على المساحة الافتراضية التي يطلّون منها على العالم، أحيا السوريون اليوم الثلاثاء الذكرى الحادية عشرة لثورتهم. استخدموا وسومًا عدّة لتضمينها إصرارهم على المضي قدمًا نحو تحقيق أهدافها، ورفدوها بصور الحشود التي اجتمعت للمناسبة في شمال البلاد.
بحسب المقاطع المصوّرة، أقام السوريون مظاهرة مركزية في إدلب، رُفعت خلالها الأعلام وأُنشدت الأهازيج، وأُطلقت الشعارات تأكيدًا على أنها "ثورة حتى النصر".
ادلب الخضراء📍 ١٥-٣-٢٠٢٢ pic.twitter.com/kCaXUyduDU
— رَيانْ (@ravv202) March 15, 2022
مدعاة العزة والكرامة
وعبر وسوم منها #عقد_وعام #الذكرى_11_للثورة السورية و#الثورة_السورية، التأم شمل السوريين في الوطن و"أماكن اللجوء" على موقع تويتر، واجتمعوا على وصف ثورتهم بأنها مدعاة العزة والكرامة.
فقد كتب طارق: "11 عامًا على الكرامة والعزة"، مضيفًا: "على العهد باقون ما دام النبض فينا".
11 عام على الكرمة والعزة و على العهد باقون ما دام النبض فينا#ثورة_حتى_النصر#الذكرى_11_للثورة_السورية pic.twitter.com/eQogxzI3NG
— Tariq ⓭ (@Tariq1O) March 15, 2022
بكلمات أخرى عبّرت عن جوهر واحد، قال أكرم أبو الفوز: "دخلنا من باب الكرامة في هذه الثورة، ولا رجوع منه حتى نرى النصر الذي طالما انتظرناه".
أرسلتُ روحي إلى داري تطوف بها لمّا خُطانا إليها ما لها سُبُلُ دخلنا من بابُ الكرامة في هذه الثورة ولا رجوع منه حتى نرى النصر الذي طالما انتظرناه .. كل عام وأنتم وجميع ثوارنا الأحرار بألف خير #الذكرى_11_للثورة_السورية#ثورة_الكرامة 15-3-2022 pic.twitter.com/GNMCuw9SIC
— أكرم أبو الفوز (@akram_abo_alfoz) March 15, 2022
ومن ناحيته، غرّد محمد الفار: "لن ننسى"، مشددًا على أن "الثورة تضعف لكن لن تموت".
#الذكرى_١١_للثورة_السورية لن ننسى و الثورة تضعف لكن لن تموت. pic.twitter.com/tT8WEV3Dui
— Mohammad Alfar (@Moh_Alfar6) March 15, 2022
وفي المناسبة حضر عبد الباسط الساروت، الذي عُرف بلقب "منشد الثورة"، عبر ما حُفظ من أنشوداته. فقد كتب علي: "مثل ما قال الساروت: حنا الهجرة حنا البحر حنا الغرق ..حنا السيف حنا القلم حنا الورق ..حنا المدفع حنا الزهر حنا العبق".
مثل ما قال الساروت : حنا الهجرة حنا البحر حنا الغرق .. حنا السيف حنا القلم حنا الورق .. حنا المدفع حنا الزهر حنا العبق ..#الثورة_السورية #سوريا pic.twitter.com/HikaBNxOnV
— علي | Ali (@ALI2022___) March 15, 2022
إلى ذلك، أظهرت صور من المظاهرات أعلام فلسطين وكذلك علمًا أوكرانيًا يرفعه أحد الحاضرين. وفي صورة أخرى بانت لافتة تحمل عبارة: "أوكرانيا ضُربنا قبلكم بنفس الخناجر، ولم تُسمع أصواتنا بسبب اختلاف الحناجر".
وفي هذا السياق، كتب حساب باسم "سوريا حرة": "يقف شباب وأهالي الثورة السورية تضامنًا مع الشعب الأوكراني ضد الأعمال الإرهابية، التي يقوم بها بوتين على كلا الشعبين".
يقف شباب و اهالي الثورة السورية تضامنا مع الشعب الاوكراني ضد الاعمال الارهابية التي يقوم بها بوتن على كلا الشعبين #بوتن_بشار#سوريا#روسيا_واوكرانيا pic.twitter.com/7wN6xhWKXH
— Free Syria (@FreeSyr81305058) March 15, 2022
الحدث الأكثر ملحمية
وتُعتبر الثورة السورية التي عُد الخامس عشر من مارس/ آذار 2011 ذكرى انطلاقة شرارتها ضد نظام بشار الأسد، الحدث الأكثر ملحمية ومأسوية في القرن الحادي والعشرين، مع ما شهدته من مأساة إنسانية قتلًا ودمارًا وتهجيرًا.
يومها انطلق السوريون مطالبين بالعدل والحرية والكرامة الإنسانية، لكن كفاحهم سرعان ما بدا طويلًا ومريرًا.
فالثورة ضد حكم نظام الأسد، التي بدأت باحتجاجات سلمية في مدينة درعا، وما لبثت أن انتشرت لتؤجج غضبًا عارمًا في باقي المدن السورية، قابلها النظام السوري بعنف مفرط.
“راح 7 أولاد بقصف طيارة“.. فقد 13 من أبنائه، في 10 سنوات من الثورة#أنا_العربي #الذكرى_العاشرة_للثورة_السورية #سوريا @AnaAlarabytv pic.twitter.com/Gwf7vMGMpw
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 15, 2021
بعد ذلك، تحولت الثورة إلى حمل السلاح، وتشكل الجيش الحر من منشقين عن جيش النظام في يوليو/ تموز عام 2011.
وخلال السنوات الأحد عشرة ارتكب النظام عددًا من المجازر؛ أبرزها مجزرة كرم الزيتون في عام 2012، ومجزرة الكيماوي في غوطتَي دمشق عام 2013.
وفيما بدأت معارك التحرير منتصف العام 2013، بعدما شهدت المدن السورية أواخر عام 2011 اقتحامات من قبل قوات النظام وارتكابها مذابح طائفية بشعة، بدا أنّ الثورة في طريقها إلى الانتصار، ظهر تنظيم "الدولة" وقصف النظام السوري مدنًا بأكملها بالصواريخ والبراميل المتفجرة بحجة محاربة "الإرهاب".
والنظام السوري الذي كان قد استعان بإيران والميليشيات التابعة لها منذ العام الأول لقمع المتظاهرين، ساندته روسيا بالسلاح والعتاد قبل أن تتدخل عسكريًا عام 2015.
وقد غيّر التدخل الروسي والإيراني والميليشيات المتعدّدة الجنسيات موازين القوى، وبدأ النظام بانتزاع مناطق من المعارضة.
مطلع عام 2019، اتخذ الدعم الروسي لنظام بشار الأسد مسارًا تفاوضيًا، وأطلقت روسيا النسخة الأولى من محادثات أستانة بين النظام والمعارضة السورية، ما أسفر عن عودة أغلب الأراضي المحررة إلى النظام السوري.