أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني اليوم الثلاثاء، عدم الحاجة إلى بقاء قوات التحالف الدولي في بلاده، معتبرًا أنّ القوات العراقية باتت قادرة على محاربة فلول "تنظيم الدولة" بمفردها.
وتوصّلت بغداد وواشنطن الشهر الجاري إلى اتفاق حول انسحاب قوات التحالف الدولي من العراق، وذلك وفق خطة يجري تنفيذها على مراحل خلال العامين المقبلين.
ورغم أنّ التنظيم بات أضعف بكثير ممّا كان عليه قبل عقد عندما كان يسيطر على مدن ومحافظات رئيسية في العراق وسوريا، فإن مقاتليه ما زالوا ينشطون في كلا البلدين.
ويُعتبر وجود الجنود الأميركيين وغيرهم من القوات الأجنبية في العراق أمرًا حساسًا في العراق، حيث يرغب العديد من المدنيين والسياسيين في رحيلهم.
ومع ذلك، أعرب بعض المشرّعين الأميركيين عن قلقهم بشأن انسحاب عسكري كامل لقوات بلادهم من العراق، قائلين إنّ ذلك قد يتيح للتنظيم إعادة تنظيم صفوفه أو يسمح لإيران المجاورة بزيادة نفوذها داخل العراق.
جدول زمني للانسحاب
وقال السوداني في مقابلة مع وكالة "بلومبرغ"، إنّه "لم تعد هناك مبرّرات" لبقاء قوات التحالف في العراق، مضيفًا أنّ بلاده انتقلت من مرحلة الحروب إلى الاستقرار، وأنّ "تنظيم الدولة" لم يعد يُشكّل تحديًا حقيقيًا".
واعتبر السوداني أنّ دور القوات العراقية في الغارات المشتركة مع الجيش الأميركي "أظهر أنّها قادرة على مواجهة تنظيم الدولة بمفردها".
وأضاف أنّ القوات العراقية "تُطارد هؤلاء الأشخاص، ويعثرون عليهم ويقتلونهم. وهذا هو النصر الذي حقّقناه، وهذا دليل على أنّ الأجهزة الأمنية وصلت إلى مستوى من القدرة التي كان يسعى إليها كل من الأميركيين والعراقيين".
وأشار السوداني في مقابلته مع بلومبرغ، إلى أنّه يُخطّط للإعلان قريبًا عن جدول زمني لانسحاب قوات التحالف من العراق، مشيرًا إلى أنّه ناقش هذه المسألة مع الرئيس الأميركي جو بايدن عندما التقيا في واشنطن في أبريل/ نيسان الماضي، وأنّ البلدين توصّلا إلى تفاهم بشأن الانسحاب.
وأعرب عن ثقته بأنّ "العراق والولايات المتحدة سيُواصلان التعاون في المجالات الأمنية والاقتصادية حتى بعد انسحاب قوات التحالف".
وذكر أنّ نتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، "لن تغير هذا التعاون"، قائلًا: "سنتعامل مع أي إدارة أميركية".
تجديد الدعم لغزة
كما تطرّق السوداني خلال المقابلة إلى الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة للشهر الـ12 على التوالي.
وأعرب عن أسفه للعواقب المترتبة على الحرب في غزة، مشيرًا إلى أنّ الشرق الأوسط يمرّ بمرحلة "خطيرة".
كما جدّد دعم حكومته للشعب الفلسطيني وانتقادها لإسرائيل.
وعن إسرائيل، قال: "نُواجه جهة لا تعترف بالنظام الدولي بكل اتفاقياته ومعاهداته".
وفي سياق آخر، قال السوداني للوكالة، إنّ حكومته "تُحاول استخدام علاقاتها الوثيقة مع كل من إيران والولايات المتحدة لتحسين العلاقات بينهما"، لكنّه لم يوضح كيف سيتم ذلك.
ونفى السوداني مزاعم أوردتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية قبل أيام، عن أنّ حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وجماعة "الحوثي" اليمنية افتتحتا مكاتب لهما في بغداد.
وقال: "لا توجد مكاتب رسمية من هذا النوع هنا"، لكنّ "قد يكون لديها مسؤولون في العراق"، دون توضيحات أخرى.