الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

لأجل أوزيل والإيغور.. الانتقادات تطال أرسنال بعد موقفه من حرب أوكرانيا

لأجل أوزيل والإيغور.. الانتقادات تطال أرسنال بعد موقفه من حرب أوكرانيا

شارك القصة

تقرير عن ازدواجية المعايير في كرة القدم ومواقف اللاعبين السياسية (الصورة: غيتي)
ما إن اعلن نادي أرسنال الإنكليزي تضامنه مع اوكرانيا في وجه الهجوم الروسي حتى انهالت الانتقادات عليه بعد أن كان الفريق قد عاقب لاعبه السابق أوزيل بسبب مواقفه .

انقلب إعلان نادي أرسنال الإنكليزي تضامنه مع أوكرانيا في وجه الهجوم الروسي، أمس الأحد، إلى محط انتقادات واسعة من جماهير كرة القدم حول العالم، الذين اتهموه بازدواجية المعايير والاستنسابية. 

وأعادت تلك الاتهامات من آلاف الناشطين حول العالم، إلى الذاكرة موقف النادي من لاعبه الألماني السابق مسعود أوزيل التركي الأصل، في أزمة عصفت بين "المدفعجية"، واللاعب الملقب بـ"عازف الليل"، حين قررت الإدارة معاقبته بسبب مواقفه السياسية عام 2019. 

ونشر النادي أمس على حسابه الرسمي في منصة تويتر، تغريدة حملت صورة قمصان "المدفعجية" وفوقها شارة علم أوكرانيا، تحت عبارة: "كرة القدم يعني الوقوف معًا".

ولم تمض لحظات على نشر التغريدة حتى انهالت الانتقادات بحق النادي، وحملت التعليقات صور أوزيل وقضيته التي شكلت منعطفًا مهمًا في مسيرته الاحترافية. فما القصة؟

اضطهاد الإيغور

في الثالث عشر من ديسمبر/ كانون الأول من عام 2019، نشر اللاعب المسلم بيانًا على حساباته الرسمية في مواقع التواصل، انتقد فيه الصمت حيال الاضطهاد الذي تعاني منه الأقلية المسلمة الإيغورية في الصين، وقال أوزيل حينها، متوجهًا إلى البلدان الإسلامية بالسؤال: "أين البلدان الإسلامية وإعلامها مما يجري هناك؟".

وأضاف حينها: "إنّ المصاحف تحرق، والمدارس تحظر، ويقتل علماء الدين، والمسلمين يساقون قسرًا إلى معسكرات الاعتقال، وتجبر المسلمات على الزواج دون رغبتهن برجال من الصين".

يذكر أن الإيغور مسلمون من أصل تركي، ويعيش حوالي 11 مليون منهم في غرب الصين. يشكلون أقل من نصف سكان منطقة شينجيانغ البالغ عددهم 26 مليون نسمة، والتي تتمتع بالحكم الذاتي بعيدًا عن بكين. 

وزار الرئيس الصيني شينجيانغ عام 2014 في أعقاب هجوم شنه انفصاليون. وبعد فترة وجيزة، وطبقاً لوثائق مسربة لصحيفة "نيويورك تايمز"، وجه المسؤولين المحليين للرد "بلا رحمة على الإطلاق". ووصفت تقارير منظمات حقوقية وحكومات ومنها واشنطن أن ما يجري هناك يرقى إلى مستوى الإبادة الجماعية. 

فسلطين وأوكرانيا

من جهته، نأى نادي أرسنال بنفسه عن التعليقات التي أدلى بها أوزيل، وسعى النادي إلى الحد من أي ضرر يلحق بمصالحه في الصين، فالنادي اللندني لديه العديد من المصالح التجارية هناك بما في ذلك سلسلة مطاعم، فأصدر بيانًا على موقع ويبو "Weibo" الأكثر رواجًا في الصين قال فيه إنه ملتزم بعدم الانخراط في السياسة، ولا يتحمل مسؤولية تصريحات لاعبه. 

لكن أرسنال لم يتوقف عند البيان، أيام قليلة بعدها حتى تم استبعاده من تشكيلة الفريق المكونة من 25 لاعبًا في الدوري الممتاز، ليغيب اسمه عن الملاعب حتى العام الماضي، وتنتهي مسيرته مع الفريق اللندني بشكل مؤسف، دفعته للإعلان على وسائل التواصل عن خيبة أمله من فريقه، وقال أوزيل حينها: "تعهدت بالولاء للنادي الذي أحبه، أرسنال، ويحزنني أن هذا لم يتم الرد عليه بالمثل".

واتجه أوزيل بعدها للعب مع فريق فنربخشه في تركيا التي لطالما اتهم بالولاء لها من خلال إعجابه برئيسها رجب طيب أردوغان، حيث أثار أوزيل عاصفة من الجدل جراء حضور الأخير حفل زفاف اللاعب عام 2018.

لكن أوزيل لم يفوت الفرصة للتعبير عن رفضه الحرب على أوكرانيا، فاللاعب الذي أظهر تضامنًا كبيرًا مع القضية الفلسطينية في أكثر من مناسبة اختار صورة فتى فلسطيني يرفع البطاقة الحمراء في وجه جندي إسرائيلي، يوم أعلن فلاديمير بوتين البدء بالعملية العسكرية على أوكرانيا. 

عنصرية وعدم احترام

مواقف أوزيل السياسية لم تقف دون استمرار علاقته بناديه وحسب، بل تخطت ذلك إلى المنتخب الألماني الذي كان اللاعب أحد أبرز ركائزه في مونديال عام 2014، حين استطاع "المانشافت" إحراز اللقب الرابع لهم في كأس العالم. 

أوزيل ورغم تألقه حينها، كان يلعب وسط ضغط رهيب من الصحافة الألمانية التي انتقدته لعدم ترداده نشيد البلاد خلال المونديال، وقد كان أقل اللاعبين تعبيرًا عند تسجيل الأهداف، لكن ذلك بالنسبة إلى عشاق أوزيل هو أمر بديهي كون "ساحر الوسط" يتمتع بشخصية خاصة، ظهرت بشكل جلي في تصرفاته منذ أن كان لاعبًا في فريق فردير بريمن قبل أن ينتقل إلى ريال مدريد عام 2010، بعد صعود نجمه في مونديال جنوب إفريقيا مع ألمانيا. 

أوزيل الذي ضاق ذرعًا بالانتقادات والضغوطات الألمانية، قرر أن يعتزل اللعب دوليًا إثر خروج المنتخب المهين من مونديال روسيا عام 2018، وهو الخروج الذي صوبت الصحافة المحلية من خلاله على مواقف أوزيل من الرئيس التركي، فرد اللعب حينها عبر بيان اعتزاله بالقول: "لن ألعب مع ألمانيا على المستوى الدولي مرة أخرى بسبب شعوري بإهانة عنصرية وعدم الاحترام". 

لكن، بالأمس، حين أعلن أرسنال تضامنه مع أوكرانيا في مواجهتها الهجوم الروسي، وعلى وقع سيل الانتقادات التي تعرّض لها، شعر كثيرون أنّ ما حصل انتصار متأخر لأوزيل على ظلم لحق به، كما عبر ناشطو مواقع التواصل. 

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close