الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

المبنى 144 في بوتشا.. كيف تحوّل إلى مسرح جرائم قتل مروّعة؟

المبنى 144 في بوتشا.. كيف تحوّل إلى مسرح جرائم قتل مروّعة؟

شارك القصة

"أنا العربي" يرصد "مشاهد الموت في بوتشا الأوكرانية (الصورة: وول ستريت جورنال)
بمرور الأيام، تلوّنت أرضيات المبنى باللون الأحمر نتيجة دماء القتلى الذين سُحبت جثثهم إلى الخارج. كما تراكمت القمامة وزجاجات المشروبات الكحولية في الممرات.

لدى وصولها إلى مدينة بوتشا خلال هجومها على أوكرانيا، اتخذت القوات الروسية مبنى مؤلفًا من أربعة طوابق في شارع يابلونسكا مقرًا لتنسيق العمليات في بوتشا وبلدتي إربين وهوستوميل المجاورتين.

إلا أن سكان من المدينة تحدّثوا لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن أن المبنى ما لبث أن حوّلته القوات الروسية إلى مكان للاستجواب والتعذيب، ومسرحًا لأعمال قتل مروعة.

وأفاد السكان بأن القوات الروسية وصلت إلى بوتشا على دفعات، وكل دفعة كانت أشد قسوة من سابقاتها، وكلها تسعى للسيطرة على المنطقة بالإكراه، وبث الخوف في صفوف المدنيين.

وقال مسؤولون عسكريون أوكرانيون للصحيفة إن القوات الروسية كانت مزيجًا من جنود المشاة والمظليين والقوات المرتبطة بمرتزقة "فاغنر"، والتي أنشأوا مقرًا لهم في مبنى يحمل رقم 144 ويعود للحقبة السوفيتية في شارع يابلونسكا.

وأوضح مسؤولون محليون للصحيفة أن حوالي 100 جندي روسي تمركزوا في المبنى وقربه.

قائمة بالأهداف

وذكرت الصحيفة أن أكثر من 30 وحدة عسكرية روسية مرت عبر بوتشا، معظمها جاء من أقصى شرق روسيا وسيبريا، وضمّت اللواء الـ 14 للقوات الخاصة لخاباروفسك، واللواء 38، إضافة لوحدة مظليين من غرب روسيا.

وقال أناتولي فيدوروك، عمدة بوتشا للصحيفة، إن الروس قسّموا المدينة إلى عدة مناطق، وكانوا يحملون قائمة تضم أسماء حوالي 40 شخصًا من السياسيين والمسؤولين، اعتقل بعضهم، فيما قتل البعض الآخر.

وأضاف أنه رأى اسمه في تلك القائمة، ولكنه تمكن من تجنّب الروس، على عكس عمدة هوستوميل الذي قتلته القوات الروسية.

في الرابع من مارس/ آذار الماضي، اعتقلت القوات الروسية ميكولا زاخارتشينكو، أحد سكان بوتشا، مع رجل آخر، ليتم اقتياده إلى المبنى.

وروى للصحيفة أنه شاهد في الساحة الجانبية للمبنى جثث 7 أشخاص قُتلوا رميًا بالرصاص.

وأضاف أن القوات الروسية طلبت منه النظر إلى الجثث، والركوع على الأرض، والاعتراف بأنه عضو في المقاومة الأوكرانية. وبعد التحقيق معه، وُضع في القبو الرئيس للمبنى، وهو ملجأ من الحقبة السوفيتية، حوّلته القوات الروسية إلى سجن، ويوجد فيه 130 شخصًا آخر.

وقال إن الروس أعطوهم بقايا الطعام لعدة أيام، بينما كافح الرجال والنساء وحتى الأطفال لإيجاد مكان للاستلقاء خلال الليل في القبو.

وبمرور الأيام، أصبح المبنى فوضويًا جدًا، تلوّنت أرضياته باللون الأحمر نتيجة دماء القتلى الذين سُحبت جثثهم إلى الخارج. كما تراكمت القمامة وزجاجات المشروبات الكحولية في الممرات.

وقال قائد الشرطة المحلية فيتالي لوباس إن حوالي 4000 من سكان بوتشا كانوا محاصرين في المدينة، لكن عند انسحاب روسيا منها في 31 مارس/ آذار، تم العثور على حوالي 400 جثة.

من جهته، قال مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن بعثة للأمم المتحدة في بوتشا وثّقت "القتل غير القانوني، بما في ذلك الإعدام بإجراءات موجزة، لنحو 50 مدنيًا".

كما تحدثت الأمم المتحدة عن أن الأفعال التي يقوم بها الجيش الروسي "قد ترقى إلى جرائم حرب".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
Close