لا تتسبب الحروب بخسائر بشرية واقتصادية فحسب، بل تضع أوزارها الثقيلة على الصحة النفسية للإنسان، حيث عاد الحديث مجددًا عن هذه المسألة مع اندلاع أحدث حرب في العالم بأوكرانيا.
ورغم أن أكثر من 4 ملايين أوكراني فروا إلى الدول المجاورة بحثًا عن الأمان، قدّرت منظمة الصحة العالمية أن نحو نصف مليون منهم، سيحتاجون إلى علاج من اضطرابات الصحة العقلية مثل اضطرابات ما بعد الصدمة والقلق والاكتئاب.
وتشكّل أعراض ما بعد الصدمة ذكريات مخيفة وواقعية لمشاهد الحرب، والذعر وعدم القدرة على النوم والكوابيس وغيرها.
"صدمة مضاعفة"
وقالت المعالجة والمحللة النفسية، ثروت دليقان: إن صدمة الشعب الأوكراني كانت مضاعفة بعد اندلاع الحرب، بعدما كان يعتقد أن روسيا لن تقصف بلدهم وأنه يحظى بحماية الاتحاد الأوروبي، مؤكدة أنهم سيعانون من الاضطرابات النفسية.
واعتبرت دليقان في حديث إلى "العربي" من بيروت، أن الآثار النفسية للحرب في أوكرانيا طالت العالم بأجمعه، بسبب خشية الشعوب من فقدان القمح الذي تصدّره كييف وموسكو إلى العديد من الدول، وبالتالي هناك مخاوف من الجوع، فضلًا عن المخاوف التي اعترت الكون بأكمله، بعد الحديث عن إمكانية تطور الأمور واندلاع حرب عالمية ثالثة.
وتحدثت المعالجة النفسية عن الأضرار النفسية التي تصيب الأطفال بفعل الحرب، وتشمل أعراض الاضطراب النفسي لديهم التبول اللاإرادي والغضب وقضم الأظافر والإحساس بالعزلة والعدوانية والنسيان وعدم التركيز وغيرها، ويمكن أن تتطور الحالة إلى القلق وصولًا إلى الاكتئاب.
وأشارت إلى أن طريقة تلقي الصدمة تختلف بين المجتمعات والأفراد، لا سيما إذا كانت البنية النفسية للأشخاص ضعيفة منذ الطفولة، مشددة على أهمية الخضوع لجلسات علاج نفسي.