الأحد 17 نوفمبر / November 2024

تعمل بالأشعة تحت الحمراء.. كاميرا ترصد تسرّب غاز الميثان في دول أوروبية

تعمل بالأشعة تحت الحمراء.. كاميرا ترصد تسرّب غاز الميثان في دول أوروبية

شارك القصة

 تسرّب غاز الميثان في الهواء
تسرّب غاز الميثان في الهواء (رويترز)
غاز الميثان هو أكبر أسباب التغيّر المناخي بعد ثاني أكسيد الكربون، وهو العنصر الأساسي في الغاز الطبيعي.

كشفت لقطات مصوّرة، اطلعت عليها وكالة رويترز، أن غاز الميثان شديد التأثير في ظاهرة الاحتباس الحراري يتصاعد من منشآت للغاز الطبيعي في مختلف أنحاء الاتحاد الأوروبي، إما بسبب التسرّب أو التنفيس.

واستخدمت جماعة "فريق الهواء النظيف" (سي. ايه. تي. إف) غير الربحية كاميرا تعمل بالأشعة تحت الحمراء، ثمنها 100 ألف يورو (119 ألف دولار)، في رصد تسرّب غاز الميثان في الهواء في 123 موقعًا للنفط والغاز في النمسا وجمهورية التشيك وألمانيا والمجر وإيطاليا وبولندا ورومانيا هذا العام.

وغاز الميثان هو أكبر أسباب التغيّر المناخي بعد ثاني أكسيد الكربون، وهو العنصر الأساسي في الغاز الطبيعي وأشد تأثيرًا أكثر من 80 مرة من ثاني أكسيد الكربون في أول 20 سنة له في الغلاف الجوي.

التغيير قادم

وفي الوقت الحالي لا ينظم الاتحاد الأوروبي انبعاثات غاز الميثان في قطاع الطاقة؛ أي أن الشركات التي تدير المواقع التي رصدتها جماعة "سي. ايه. تي. إف" لا تخالف القوانين بسبب هذا التسرب.

ورغم أن بعض الدول الأعضاء تشترط أن تبلغ الشركات عن بعض الانبعاثات، فلا يوجد إطار عمل عام ملزم لمراقبة التسربات أو إصلاح مصادرها.

إلا أن الاتحاد الأوروبي بصدد اقتراح قوانين في العام الجاري لإلزام شركات النفط والغاز بمراقبة انبعاثات الميثان والإبلاغ عنها وتحسين عمليات الرصد وإصلاح أسباب التسرب.

وفي قطاع الطاقة، يتصاعد غاز الميثان عن عمد، من خلال عمليات التنفيس، أو عن غير قصد من مواقع مثل صهاريج تخزين الغاز ومرافئ الغاز الطبيعي المُسال ومحطات الضغط بخطوط الأنابيب ومواقع معالجة النفط والغاز.

"انبعاثات يمكن تحاشيها"

وزار فريق "سي. ايه. تي. إف" أكثر من 200 موقع في سبع دول بالاتحاد الأوروبي، وصوّر الانبعاثات بالكاميرا الخاصة في مواقع مميزة لرصد المواد الهيدروكربونية غير المرئية بالعين المجردة مثل غاز الميثان.

وقال جيمس توريتو الذي صوّر الانبعاثات: "إذا كان عندنا أي أمل في تحقيق زيادة قدرها 1.5 درجة مئوية فقط في متوسط درجات الحرارة العالمية، فعلينا أن نمنع هذه التسربات".

ورصد الفريق 271 واقعة كان التسرب يحدث من بعضها من عدة أماكن.

وعرضت رويترز على خمسة من الخبراء التقنيين مجموعة من لقطات التصوير الحراري، الذي أعده فريق "سي. ايه. تي. إف".

وفي محطة غاز تملكها شركة إيني الإيطالية قرب مدينة بنيتو على ساحل البحر الأدرياتي، بدا أن غاز الميثان يتصاعد من ثقب صدئ في أحد الصهاريج. وأكد خبراء الانبعاثات أن اللقطات تكشف انبعاثات يمكن تحاشيها.

وذكر توريتو أنه اتصل برقم طوارئ للإبلاغ عن التسرب في الموقع التابع لشركة إيني، غير أن الخط كان خارج الخدمة.

وقالت إيني إن التسرب في بنيتو كان من خزان ماء بكميات لا تذكر من الغاز، وتم رصده وإصلاحه خلال عمليات الصيانة العادية.

وقد أخطرت بروكسل شركات الطاقة في أكتوبر/ تشرين الأول أنها ستستهدفها بلوائح جديدة فيما يتعلق بتسرب الغاز، وأنها تدرس فرض قيود على عمليات التنفيس وحرق الميثان.

ويرى الخبراء أن القواعد الجديدة ستغيّر الأوضاع في كل شركات النفط والغاز في أوروبا.

ومن المستبعد أن تسري هذه القواعد قبل عام 2023، لكن بروكسل تريد إصدارها مبكرًا لكي تسهم في هدف خفض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة 55% بحلول 2030 مقارنة بمستوياتها عام 1990.

والاتحاد الأوروبي ليس وحده في هذا المجال، إذ إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تعتزم اقتراح قواعد جديدة هذا العام لتقليل انبعاثات غاز الميثان.

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" استخدمت كاميرا تعمل بالأشعة تحت الحمراء، للكشف عن تسرّب غاز الميثان في مواقع للنفط والغاز بالولايات المتحدة عام 2019.

وتبيّن صور الأقمار الصناعية، وجود تسرّب بكميات كبيرة من غاز الميثان من خطوط أنابيب الغاز الروسية.

وعلى الصعيد العالمي يتزايد تركيز غاز الميثان في الغلاف الجوي. فقد قالت الأمم المتحدة في أبريل/ نيسان إنه إذا لم تحدث تخفيضات كبيرة في انبعاثات الميثان خلال العقد الحالي، فلن يتسنى تحقيق هدف اتفاقية باريس بقصر ارتفاع درجة الحرارة على 1.5 درجة مئوية.

تابع القراءة
المصادر:
رويترز
Close