أعلن رئيس مجلس إدارة مجموعة "إن إس أو" الإسرائيلية، الثلاثاء، استقالته، في خطوة نفى هو والشركة المطورة لبرنامج التجسس "بيغاسوس"، أن تكون مرتبطة بالجدل المثار حولها وحول برنامجها، ولا سيما فضيحة التجسس الأخيرة على مواطنين إسرائيليين.
وقال آشر ليفي لرويترز إنه ترك منصبه في نهاية 2021 تماشيًا مع خطط وُضعت قبل سلسلة من الانتكاسات التي تعرضت لها الشركة.
وأدرجت وزارة التجارة الأميركية "إن إس أو" على القائمة السوداء في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، في ضربة كبيرة لآفاق التصدير للشركة، قائلة إنها باعت برامج تجسس لحكومات أجنبية استخدمتها فيما بعد لاستهداف مسؤولين حكوميين وصحافيين وغيرهم.
فضيحة التجسس الكبرى
وكانت "إن إس أو" الصيف الماضي في صلب فضيحة تجسّس عالمية بعد تحقيق نشرته 17 وسيلة إعلاميّة دوليّة اعتبارًا من 18 يوليو/ تموز وكشف أنّ برنامج "بيغاسوس" سمح بالتجسّس على ما لا يقلّ عن 180 صحافيًا و600 شخصيّة سياسيّة و85 ناشطًا حقوقيًا و65 صاحب شركة في دول عدّة.
ويمكن للبرنامج بمجرد تحميله على هاتف جوال اختراق الهواتف الخلوية والاطّلاع على الرسائل والبيانات والصور على الهاتف وجهات الاتصال، كما يتيح تفعيل الميكروفون والكاميرا عن بُعد.
وأقامت أيضًا شركة أبل دعوى قضائية ضد الشركة الإسرائيلية، قائلة إنها انتهكت قوانين الولايات المتحدة من خلال اختراق البرنامج الإلكتروني المثبت في أجهزة أيفون.
بالإضافة إلى ذلك، واجهت شركة "إن إس أو" إجراءات قانونية أو انتقادات من مايكروسوفت وميتا بلاتفورمز، الشركة الأم لفيسبوك، ومن ألفابيت المالكة لغوغل ومن شركة سيسكو سيستمز.
تجسس داخل إسرائيل
والأسبوع الماضي، تعهّد وزير العدل الإسرائيلي بإجراء تحقيق كامل في مزاعم استخدام برنامج "بيغاسوس" على مواطنين إسرائيليين، بمن فيهم أشخاص قادوا احتجاجات ضد رئيس الوزراء السابق بنيامين نتانياهو.
وأمر المدعي العام الإسرائيلي بفتح تحقيق في أساليب تجسس تتبعها الشركة.
وتولى ليفي منصب رئيس مجلس الإدارة في أبريل/ نيسان 2020 كمعين من شركة الأسهم الخاصة نوفالبينا كابيتال التي مقرها بريطانيا والتي اشترت "إن إس أو" في عام 2019. وتولت مجموعة بيركلي للأبحاث إدارة نوفالبينا وبشكل فعلي "إن إس أو" في يوليو/ تموز 2021.
ليفي: لا صلة بين استقالتي ومنشورات الإعلام
وقال ليفي في بيان لشركته ومقرها في تل أبيب إنه "لا صلة بين الاستقالة من منصبي والمنشورات الأخيرة المرتبطة بـإن إس أو، بعكس ما روّج له إعلاميًا مؤخرًا".
وأضاف أنه بعد تغيير ملكية الشركة العام الماضي "بقيتُ في المنصب حتى تم تعيين بديل".
وأثار برنامج التجسس الإسرائيلي استنكارًا عالميًا بعد اكتشاف استخدامه للتجسس على صحافيين ونشطاء وسياسيين، من بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
والشهر الماضي، طالبت إسرائيل من الدول التي تشتري منها منتجات تكنولوجيا المعلوماتية التعهّد بحصر استخدامها بمكافحة "الإرهاب والجرائم الخطرة"، وذلك على خلفية قضية برنامج التجسس بيغاسوس.