الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

أثارت انتقادات خبراء البيئة.. دلهي تكافح تلوّث الهواء عبر "مراوح ضخمة"

أثارت انتقادات خبراء البيئة.. دلهي تكافح تلوّث الهواء عبر "مراوح ضخمة"

شارك القصة

يثير التلوث في نيو دلهي مخاوف من أن تؤثر جودة الهواء الرديئة على المرضى الذين يتعافون من مرض كوفيد-19 (غيتي)
يثير التلوث في نيودلهي مخاوف من أن تؤثر جودة الهواء الرديئة على المرضى الذين يتعافون من مرض كوفيد-19 (غيتي)
يقوم المشروع على برج يمتدّ طوله إلى علّو 25 مترًا، ومن شأنه أن يساعد على تنقية الهواء ضمن مساحة كيلومتر مربّع في حيّ كونوت بلايس.

تسعى العاصمة الهندية دلهي إلى تحسين جودة هوائها من خلال إقامة 40 مروحة عملاقة في وسط المدينة؛ لكن هذه المحاولة الجديدة تتعرض لانتقادات دعاة الحفاظ على البيئة، إذ يقوم تشغيلها على الكهرباء التي تنتجها محطات الطاقة العاملة بالفحم.

ويقوم هذا المشروع، البالغة قيمته مليوني دولار، على برج يمتدّ طوله إلى علّو 25 مترًا، ومن شأنه أن يساعد على تنقية الهواء ضمن مساحة كيلومتر مربّع في حيّ كونوت بلايس الذي يعجّ بالمتاجر والمقاهي الرائجة.

وفي كلّ فصل شتاء، يلفّ ضباب كثيف من التلوّث هذا الحيّ الراقي نسبيًا الذي يضمّ عددًا من المباني العائدة إلى الحقبة الاستعمارية.

وقال أنور على خان المسؤول عن هذا المشروع: إن "الدخان ظاهرة سنوية لها أسباب خاصة، لذا نسعى إلى احتوائه".

وأوضح المهندس أن الهدف يقضي بخفض كمّية الجزيئات الدقيقة (التي لا يقلّ قطرها عن 2,5 ميكرومتر) بأكثر من النصف. ولم يستبعد إمكان تشييد أبراج أخرى في المدينة للغرض نفسه في حال كُلّلت هذه التجربة بالنجاح.

وكان كبير المسؤولين في نيودلهي أرفيد كيجريوال قد اعتبر أن العاصمة استحالت "غرفة للغاز" من شدّة تلوّثها.

"لن تُحدث أي تغيير"

غير أن خبراء كثر يرون أن هذه المبادرة لن تُحدث أي تغيير، بل كل ما في الأمر أنها "تعطي الانطباع" بأن السلطات تتحرّك.

واعتبر سونيل داهيا من مركز الأبحاث حول الطاقة والهواء النظيف أن "تشييد أبراج للتصدّي للضباب الدخاني ما كان ولن يكون يومًا الحل"، موضحًا أنه "إذا ما أردنا فعلًا حلّ مشكلة التلوّث، فلا بدّ من العمل على معالجتها من جذورها".

ورأى الخبير أن "ذلك لن يؤدي سوى إلى مفاقمة التلوّث في مناطق أخرى في البلد".

وكانت الصين، وهي أكبر ملوّث في العالم، شيّدت عام 2018 مدخنة بلغ علوّها 60 مترًا في مدينة شيان كان يُفترض بها أن تنقّي الهواء. لكنها لم تكرّر التجربة في مناطق أخرى من البلد.

وكلّ سنة، يستحيل الهواء في نيودلهي في بداية فصل الشتاء مزيجًا سامًا من الدخان تأتي من المحروقات الزراعية في الجوار وعوادم السيارات والانبعاثات الصناعية التي تغلّف المدينة؛ إذ تعلق في أجوائها بسبب تدّني الحرارة وسرعة الرياح.

ولم تنجح مساعي السلطات إلى خفض عدد السيارات التي تسير في المدينة إلى النصف في تحقيق النتيجة المتوخاة.

هواء نقي

وأكد أنور على خان، المسؤول عن المشروع، أن "الهدف لا يقضي بتنقية الهواء في المدينة برمتها، بل باستحداث مناطق خاصة يمكن للناس فيها استنشاق هواء نقيّ".

ووصلت مستويات التلوث في العاصمة الهندية إلى فئة "سيئة للغاية" في أكتوبر/ تشرين الأول 2020، مما تسبب بمخاوف من أن تؤثر جودة الهواء الرديئة على المرضى الذين يتعافون من مرض "كوفيد-19".

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني، استيقظت نيودلهي وسط غيمة كثيفة من التلوث مصدرها المفرقعات والألعاب النارية التي أطلقها السكان في مناسبة عيد "ديوالي"، وهو عيد الأنوار لدى الهندوس.

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب
Close