بفعل التقلبات المناخية والاحتباس الحراري، تنمو الكثير من النباتات في أماكن غير مناسبة لها، حيث تنتقل إلى مناطق جديدة من أجل تجنب الانقراض، وهذا الانتقال يتم بشكل غير مباشر، عبر الطيور والحيوانات المهاجرة.
لكن، بحسب دراسة جديدة لمجلة "ساينس"، فقد تفقد العديد من النباتات طريقة نقلها، مما يجعلها تنتقل إلى مناطق أقل ملاءمة لنوعها، وبالتالي فهي معرضة لخطر الموت بنسبة أكبر.
كما تشير الدراسات الجديدة، إلى أن تراجع أنواع الطيور والثدييات قلل من قدرة النباتات على نشر بذورها، وهو ما ساهم في زعزعة أسس النظام البيئي الصحي.
"تخفيف العبء السكاني"
من بيروت، أكدت البروفيسورة في علم الأحياء الجزيئية، ماجدة بو داغر خراط، أن النباتات التي تعتمد على الحيوانات والثدييات في نقل بذورها تواجه مشكلة أكبر من تلك التي تنتقل عبر الهواء أو الماء، إذ كلما انقرضت أنواع من الحيوانات ستختفي معها أنواع عدة من النباتات.
وقالت خراط في حديث مع "العربي" إن المناطق الاستوائية والمعتدلة هي الأكثر تأثرًا بتغير المناخ، لأنها غنية بأنواع حيوانات ونباتات أكثر من المناطق الأخرى.
وشددت على ضرورة التخفيف من العبء السكاني على البيئة، لا سيما أن الممارسات المعروفة مثل الصيد غير المنظم والبناء العشوائي والاستعمال المفرط للطاقة وتقليص مساحة الغابات وغيرها؛ تساهم في فقدان التنوع الحيواني والنباتي على السواء.
ولفتت خراط إلى أن الإنسان من الصعب أن يحل بديلا عن الحيوانات في نقل البذور، مشددة على أهمية الحفاظ على الترابط الحيواني النباتي من أجل بيئة متوازنة.