Skip to main content

"فبركة فيديو لغزو كييف".. واشنطن ولندن تنددان بـ"عدوانية روسية"

الجمعة 4 فبراير 2022

تتفاعل الأزمة الأوكرانية على وقع استمرار قرع طبول الحرب بين روسيا والغرب، الذي انتقل في الساعات الأخيرة لاتهام موسكو بالتخطيط لتصوير هجوم أوكراني مفبرك يستهدف الروس، لتبرير مهاجمة كييف.

وفي هذا السياق، قال الناطق باسم البنتاغون جون كيربي للصحافيين: "لدينا معلومات أن الروس يريدون على الأرجح فبركة ذريعة للغزو".

وفي "تناغم" واضح مع هذه التصريحات، سارعت الخارجية البريطانية إلى الحديث عن "دليل واضح وصادم على عدوانية روسيا غير المبررة".

وأدّى إرسال موسكو عشرات آلاف الجنود الى الحدود الأوكرانية والذي أثار مخاوف من احتمال حصول غزو قريب، إلى إحدى أسوأ الأزمات بين روسيا والغرب منذ الحرب الباردة.

وفي تصعيد لهذه المواجهة، قررت الولايات المتحدة إرسال ثلاثة آلاف جندي أميركي إضافي الى أوروبا الشرقية، وطالبها الكرملين ردًا على ذلك بـ"وقف تأجيج التوتر".

ومع التحذير من عقوبات اقتصادية شديدة في حال شن هجوم، كثف الأوروبيون الاتصالات بهدف وقف التصعيد مع زيارات شبه يومية يقوم بها قادة ومسؤولون غربيون كبار إلى كييف واتصالات بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

"هجوم زائف"

وفي تصريحاته للصحافيين، أوضح الناطق باسم البنتاغون جون كيربي أن واشنطن تعتقد أن الحكومة الروسية تخطط لفبركة هجوم للجيش الأوكراني أو قوات استخباراتية "ضد أراض خاضعة لسيادة روسيا أو ضد أشخاص ناطقين بالروسية".

وأضاف: "في إطار هذا الهجوم الزائف، نعتقد أن روسيا ستنتج تسجيلًا دعائيًا مصورًا بمشاهد وحشية للغاية، يتضمن جثثًا وممثلين يؤدون دور مشيّعين وصورًا لمواقع مدمرة"، لتستخدم الأمر مبررًا لغزو جارتها الموالية للغرب.

ولفت كيربي إلى أن جزءًا من الخطة يتضمن إظهار أن الغرب وفّر المعدات العسكرية الأوكرانية المستخدمة، وهو أمر سيكون هدفه تبرير التحركات الانتقامية الروسية ضد أوكرانيا.

وتابع: "سبق أن شهدنا أنشطة كهذه من قبل روسيا في الماضي، ونعتقد أنه من المهم أن ننتقدها علنًا عندما نراها بهذه الطريقة"، قائلاً إن تكتيكات كهذه تحظى بشكل عام "بالموافقة على أعلى مستويات الحكومة الروسية".

ولدى سؤاله لاحقًا عن احتمال أن يؤدي إرسال قوات أميركية إلى أوروبا الشرقية إلى صب الزيت على النار، رد كيربي إن واشنطن تريد طمأنة حلفائها.

وصرّح لقناة "فوكس نيوز": "نواصل تقديم مساعدة في مجال الأمن لأوكرانيا حتى تتمكن من الدفاع عن نفسها بشكل أفضل ضد هذا التهديد" وبالوقت نفسه "طمأنة حلفائنا الذين لدينا التزامات أمنية مهمة تجاههم".

وكان البنتاغون قد أعلن مؤخرًا أن الرئيس جو بايدن سيرسل 3 آلاف جندي إلى شرق أوروبا هذا الأسبوع، حيث أشار كيربي إلى أن الوضع قرب حدود أوكرانيا يتطلب تعزيز واشنطن موقفها "الرادع والدفاعي" على الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي، بعدما لوّحت سابقًا بوضع نحو 8500 ألف جندي في حالة تأهب.

واعتبر الجانب الروسي هذه الخطوة "مدمرة تزيد من التوترات العسكرية"، محذرًا واشنطن من تنفيذها.

"دليل واضح وصادم"

من جهته، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس: إن ذلك الفيديو "هو أحد الخيارات التي تعدها الحكومة الروسية ذريعةً لشن وربما لتبرير عدوان عسكري ضد أوكرانيا"، مضيفًا أن بلاده لا تعرف ما إذا كانت موسكو قد قررت تنفيذ هذه الخطة، فيما لم يقدم المسؤولان أدلة على مزاعمهما.

وتابع برايس: "روسيا ذكرت أنها تريد مواصلة التبادلات الدبلوماسية من أجل خفض التصعيد، لكن أعمالًا مثل هذا تشير إلى غير ذلك".

ولدى سؤاله بإصرار عن عدم وجود أدلة تدعم تصريحاته، أوضح برايس أن معلوماته مصدرها أجهزة المخابرات، من دون أن يذكر المزيد من التفاصيل، وقال: "لن أفصّل ما في حوزتنا".

بدورها، وصفت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس، التصريحات الأميركية بأنها "دليل واضح وصادم على عدوانية روسيا غير المبررة وعلى أنشطة سرية (لموسكو) لزعزعة استقرار أوكرانيا".

وكتبت على "تويتر": "المخرج الوحيد لموسكو هو وقف التصعيد والانسحاب والالتزام بإيجاد مسار دبلوماسي".

المصادر:
العربي- أ ف ب
شارك القصة