الثلاثاء 17 Sep / September 2024

اليمن.. جدل حول قرارات ألوية العمالقة بين الانسحاب وإعادة التموضع

اليمن.. جدل حول قرارات ألوية العمالقة بين الانسحاب وإعادة التموضع

شارك القصة

قراءة تحليلية ضمن "الأخيرة" في تصريحات ألوية العمالقة الأخيرة مع الباحث السياسي حمزة الكمالي (الصورة: الأناضول)
في حين رأى البعض في الإعلان عن إعادة التموضع "انسحابًا" على وقع التهديدات، أكدت الألوية أنّها لا تزال تقاتل في الميدان بمحافظة مأرب.

أعلنت ألوية العمالقة المدعومة إماراتيًا، أنها أبقت قواتها بجبهات رئيسية في اليمن لصد الحوثيين بعد جدل بشأن إعلانها أنها أنهت عملياتها العسكرية في شبوة ومأرب.

وكانت هذه الألوية المؤلفة من عسكريين في الجيش اليمني السابق ومتطوعين، أعلنت الجمعة إعادة تموضع قواتها من محافظة شبوة الإستراتيجية (وسط) بعدما استعادتها من الحوثيين في 10 يناير/ كانون الثاني. 

وفي حين رأى البعض في هذا الإعلان "انسحابًا" على وقع التهديدات، أكدت الألوية أنّها لا تزال تقاتل في الميدان بمحافظة مأرب، وما تمّ هو انسحابات جزئية لبعض قوات الصفوف الخلفية الاحتياطية التي لم تشارك في المعارك.

وعملت الألوية أيضًا على تعيين بعض القادة الجُدُد على هذه الجبهات، وأشارت إلى أنّ الوجهة المقبلة ستكون محافظة البيضاء وما بعدها، وسط الإعداد لعملية عسكرية ثانية لتحرير اليمن على حدّ وصفها.

ويحاول الحوثيون منذ أشهر التقدم نحو مدينة مأرب، للسيطرة عليها ووضع أيديهم بذلك على كامل الشمال اليمني، لكن العملية الأخيرة التي انطلقت من شبوة جنوبي مأرب ألحقت خسائر بهم وشكّلت تهديدًا لحملتهم.

"سوء تقدير إعلامي"

ومن لندن يتحدث الباحث السياسي حمزة الكمالي لـ"العربي"، عن التفسيرات المختلفة لما سمته الألوية بإعادة التموضع وتأثير ذلك على الوضع الميداني، مشيرًا إلى أن الألوية لم تنسحب من الأساس إنما ما حصل هو سوء تقدير إعلامي للبينات التي صدرت عن المجموعة.

ويكشف الكمالي أن الخطوات المقبلة لألوية العمالقة في المعارك بمأرب تشتمل على ترتيبات عسكرية أوسع خلال الفترة القادمة، مضيفًا: "ألوية العمالقة هي القوة الرئيسية التي تقوم بهذه العمليات وشاركت أصلًا بجبهات في الحديدة".

ويشدد من وجهة نظره على أهمية استمرار العمليات العسكرية لحين رفع الحصار تمامًا عن مدينة مأرب، فالهدف الرئيسي في تصوره الآن هو التوصل إلى الحل السياسي لكن لا يمكن إرغام الحوثي على هذا الأمر إلا من خلال هزيمته ميدانيًا، على حد تعبيره.

ويردف الكمالي: "ما زال الحوثي حتى اللحظة يعتقد بأنه يمكن أن يستخدم القوة والعنف لتحقيق أهدافه السياسية".

بين "ألوية العمالقة" والتحالف العسكري

ويتطرق الباحث السياسي حمزة الكمالي إلى تعداد ألوية العمالقة معلنًا أنها مؤلفة من 13 لواء أغلبها مسجل في هيئة الأركان وتحت قيادة التحالف العسكري الذي يقود المعارك ضد الحوثيين في اليمن، جازمًا أن "كل القوات تعمل تحت قيادة التحالف وأن ألوية العمالقة ناجعة عسكريًا ويجب الاستفادة منها".

ويتابع: "لا يجب أن نضع ألوية العمالقة في نيران حسبانها مع دولة معينة أو طرف على حساب آخر فهي تأتمر من قيادة التحالف".

يذكر أن مؤسس قوات ألوية العمالقة هو العميد أبو زرعة المحرمي، وهو أحد نشطاء الحراك الجنوبي ويعدّ مؤيدًا للانفصال الأمر الذي طرح علامات استفهام حول "أجندة" قوته العسكرية وما إذا كانت ستذهب شمالًا لتحرير بقية الأراضي من جماعة الحوثي أم أن مهمتها ستقتصر فقط بالاطمئنان على الجنوب.

لكن الكمالي يرى أن ألوية العمالقة ليست قوات وحداوية أو انفصالية، بل هي بشكل عام قوات عسكرية هدفها مواجهة الحوثيين على يد أشخاص شاركوا في القتال ضدهم في أكثر من جبهة.

ويوضح أن "هؤلاء تم تدريبهم بطريقة ممتازة على يد التحالف لكن هناك اليوم محاولة من بعض الأطراف لتجيير هذه القوات.. إنما ولو كان أغلبهم من المحافظات الجنوبية إلا أنهم واضحون وليست لهم أهداف سياسية خاصة بل هدفهم الرئيسي هو عودة الدولة".

 

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close