اصطفت مئات العائلات الأوكرانية لزيارة حديقة الحيوانات في أوديسا جنوبي البلاد، والتي فتحت أبوابها أمس يوم السبت للمرة الأولى منذ بدء الهجوم العسكري الروسي.
فمع تمركز القوات الروسية على بعد حوالي 85 ميلًا شمالي شرق ميكولايف، نجت أوديسا نوعًا ما من القصف خلال الأيام الماضية، مما شجع المدينة الساحلية على العودة إلى الحياة الطبيعية من أجل بعث المعنويات في السكان، عبر إعادة فتح المتاجر والأماكن العامة.
إلا أن الأمور لا تبدو طبيعية تمامًا في المكان، إذ لا تزال المدن المجاورة تتعرض لقصف مستمر جوًا وبرًا، مع تشرد ملايين الأوكرانيين بسبب الحرب المستمرة منذ 24 فبراير/ شباط الفائت.
لكن لساعات قليلة، كان الأطفال في أوديسا قادرين على الاستمتاع بطفولتهم عبر التجول في حديقة الحيوان بين النمور والفيلة وإطعام الماعز.
وأفادت شبكة "سي بي إس نيوز" بأن حديقة الحيوانات المرموقة لا تأوي فقط 1600 حيوان من جميع أنحاء العالم، ولكن أيضًا حوالي 400 حيوان أليف تركوا فيها بعد أن فر سكان المدينة من أوديسا في الأيام الأولى من الحرب.
إلا أنّ ما لفت أنظار العالم تمثّل في إطلاق حديقة الحيوانات في أوديسا اسم "جافلين" على عجل ولد على مرأى من زوار الحديقة بحسب مراسل "العربي"، وذلك تيمنًا بصواريخ جافلين الأميركية المضادة للآليات والتي يستخدمها الأوكرانيون ضد القوات الروسية على جبهات القتال.
فقد ذكر المراسل في أوديسا أنّه بعد نقاش بين العمال والموظفين في الحديقة حول التسمية تيمنًا بالمسيرة التركية "بيرقدار" التي تستخدم أيضًا من قبل الجيش الأوكراني و"جافلين" الأميركية، قرروا إطلاق اسم الصواريخ الأميركية جافلين، على العجل حديث الولادة أمس السبت، وذلك بعد أن تبين أن حديقة حيوانات أخرى في العاصمة كييف سبق وأطلقت اسم بيرقدار خلال الأيام الماضية على صغير حيوان الليمور.
في السياق، تجولت كاميرا "العربي" في حديقة الحيوانات حيث ذكر المندوب من أوديسا أن القصف الروسي لم يستثنِ هذه الحدائق التي طالت بعضها الصواريخ كما هي الحال في حديقة ميكولاييف المجاورة وأخرى في خاركيف ومحيط العاصمة كييف.
ففي المناطق قرب كييف، لم يعد بإمكان العمال في الحدائق الوصول إلى أماكن عملهم لرعاية الحيوانات وإطعامها بسبب الاشتباكات الخطيرة والمكثّفة بين الجيش الأوكراني والقوات الروسية.
وقد أجلت أيضًا عدة حدائق حيواناتها نحو البلدان المجاورة مثل بولندا وبلجيكا، حيث أعلن مسؤول في حديقة حيوانات في بولندا مطلع الشهر الجاري أن شاحنة تحمل ستة أسود وستة نمور وكلبًا بريًا إفريقيًا من محمية في شرق كييف وصلت بولندا، بعد رحلة استمرت يومين هربًا من الهجوم العسكري الروسي.
