حذّرت الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، من أن البشريّة تعاني من "تصور خاطئ للمخاطر" يفاقم الأنشطة والسلوكيات التي تسبب تغير المناخ وعدد متزايد من الكوارث في أنحاء العالم.
وخلص مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث في تقرير جديد إلى وقوع ما بين 350 و500 كارثة متوسطة إلى واسعة النطاق على مستوى العالم سنويًا على مدى العقدين الماضيين. وقال التقرير إن ذلك يزيد بخمس مرات عن المتوسط خلال العقود الثلاثة السابقة.
وفي ظل تغيّر المناخ، من المتوقع أن تقع أحداث كارثية ناجمة عن الجفاف ودرجات الحرارة القصوى والفيضانات المدمرة بشكل متكرر أكثر في المستقبل.
وقدر التقرير أنه بحلول عام 2030 سنواجه 560 كارثة حول العالم كل عام، أي بمعدل 1,5 كارثة يوميًا.
التمويل والسياسة
وأضاف مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث في بيان أن الارتفاع الحاد في عدد الكوارث على مستوى العالم يمكن أن يُعزى إلى "تصور خاطئ للمخاطر على أساس التفاؤل والتقليل من الأهمية والشعور بالمناعة".
وقدّر أن ذلك يقود إلى قرارات تتعلق بالسياسة والتمويل والتنمية أدت إلى تفاقم مواطن الضعف وتعريض الناس للخطر.
وبمناسبة "يوم الأرض 2022" قبل أيام، نشر محرك غوغل في 22 من الشهر الجاري مجموعة صادمة من صور الأقمار الاصطناعية لنفس المواقع بفواصل زمنية، وذلك للإضاءة على التأثيرات الدراماتيكية لتغير المناخ على كوكبنا.
واستعرض الموقع مشاهد ذوبان الأنهار الجليدية في غرينلاند بين عامي 2000 و2020، وتراجع الغطاء الثلجي على جبل كليمنغارو في تنزانيا بين عامي 1986 و2020، ومشاهد إزالة الغابات في هارتس بألمانيا بين عامي 1995 و2020 والعديد غيرها.
فيضانات وحرائق مدمرة وغيرها.. تغير المناخ يتسبب بكوارث بيئية وتداعيات سلبية طويلة الأمد #قضايا pic.twitter.com/G2WTAhCD8v
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) February 5, 2022
التدمير الذاتي
من جانبها، حذرت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد في البيان من أن تجاهل المخاطر الكبيرة التي نواجهها "يضع البشرية في دوامة تدمير ذاتي".
وقد كان لتجاهل المخاطر ثمن باهظ، إذ خلص التقرير إلى أن الكوارث في أنحاء العالم كلفت ما يقرب من 170 مليار دولار سنويًا على مدى العقد الماضي.
لكن معظم الكوارث تحدث في البلدان منخفضة الدخل التي تخسر في المتوسط 1% من ناتجها المحلي الإجمالي بسبب الكوارث سنويًا، مقارنة ب0,1 إلى 0,2% فقط في الدول الأكثر ثراء. ولفت التقرير إلى أن منطقتي آسيا والمحيط الهادئ تعانيان من أكبر الخسائر الاقتصادية. ومع زيادة عدد الكوارث، سترتفع التكاليف أيضًا.
حتى في المناخ.. الأغنياء يلوثون كوكب الأرض والفقراء يدفعون الثمن#شبابيك @Mohamadgamloush pic.twitter.com/MCBgLp1FNJ
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 8, 2021
شركات التأمين
وقدّر التقرير أن 37,6 مليون شخص آخر سيعيشون في ظروف فقر مدقع بحلول عام 2030 بسبب آثار تغير المناخ والكوارث.
ومعظم الخسائر المتعلقة بالكوارث لا تغطيها شركات التأمين، فمنذ عام 1980 تم تغطية حوالي 40% فقط من الخسائر على مستوى العالم، لكن النسبة تتراجع في البلدان النامية إلى أقل من 10%.
ويأتي التقرير بعد أسابيع من تحذير أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "العالم يسير بسرعة مروعة نحو كارثة مناخية"، معتبرًا وعود بعض القادة ورجال الأعمال "كاذبة".
وقال الأمين العام في رسالة له بتاريخ 4 أبريل/ نيسان الجاري: "نحن نسير بسرعة مروعة نحو كارثة مناخية. مدن كبرى ستصبح مغمورة تحت المياه، وموجات من الحر لم يسبق لها مثيل وعواصف مُرعبة ونقص في المياه وانقراض مليون نوع من النباتات والحيوانات".