الثلاثاء 22 أكتوبر / October 2024

استرضاء الآخرين للشعور بالقبول.. كيف يمكن التخلص من هذا السلوك؟

استرضاء الآخرين للشعور بالقبول.. كيف يمكن التخلص من هذا السلوك؟

شارك القصة

من يحاول إرضاء الآخرين يشعر بعدم الارتياح إن غضب أحدهم منه (الصورة: غيتي)
تجمع سمات مشتركة أولئك الذين يسعون إلى استرضاء الآخرين. وهم يتوخّون من تلبيتهم الدائمة لرغبات وتطلعات المحيطين الشعور بالقبول والإعجاب.

إرضاء الآخرين غاية لا تدرك، مع ذلك يسعى البعض إلى تحقيقها في ردوده وسلوكه. فيعدل من مخططاته، ويلغي مشاريعه، للحصول على موافقة من حوله. 

تجمع هؤلاء سمات مشتركة، وهم يتوخّون من تلبيتهم الدائمة لرغبات وتطلعات المحيطين الشعور بالقبول والإعجاب، فيكونون عرضة للاستغلال وسوء المعاملة.

تظاهر وعدم اعتراف

في مقال منشور على موقع "psychologytoday"، تعدّد المعالجة النفسية إيمي مورين العلامات التي تدل على الشخص الذي يسعى جاهدًا للحصول على رضا الجميع.

ومما تورده في هذا الإطار التظاهر بالتوافق مع الجميع، والشعور بالمسؤولية تجاه ما يشعر به الآخرون، والاعتذار كثيرًا، وعدم القدرة على الرفض.

وتلفت مورين إلى أن من يحاول إرضاء الآخرين يشعر أيضًا بعدم الراحة إن غضب أحدهم منه، ويحتاج إلى الثناء والمديح ليشعر بالرضا، ويتجنب الصراعات بأي ثمن، ولا يعترف عندما تتأذى مشاعره.

نمط سلوكي خاطئ

بدورها، تؤكد نانسي صميدة، الاستشارية النفسية المعتمدة من جامعة سيغموند فرويد في فيينا، أن استرضاء الآخرين نمط سلوكي خاطئ.

وتلفت إلى أنه يدل على مشكلة في الصورة التي كوّنها المرء عن ذاته، وعلى عدم قدرته على معرفة رغباته الحقيقية، فيعتقد دومًا أن الآخرين أفضل منه، وأنهم ـ بخلافه ـ على صواب بصورة دائمة.

تقول صميدة إن من يسعون لاسترضاء الآخر لا تتوجه أنظارهم باتجاه ذاتهم ورغباتهم وقدراتهم على التعبير، بل إلى ما يريده الآخر منهم وكيف يمكنهم استرضاءه وما سيقوله عنهم حال رفضهم لطلبه. 

وتعزو هذا السلوك إلى طفولة منع فيها المرء من التعبير عن احتياجاته، بمقابل الدعوات إلى الامتثال أو السكوت إزاء حاجات أو آراء الأخ الأكبر أو الأصغر أو أي آخر يحظى دومًا بالأفضلية. 

وتشير إلى أن الآباء في تلك الحالات لم يحاولوا الوصول إلى حل وسطي بين الأطفال، يراعي احتياجات الجميع.

إلى ذلك، توضح صميدة أن الخوف من الإجابة بـ "لا"، يعود إلى الربط في أذهان من يجهدون لإرضاء الآخرين بين الرفض والأشخاص الأنانيين والسيئين الذين لن يتقبلهم الآخرون.

وتحذر من أن هذا السلوك يؤدي إلى إهدار كبير في الطاقات النفسية والجسدية وتشوه في الصورة الذاتية لمن يمارسونه، وتشير إلى أن هؤلاء غالبًا ما يصابون بالخذلان عندما يكتشفون أنهم أمضوا حياتهم على هذا النحو.

وفيما تنبّه إلى أن الأضرار تشمل أيضًا الاكتئاب وطمس الهوية والاستغلال، تؤكد وجوب نظر المرء إلى ذاته لمعرفة رغباتها الحقيقية بعيدًا من تلك المعتقدات والرسائل التي حالت دون تواصلهم معها.

احترام الذات والتوكيد الداخلي

صميدة تتحدث عن خطوات تساعد في التوقف عن استرضاء الآخرين، فتدرج في طليعتها احترام الذات والجرأة في التعبير عن الرغبات والاستماع إلى صوتنا الداخلي.

وفيما تتوقف عند أهمية الوعي بأن كل محاولة إرضاء للآخرين بغرض إسعادهم ستولّد إدمانًا على التوكيد الخارجي، تشدد على ضرورة التوكيد الداخلي على قيمة المرء. 

ومما تدعو إليه أيضًا التوقف عن خيانة النفس والامتناع عن التخلي عن القيم الخاصة في سبيل إرضاء الآخر، بمقابل تعزيز الثقة بالنفس والشعور بالاستحقاق. وتشرح أن الأخير يعني احترام المرء لرأيه والسعي إلى إيجاد مساحة له. 

 
تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
Close