طغى صوت الموسيقى على صوت الصواريخ الروسية مؤخرًا، في واحدة من أكبر أنفاق مترو مدينة خاركيف في أوكرانيا، حيث تسللت السعادة إلى النازحين بفضل مجموعة من الشبان قرروا العزف أمام المتواجدين لنسيان المآسي والمعاناة جراء الحرب.
وعزف ثلاثة موسيقيين على الكمان ورابع على آلة التشيلو أمام عشرات الأشخاص لمدة نصف ساعة، عدة مقطوعات موسيقية كلاسيكية من بينها النشيد الوطني، وقد بكى البعض تأثرًا، فيما شهد الحفل حضور حاكم منطقة خاركيف أوليغ سينيغوبوف، ورئيس بلدية المدينة إيغور تيريخوف مع مرافقيهما المسلحين.
وقال أحد العازفين لـ"العربي": إن الرسالة من هذه الخطوة هي "أننا أقوياء لا نخاف، ويمكن لكل شخص مساعدة أبناء بلده على طريقته الخاصة".
من جانبه، تحدث سيرغي بوليتوتشي مدير مهرجان خاركيف الموسيقي -أحد أكثر المهرجانات الموسيقية المرموقة في أوكرانيا- المسؤول عن هذه المبادرة التي نظمت في اليوم الذي كان يفترض فيه أن ينطلق هذا الحدث السنوي قائلًا: "عندما يعم الفرح قلوبنا يساعدنا ذلك في التغلب على الأوقات الصعبة".
بدورها، اعتبرت إحدى النازحات أن هذه الأنشطة بمثابة "شعاع من الضوء" يمد الأوكرانيين بالإيجابية والثقة بأن "كل سيئ سينتهي قريبًا".
أما أولينا التي تعيش في عربة مترو حاليًا بعدما دمّر القصف منزلها في خاركيف، فقد استمعت إلى الموسيقى أثناء تحضير الطعام لعائلتها، وقالت لـ"العربي": "لا نفهم الهدف من الحرب"، وتساءلت: "ما الشر الذي اقترفناه لقتلنا وقتل أطفالنا؟"
ومنذ بداية الهجوم الروسي، تعيش عشرات العائلات في المحطة هربًا من الحرب أو تنام في عربات قديمة متوقفة على الأرصفة.