تكشفت، اليوم الجمعة، في لبنان فصول جريمة مروّعة وصادمة وقعت في إحدى البلدات الجنوبية راحت ضحيتها أم وبناتها الثلاث، بعد اختفائهنّ وفقدان أثرهنّ منذ مطلع الشهر الجاري.
وفي التفاصيل كما نقلتها وسائل إعلام محلية، أنّ الأم وبناتها الثلاث، من بلدة أنصار الجنوبية، شوهدن لآخر مرّة في سيارة شاب من البلدة كان قد دخل بيت العائلة المفجوعة بنيّة الزواج من إحدى البنات.
وبعدما استمعت الأجهزة الأمنية إلى شهادة الشاب وأخلت سبيله، عادت التحقيقات معه من جديد في الأيام الأخيرة، ليعترف أخيرًا بارتكاب الجريمة، مع شخص آخر، ويدلّ المحقّقين على مكان دفن الجثث.
وبالفعل، أفادت وسائل إعلام محلية بأنّه تمّ العثور على جثتين على الأقلّ صباح الجمعة في المكان المذكور، فيما يستمرّ البحث عن جثتين، فيما أشارت مصادر أخرى إلى أنّ الجثث الأربع باتت بعهدة فرق البحث والإسعاف.
وفي حين ضجّ الشارع اللبناني بإشاعات بالجملة عن الدوافع، حيث ربط البعض الجريمة بـ"تجارة الأعضاء"، أشارت وسائل إعلام محلية إلى أنّ كلّ ما يُحكى يبقى في إطار "التكهّنات"، بانتظار انتهاء التحقيقات.
صدمة وغضب
ومنذ ليل أمس، سيطرت أجواء من الصدمة والذهول والغضب على وسائل التواصل الاجتماعي، على وقع تضارب الأنباء حول حقيقة الجريمة، في ظلّ انتشار واسع للإشاعات.
وبعد أن نفت فعاليات البلدة الجنوبية، والعائلة، صحّة كلّ المعلومات التي انتشرت بشكل واسع، متمسّكة بالأمل، عادت الجمعة لتنعى الأم وفتياتها الثلاث، وتعلن أنّ الفاجعة كبيرة.
كما تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي بيانًا باسم عائلة المتهم بالوقوف وراء جريمة القتل، تتبرأ فيه من ابنها في حال اتضحت أي مسؤولية له، مطالبة السلطات القضائية بإنزال أشد العقوبات بحقه.
#لبنان.. ارض الخسارة.. كل يوم منفيق على خبر أسوأ من اللي قبل كيف يعني ثلاث صبايا وامهن مفقودين من حوالي الشهر ولمبيرح لانحكى بقصتهن .. وكيف يعني مقتولين ومدفونين بنفس المنطقة.. وأخبار متضاربة ومعلومات مشتتة.. وين القانون وين النظام وين الإنسانية ووين البلد!!؟؟#جريمة_انصار
— Tagreed Yehya (@tagreed_yehya) March 25, 2022
داخل مغارة
وكانت وسائل إعلام محلية أشارت اليوم إلى أنّ عناصر المخابرات والأدلّة الجنائية وجدوا جثتين في مغارة تقع ضمن عقار خاص في خراج بلدة أنصار الجنوبية، وذلك بعدما اعترف الموقوف لدى الجيش بدفن الجثث داخلها.
وفي حين تأخذ الأدلّة الجنائية وقتها في سحبهما وتحليلها وفحصها، كي لا تفسد مكان الجريمة سيما في ظلّ كثافة الأمطار، أفادت التقارير التي تناقلتها وسائل إعلام لبنانية، بأن عمليات التفتيش تواجه سوء الأحوال الجوية، ولا سيما أن المنطقة تتسم بطبيعة حرجية.
وأعرب اللبنانيون على وسائل التواصل الاجتماعي عن صدمتهم، من هول الجريمة وبشاعتها بحق الضحايا الأربعة، في الوقت الذي تشهد فيه البلاد ارتفاعًا كبيرًا في معدلات جرائم القتل.
ما في اي تبرير لهيك جريمة لا وضع اقتصادي ولا وضع معيشي ولا عاطفي ولا بطيخ ممسمر غير انه هيدا سفاح ولازم إعدامه بالساحة العامة هو وشركاؤه حتى يكونوا عبرة . #جريمة_انصار
— Ali Mahdi (@AliMahd35302025) March 25, 2022
اختفاء قبل أيام
يذكر أنّ والد الفتيات الثلاث كان قد تقدم بادعاء بعد اختفائهن مع والدتهن منذ 25 يومًا، وهو ما دفع بعض أهالي البلدة الجنوبية إلى الحديث عن "تقصير"، باعتبار أنّ مصيرهنّ بقي مجهولًا طيلة هذه المدّة، رغم الاستماع لشهادة الشاب الذي أشار شهود إلى أنّهنّ شوهدن معه قبل فقدانهنّ.
وقد ترافق فقدانهنّ مع الكثير من الإشاعات، من بينها احتمال "فرار" الفتيات، أو أن يكون الشاب قد أوصلهنّ إلى سوريا، كما زعم البعض، قبل أن يتّضح أنّهن كنّ ضحية جريمة صادمة، لا يزال الغموض يكتنفها إلى حدّ بعيد.
مرتكب جريمة أنصار لن يُعدم لو بيوصل هاشتاغ المطالبة بإعدامه لمليار تغريدة وبصير عالمي، أكثر شي بينحبس وإذا عنده واسطة بيطلع بعد فترة لما الناس تنسى القصة وفي غيره كثير عصابات خطف وسرقة وتجارة أعضاء... كل يوم تقريبا صرنا بنسمع أخبار عن ناس مفقودة خرجت ولم تعد#الإنهيار_الشامل
— ⓛⓤⓝⓐ (@luna_lillo) March 25, 2022
يذكر أن التقارير أكدت وجود فتاة قاصر بين الشقيقات الثلاث، وتبلغ من العمر 16 عامًا، فيما تبلغ أعمار شقيقتيها 20 و22 عامًا، أما المتهم الأول في الجريمة فيبلغ من العمر 36 عامًا.
وحتى العام الماضي، قال تقرير يعود إلى الشركة الدولية للمعلومات: إنّ معدلات جرائم القتل ارتفعت بنسبة 101% في عام 2021، بالمقارنة مع عام 2019، ووقع في لبنان 89 جريمة قتل خلال الأشهر العشر الأولى من 2019، بينما وقعت 179 جريمة بالفترة نفسها خلال عام 2021.
وتشير التقارير إلى أنّ الوضع الاقتصادي المتردّي في لبنان هو السبب الأساسي لارتفاع معدل الجريمة، في وقت تحتل السرقة المرتبة الأولى وسط خشية من تداعيات أخطر إن تصل البلاد إلى حلّ للأزمة المعيشية التي يعاني منها معظم اللبنانيين.