Skip to main content

خبايا خطابات زيلينسكي.. صحافي شاب وزوجة وكاتب سيناريو

الأحد 17 أبريل 2022

منذ بداية الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط الماضي، حرص الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على الإطلالة على شعبه والدول الحليفة بخطابات تبدو وكأنها "رسائل نصر"، أسهمت في حشد الدعم الدولي ورفع الروح المعنوية في الداخل.

وكشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن الجهد وراء صياغة هذه الخطابات يعود لدميترو ليتفين، صحافي سابق ومحلل سياسي يبلغ من العمر 38 عامًا، ولديه أقل من 200 متابع على تويتر.

وشرح ليتفين للصحيفة البريطانية، أن الأفكار وراء الخطب، كانت أفكار زيلينسكي، مضيفًا: "يعرف الرئيس دائمًا ما يريد قوله، وكيف يريد قوله".

وأضاف: "العواطف في الخطب هي الأهم. وبالطبع الرئيس هو صاحب منطق وعواطف، وقد يتعلم قادة العالم الآخرون منه، ويعرفون كيفية محاكاة مزيج زيلينسكي القوي من الصراحة والقوة العاطفية".

جامع حواس

وليتفين، هو واحد من أعضاء الفريق الداخلي للرئيس. ويعيش مع زملائه ويعملون في مقر الرئيس "بنكوفا" منذ الأيام الأولى للهجوم الروسي.

عمل ليتفين محللًا سياسيًا في خضم السياسة الأوكرانية لبعض الوقت. وقال أحد الزملاء السابقين إن هجمات ليتفين على قيادة البلاد بعد انتفاضة "ميدان" عام 2014، أدت إلى انقسام المجتمع الأوكراني، مضيفًا: "أنا لست من المعجبين، لكن يجب أن أقرّ أنه ذكي".

سيرغي ليششينكو، صحافي سابق آخر تحوّل إلى مستشار لزيلينسكي في زمن الحرب. وصف ليتفين بأنه مساعد أدبي وفني، قائلًا: "إنه يجمع أفكار الرئيس كل يوم. يعمل كعقل أو جامع حواس. في يوم من الأيام، قد تكون الفكرة عن همجية الجنود الروس، أو حاجة أوكرانيا الملحة إلى أسلحة دفاعية".

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن أسلوب ليتفين "مؤثر"، حيث تظهر استطلاعات الرأي أن 95% من الأوكرانيين يعتقدون أن بلادهم يمكنها صد الهجوم الروسي، على الرغم من ضعف كييف لناحية الدبابات والقوات والطيران. ويعتقد 78% أن أوكرانيا تتحرك في الاتجاه الصحيح.

مفتاح نجاح

وفي هذا الإطار، قالت أوريسيا لوتسفيتش، مديرة منتدى أوكرانيا في مركز أبحاث السياسة الخارجية "تشاتام هاوس" للصحيفة، إن "مسيرة زيلينسكي السابقة كممثل وكوميدي، كانت مفتاح نجاحه. اعتاد المشاهدون على رؤيته في أدوار مختلفة على شاشة التلفزيون، وبالتالي كانوا قادرين على قبوله كقائد عام متواضع، وهو إنجاز لم يحققه الكثير من السياسيين التقليديين".

وأضافت لوتسفيتش أن زيلينسكي وفريقه أوجدوا إحساسًا بـ "المهمة التاريخية"، التي ربطت الصراع الحالي في أوكرانيا بالمعارك السابقة ضد موسكو. وكانوا أيضًا على دراية جيدة بالثقافة الشعبية، حيث قدموا الحرب على أنها "نور مقابل ظلام"، في سياق درامي مشابه لفيلم "سيد الخواتم" (Lord of the Rings).

جاء العديد من كبار مستشاري زيلينسكي من التلفزيون، حيث عملوا معه في استديو الإنتاج (Kvartal-95) الخاص به. وقد ساعدت الطبيعة الواضحة للهجوم الروسي في "محاولاتهم لكسب التأييد العالمي"، وإظهار أن "أوكرانيا هي الضحية، وأنها تقاتل من أجل البقاء".

وأشارت الصحيفة إلى أن زيلينسكي يبدو الآن مرتاحًا أمام الكاميرا، سواء كان يتحدث عبر الهاتف الخاص به، أو يخاطب المواطنين من ملجأه. كما أصبحت تفاعلاته أكثر ذكاءً، بحيث تلقى خطاباته اليومية "صدى جيدًا".

وتتميز خطابات زيلينسكي بصياغة مناسبة موجهة لمجموعات محددة، وعلى سبيل المثال، "في كلمته لمجلس العموم البريطاني، شبّه زيلينسكي صراع أوكرانيا ضد روسيا بالنضال البريطاني ضد هتلر، مستذكرًا بعض العبارات من الرئيس تشرشل. وفي حديثه للكونغرس الأميركي، شبه قصف أوكرانيا بحادثة بيرل هاربور وأحداث 11 سبتمبر".

كما يستغلّ زيلينسكي خطاباته للتعبير عن حاجات أوكرانيا، وهو يطالب بالحصول على صواريخ مضادة للطائرات ومقاتلات حربية ودبابات وعربات مصفحة، ويريد فرض المزيد من العقوبات على موسكو، بما في ذلك حظر كامل على استيراد الطاقة.

وفي بعض الأحيان "يمكن أن يوبخ"، فقد طلب من الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، الأسبوع الماضي، عدم زيارة كييف بسبب "علاقاته الوثيقة مع روسيا".

وقال إيهور تودوروف، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة أوزهورود في غرب أوكرانيا للصحيفة، إن "الحرب غيّرت زيلينسكي، كما حصل مع ستالين عام 1941. لقد تعامل بشكل جيد مع الأزمة".

كما أشار تودوروف إلى أن أولينا، زوجة الرئيس، كانت لها علاقة كبيرة بالنبرة العاطفية لخطاباته، وأن أشخاصًا آخرين شاركوا أيضًا، بما في ذلك يوري كوستيوك، أحد كتاب السيناريو في مسلسل "خادم الشعب" الذي لعب زيلينسكي دور البطولة فيه قبل توليه رئاسة أوكرانيا.

المصادر:
العربي - ترجمات
شارك القصة