في يوم واحد.. روسيا تعتقل أكثر من 5 آلاف متظاهر ضد الحرب
أوقفت السلطات الروسية أكثر من 5000 شخص شاركوا في تظاهرات في عشرات المدن أمس الأحد، احتجاجًا على الهجوم على أوكرانيا، وهو عدد غير مسبوق في وقت تنفّذ فيه موسكو حملة أمنية تستهدف أي شخص يعارض عملية الكرملين العسكرية.
وتأتي هذه الاعتقالات في وقت تستمر فيه العملية العسكرية في أوكرانيا التي دخلت يومها الـ12، إذ يواصل الجيش الروسي هجومه الشامل في البلاد، حيث يقصف خاركيف ثاني مدن البلاد ويحاول تطويق العاصمة كييف.
وفي هذا الإطار، أفادت مجموعة "أو في دي-إنفو"، التي تتابع عمليات التوقيف خلال الاحتجاجات، بأن الشرطة اعتقلت 5016 شخصًا على الأقل في 60 مدينة خلال التظاهرات المناهضة للحرب.
وقد يحكم على المتظاهرين الروس بالسجن في حال إدانتهم بتهمة المشاركة في الاحتجاجات.
ويعد عدد الاعتقالات غير مسبوق ليوم واحد، وأعلى بكثير من عدد التوقيفات التي نُفّذت خلال موجة الاحتجاجات التي شهدتها روسيا العام الماضي عندما سجن المعارض البارز أليكسي نافالني، الذي ناشد الروس من سجنه التظاهر ضد الحرب.
استخدام العنف
وقالت مجموعة "أو في دي-إنفو" إنه تم توقيف 2394 شخصًا في موسكو، فيما اعتقلت السلطات 1253 شخصًا على الأقل في سان بطرسبرغ، وفق المجموعة.
وخرجت تظاهرات أيضًا في مدن صغيرة في مناطق روسية، ونشر عدد من الناشطين تسجيلات مصوّرة على وسائل التواصل الاجتماعي لعمليات توقيف استخدم فيها العنف.
وذكرت "أو في دي-إنفو" أن الشرطة استخدمت أجهزة صعق كهربائي ضد المتظاهرين.
وتواصلت التظاهرات المناهضة للحرب في روسيا رغم تحذيرات السلطات وخطر صدور أحاكم بالسجن في حق المشاركين.
إسكات معارضي الحرب
وفي مسعى آخر لإسكات معارضي الحرب، وقّع بوتين الجمعة على قانون ينص على سجن أي مدان بتهمة نشر أخبار تعد زائفة عن الجيش الروسي لمدة تصل إلى 15 عامًا.
وينص القانون على إصدار أحكام بالسجن بمدد متباينة وغرامات ضد الأشخاص الذين ينشرون "عمدًا معلومات خاطئة" عن الجيش، ويمكن أن تشدد العقوبة عندما يكون لنشر المعلومات تداعيات تعتبر خطرة.
كذلك، وقّع بوتين على قانون يسمح بفرض غرامات وسجن لمدة تصل إلى ثلاث سنوات أي شخص يدان بالدعوة لفرض عقوبات على روسيا، في وقت تواجه موسكو عقوبات اقتصادية مشددة فرضتها دول غربية ردًا على الهجوم على أوكرانيا.
والجمعة، أعلنت منظمة "ميموريال" المدافعة عن حقوق الإنسان غير الحكومية التي أمر القضاء الروسي بحلها، أن عمليات تفتيش جرت في مكاتبها في موسكو.
كما أفادت المنظمة غير الحكومية الروسية العريقة لمساعدة المهاجرين "لجنة المساعدة المدنية" يوم الجمعة، بأن عمليات تفتيش استهدفتها في أجواء من القمع المتزايد في البلاد.
واضطرت وسائل إعلام من بينها إذاعة "صدى موسكو" وقناة "دوجد" الإلكترونية التلفزيونية إلى التوقف عن البث، بينما تم حجب العديد من مواقع وسائل الإعلام الدولية.
كما هددت موسكو الأربعاء بحظر موقع "ويكيبيديا" الروسية، وهي نسخة اللغة الروسية من الموسوعة التشاركية، بسبب مقال يشير إلى وفيات من المدنيين الأوكرانيين، وكذلك من القوات الروسية التي دخلت أوكرانيا.
ولجأت موسكو، الجمعة إلى حجب فيسبوك في البلاد، كما اتهمت شبكة التواصل الاجتماعي بما وصفته بـ"التمييز" بحق الإعلام الروسي.
وأطلقت روسيا، فجر 24 فبراير/ شباط الماضي، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.