تعرّضت العاصمة اليمنية صنعاء، لهجوم هو الأعنف، شنّته طائرات التحالف العسكري بقيادة السعودية، ردًا على استهداف الحوثيين للإمارات بهجوم صاروخي.
وأفادت مصادر محلية في صنعاء بأن قوات التحالف شنّت غارات مكثّفة على أهداف وثكنات عسكرية للحوثيين في معسكر الصيانة والفرقة شمال غربي العاصمة.
وأعلنت وزارة الدفاع الإماراتية اعتراض صاروخ استهدف العاصمة أبو ظبي، وتدمير منصّة إطلاقه في اليمن.
من جهتها، أكدت جماعة الحوثي عملية الاستهداف ضمن ما أسمته عملية "إعصار اليمن الثالثة"، مشيرة إلى أن العملية نجحت في تحقيق جميع أهدافها.
وفي بلد لم تصمت فيه أصوات البنادق للحظة، تبدو كل الحلول والسبل لإيقاف الحرب بعيدة، إذ لا يلوح أي حسم عسكري في الأفق، ولا وساطات دولية قادرة على تغيير واقع الحال قريبًا.
الإمارات وتعزيز قدراتها العسكرية
ويبدو أن الإمارات لا تكترث بالتهديدات الحوثية بضرورة الخروج من أرض اليمن، وهي التي تشارك في معاركها من خلال "ألوية العمالقة".
وقبل الهجوم بساعات، استقبلت الإمارات الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتصوغ الذي رفض تزويدها بنظام القبة الحديدية الذي تحتاجة الإمارات في الوقت الذي يبدو ظهرها مكشوفًا أمام الصواريخ الحوثية.
وتسعى الإمارات إلى تعزيز قدراتها الدفاعية للتصدي لأي هجوم، وقد ساعدتها قبل أسبوع، قوات أميركية في تخفيف الخسائر.
المعارك مستمرة في مأرب
أما في مأرب، فقد استمرّ القصف المتبادل بين الجيش اليمني والحوثيين في مواقع متفرّقة من المحافظة وسط غارات كثيفة للتحالف. ويتزامن هجوم الحوثيين في جبهة رغوان، مع صدّ هجمات عنيفة للقوات الحكومية باتجاه الجوبة جنوبًا.
وقال بلال الراسني، ضابط في الجيش اليمني، في حديث إلى "العربي"، إنّ المعارك مستمرّة، بمساندة قوات التحالف بقيادة السعودية.
وازدادت الطلعات الجوية للتحالف قياسًا بالفترة الماضية، وقد تمكّنت من لجم تقدّم الحوثيين في مواقع متفرقة من مأرب.
وقال مدير مركز تعز الحقوقي أيمن الكمالي، في حديث إلى "العربي"، إن قصف الحوثيين للمدينة أسفر عن مقتل 4 مدنيين وإصابة 15 آخرين بينهم نساء وأطفال.
وأضاف أن مدينة تعز تعيش مأساة حقيقية في ظلّ حصار مستمرّ لأكثر من سبع سنوات، وسط قصف متبادل يذهب ضحيته مدنيين من أطفال ونساء وكبار السنّ.
"حلقة ابتزاز إيراني مستمرّة"
من جانبه، قال سليمان العقيلي، الكاتب والباحث السياسي السعودي، إن الحرب في اليمن تدور في حلقة ابتزاز إيراني، لا يُمكن أن تتوقّف إلا بالقضاء بشكل نهائي على مصادر التهديد.
وأشار العقيلي، في حديث إلى "العربي"، من الرياض، إلى أن "إيران اعتادت استخدام الإرهاب والعنف وضرب المدنيين في كافة أنحاء العالم، وبالتالي لا ينفع معها التراجع والتنازل".
وأوضح أنه ليس من صالح الإمارات أن تقدّم أي تنازل يُمكن أن يفسّره الطرف الآخر على أنه "هشاشة في الصلابة الإماراتي".
واعتبر أن أفضل طريقة لتعزيز الحصانة العربية يكمن في استمرار عملية "حرية اليمن" بالزخم ذاته والأداء الذي أطلقت فيه، والدعم اللوجستي ذاته والتضييق على جماعة الحوثي ووكيلها، وبالدعم السياسي ذاته الذي أحاط بهذه العملية.
وقال إن أي خلل في دعم عملية "حرية اليمن" سيكون له تداعيات على كل دول الخليج على المدى المتوسّط والطويل.
