلطة فلسطينية وحكومة إسرائيلية يمينية، حيث يرفض العديد من السياسيين الآن علانية فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة".

وشدد الخبراء على أن "أسلوب سيطرة إسرائيل الراسخ على الأراضي الفلسطينية ومواصلتها الاستيطان دون رادع، برضى واشنطن، قد يثير المزيد من المقاومة بوجهها".

وذكّرت الصحيفة بما كتبه خليل الشقاقي، المحلل السياسي الفلسطيني وخبير استطلاعات الرأي، أنه "بالنظر إلى الجهود الإسرائيلية لتهميش عباس والسلطة الفلسطينية، لن يكون من السهل إبعاد الضفة الغربية عن الصراع القادم أو حتى الصراع الحالي"، مضيفًا أن "التنسيق الأمني بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية لن يكون كافيًا لاحتواء النيران المتصاعدة. وبالنظر إلى الخطاب الدفاعي حول الضم، لن تكون أي حكومة يمينية إسرائيلية مستعدة أو قادرة على تجديد عملية سياسية تتطلب مفاوضات مع السلطة الفلسطينية".

كما نقلت عن تمارا كوفمان ويتس، من مؤسسة "بروكينغز"، قولها إن "التخلي الإسرائيلي الرسمي عن التسوية التفاوضية، إلى جانب استمرار التوسع الاستيطاني والترحيل القسري للعائلات الفلسطينية في القدس الشرقية والمجتمعات في الضفة الغربية، أسفر عن أزمة جديدة لا مفر منها تقريبًا".

تابع القراءة
المصادر:
العربي، صحف أجنبية
تغطية خاصة
Close