الجمعة 20 Sep / September 2024

فاجعة حريق مستشفى الناصرية.. عدد الضحايا يرتفع وتشكيل لجنة تحقيق

فاجعة حريق مستشفى الناصرية.. عدد الضحايا يرتفع وتشكيل لجنة تحقيق

شارك القصة

فيما لم يعلن رسميًا عن أسباب الحريق في مستشفى الحسين بالناصرية، ذكرت وسائل إعلام محلية إنه ناجم عن انفجار بمخزن أنابيب الأكسجين (الأناضول)
فيما لم يعلن رسميًا عن أسباب الحريق في مستشفى الحسين بالناصرية، ذكرت وسائل إعلام محلية إنه ناجم عن انفجار بمخزن أنابيب الأكسجين (الأناضول)
أفاد مراسل "العربي" نقلًا عن مصادر طبية عن مقتل أكثر من 58 بينهم 7 من الكادر الطبي نتيجة الحريق الذي اندلع في مستشفى الحسين بالناصرية.

ارتفعت حصيلة ضحايا الحريق الذي التهم مركزًا لعزل المصابين بكوفيد-19 في مستشفى الحسين وسط مدينة الناصرية الواقعة على بعد 300 كلم جنوب بغداد.

ونقل مراسل "العربي" عن مصادر طبية عراقية تأكيدها أنّ الحريق أدّى إلى مقتل أكثر من 58 شخصًا، بينهم سبعة أشخاص من الكادر الطبّي.

وأفاد شهود عيان بأن الحريق داهم مستشفى الحسين بالناصرية من الأسفل نحو الأعلى، مشيرين إلى أنّ غياب وجود باب للطوارئ فاقم الموقف، بحسب ما نقل مراسل "العربي".

وأعلنت السلطات المحلية بالمحافظة حالة الطوارئ فيما استدعت دائرة صحة ذي قار الأطباء المجازين للالتحاق بعملهم.

استقالة مدير صحة ذي قار

وأشار مراسل "العربي" إلى فرض طوق أمني حول مكان الحريق ووقوع احتكاكات مباشرة بين المحتجين وقوات الأمن.

كما لفت إلى استقالة مدير صحة ذي قار على خلفية الحريق الذي وقع في الناصرية، علمًا أنّ المستشفى الذي تعرّض للحريق كان مخصَّصًا لعلاج حالات الكورونا.

إلى ذلك، ذكر مراسل "العربي" أنّ حريق مستشفى الحسين في الناصرية يأتي بعد حريق وقع صباحًا في الطابع الرابع المخصص للإدارة المالية بوزارة الصحة ببغداد.

وأظهرت مقاطع فيديو نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ألسنة النيران تلتهم المبنى الذي تصاعدت منه أعمدة الدخان الأسود.

 حداد في ذي قار ولجنة عليا للتحقيق

في غضون ذلك، عقد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي اجتماعًا طارئًا لعدد من الوزراء والقيادات الأمنية لبحث أسباب الحريق، وفق بيان لمكتبه الإعلامي.

وذكرت "وكالة الأنباء العراقية" أنّ الكاظمي وجّه بتشكيل لجنة من مجموعة وزراء للوقوف على ملابسات حريق مستشفى الحسين.

من جهته، قرر محافظ ذي قار أحمد غني الخفاجي، وفق بيان صادر عنه، تشكيل لجنة عليا للتحقيق في ملابسات الحريق، على أن تُقدم تقريرها النهائي خلال 48 ساعة فقط لإعلانه للرأي العام.

كما قرر المحافظ إعلان الحداد في ذي قار على ضحايا الحريق، وتعطيل الدوام الرسمي بها لمدة 3 أيام بدءًا من الثلاثاء.

من جانبه، قال رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، في تغريده عبر "تويتر"، إن فاجعة مستشفى الحسين "دليل واضح على الفشل في حماية أرواح العراقيين".

واعتبر أنه "آن الأوان لوضع حد لهذا الفشل الكارثي، والبرلمان سيحول جلسة الثلاثاء لتدارس الخيارات بخصوص ما جرى".

إهمال وفساد تسبّبا بالحريق

وفيما لم يعلن رسميًا عن أسباب الحريق، ذكرت وسائل إعلام محلية إنه ناجم عن انفجار بمخزن أنابيب الأكسجين.

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مصادر قولها: إنّ الحريق سببه الإهمال المرتبط في أغلب الأحيان بالفساد، في بلد يبلغ عدد سكّانه أربعين مليون نسمة، ومستشفياته في حالة سيّئة وهاجر عدد كبير من أطبّائه بسبب الحروب المتكرّرة منذ أربعين عامًا.

وكان العراق معروفًا حتّى ثمانينيات القرن الفائت بمستشفياته في العالم العربي وبجودة خدماتها ومجّانيّتها. لكنّه بات اليوم يعاني تدهورًا على هذا الصعيد وسط ضعف تدريب كوادره الصحيّين وقلّة موارد وزارة الصحّة التي لا تتجاوز 2% من مجمل موازنة الدولة.

وأعلنت وزارة الداخليّة في أبريل/نيسان اندلاع سبعة آلاف حريق بين يناير/كانون الثاني ومارس/آذار، كان سببها احتكاك كهربائي في متاجر ومطاعم أو مبان، فيما تضرب البلاد حاليًا موجة حرّ تجاوزت الخمسين درجة مئوية.

الحريق ليس الأول من نوعه

يذكر أنّ هذا الحريق هو الثاني من نوعه في أقلّ من ثلاثة أشهر، ففي أبريل الماضي، اندلع حريق مماثل في مستشفى مخصّص لمرضى كورونا في بغداد، أسفر عن أكثر من 80 قتيلًا.

وكان كثير من ضحايا الحريق الذي اندلع في شهر أبريل على أجهزة التنفّس الصناعي ويتلقّون العلاج من كوفيد-19 وقد أصيبوا بحروق أو اختناق في الحريق الذي انتشر بسرعة في أروقة المستشفى حيث كان عشرات الأقارب يزورون المرضى في وحدة العناية المركزة.

وأثار حريق أبريل غضبًا واسعًا، ما أدّى إلى تعليق مهام وزير الصحّة آنذاك حسن التميمي واستقالته.

وسجّل العراق الذي لا يزال اقتصاده المعتمد على النفط يتعافى إثر عقود من الحروب ويعيش كثير من سكّانه تحت خطّ الفقر، أكثر من 1,4 مليون إصابة بكوفيد-19 وأكثر من 17 وفاة. 

ولا تزال البنية التحتيّة الصحية في البلاد متهالكة، والاستثمار في الخدمات العامّة محدود بسبب الفساد المستشري. 

ومنذ بدء إطلاق اللقاح في مارس/آذار، عمدت السلطات الصحية إلى تلقيح نحو واحد بالمئة من سكّان البلاد البالغ عددهم 40 مليون نسمة. 

تابع القراءة
المصادر:
العربي، وكالات