الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

الحرب على أوكرانيا.. لماذا وافقت بيلاروسيا على أن تكون منطلقًا ومعبرًا للهجوم؟

الحرب على أوكرانيا.. لماذا وافقت بيلاروسيا على أن تكون منطلقًا ومعبرًا للهجوم؟

شارك القصة

تقرير عن الدور الذي لعبته مينسك لتكون بمرمى العقوبات الغربية بسبب الهجوم على أوكرانيا (الصورة: غيتي)
قبل بدء الهجوم على أوكرانيا، رجحت وسائل إعلام أن تكون جبهة بيلاروسيا إحدى نقاط الانطلاق للوصول إلى كييف، بعد أن استضافت القوات الروسية على أراضيها.

بينما أدانت معظم دول العالم الهجوم الروسي على أوكرانيا، برز الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو بصفته المؤيد الأبرز لروسيا علنًا.

وقبل فترة وجيزة من بدء الهجوم على أوكرانيا، رجّحت وسائل إعلام أميركية أن تكون جبهة بيلاروسيا إحدى نقاط الانطلاق المحتملة للوصول إلى كييف سريعًا، وذلك بعد أن استضاف لوكاشينكو القوات والمعدات الروسية على أراضيه.

والأحد الماضي، دفع الرئيس البيلاروسي بتعديل دستوري يُنهي وضع بلاده باعتبارها دولة خالية من الأسلحة النووية. وقام بقمع الاحتجاجات المناهضة للحرب على أوكرانيا، واعتقل حوالي 800 متظاهر.

لماذا تدعم بيلاروسيا الهجوم على أوكرانيا؟

في يناير الماضي، أجرى الجيشان الروسي والبيلاروسي أكبر مناورات مشتركة بينهما منذ سنوات في بيلاروس والبحر الأسود.

وبعد تمديد فترة المناورات، أعلنت بيلاروسيا، بداية فبراير/ شباط الماضي، أن القوات الروسية ستبقى في البلاد، الأمر الذي اعتبره مسؤولون غربيون إشارة إلى "سوء نوايا روسيا في المنطقة".

في 23 فبراير، عندما بدأت روسيا بشن هجومها على أوكرانيا، عبرت بعض القوات الروسية من بيلاروسيا.

والخميس الماضي، ذكرت وسائل إعلام رسمية في بيلاروسيا أن الرئيس البيلاروسي نفى مشاركة قوات بلاده في الهجوم على أوكرانيا، لكنّه في الوقت نفسه أكد أنه سيدعم القوات الروسية إذا لزم الأمر.

كما أظهرت لقطات مصوّرة، الخميس، أن القوات الروسية تتوغّل عبر الحدود البيلاروسية إلى أوكرانيا، وكأنها "أرض عبور".

وقال يورغ فوربريغ، مدير أوروبا الوسطى والشرقية في صندوق مارشال الألماني، لمجلة "تايم": "بيلاروسيا في الأساس جزء من الفضاء العسكري الروسي. لقد تخلّت عن سيادتها، إنها نقطة انطلاق للجيش الروسي".

في 24 فبراير/ شباط، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية أنها ستفرض عقوبات ضد 24 فردًا وكيانًا في بيلاروسيا، بسبب دعم بلادهم للهجوم وتسهيلها له.

بدوره، قال الأمين العام لحلف "الناتو" ينس ستولتنبرغ إن "العالم سيحاسب روسيا وبيلاروسيا على أفعالهما. روسيا باعتبارها دولة معتدية، وبيلاروسيا باعتبارها دولة مساعدة على الهجوم".

علاقات اقتصادية وسياسية

وتعتبر روسيا شريكًا تجاريًا رئيسًا لبيلاروسيا. ودعم بوتين لوكاشينكو بعد انتخابات 2020، والتي جادل خلالها لوكاشينكو بأنه فاز بولاية سادسة، بينما زعمت المعارضة والدول الغربية أن الانتخابات تم تزويرها.

وحينها تعهّد بوتين بنشر القوات الروسية للمساعدة في تهدئة الاضطرابات التي عمّت الشوارع احتجاجًا على نتائج الانتخابات. كما قدّمت روسيا لبيلاروسيا قرضًا بقيمة 1.5 مليار دولار لدعمها.

وخلال المحادثات في مدينة سوتشي في جنوب روسيا عام 2021، أعرب لوكاشينكو عن دعمه لبوتين.

وحينها، قال لوكاشينكو: "أنا بالطبع ممتن للغاية للدعم الاقتصادي الذي تقدمه روسيا إلى بيلاروسيا. ويجب أن أبلغكم أن هذا لم يذهب سدى".

وفي هذا الإطار، أوضحت أولغا درايندوفا، من مركز أبحاث جامعة بريمن لدراسات شرق أوروبا باللغة الألمانية، لمجلة "تايم": "لم يكن لوكاشينكو ليبقى في السلطة لولا دعم بوتين له. لذلك فإنه ضعيف جدًا لدرجة أنه غير قادر الآن على مطالبة بوتين بنقل دباباته خارج بلاده".

وغذًا الأربعاء، تستضيف بيلاروسيا جولة ثانية من المحادثات الروسية الأوكرانية في محاولة للتوصّل إلى وقف فوري لإطلاق النار وانسحاب القوات الروسية من أوكرانيا.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
Close