الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

بسبب الجفاف والنشاط البشري.. بحيرة "ساوة" في العراق مهددة بالزوال

بسبب الجفاف والنشاط البشري.. بحيرة "ساوة" في العراق مهددة بالزوال

شارك القصة

فقرة من "شبابيك" تسلط الضوء على بحيرة ساوة بالعراق المهددة بالزوال بسبب الجفاف والنشاط البشري (الصورة: غيتي)
تشكل بحيرة "ساوة" معلمًا سياحيًا جذابًا فضلًا عن كونها واحدة من أغرب البحيرات لحفاظها على مياهها رغم موقعها وسط الصحراء وعدم امتلاكها سوى المياه الجوفية.

منذ أن عرفتها الجغرافيا، اشتهرت بحير "ساوة" في محافظة المثنى العراقية بثبات مستوى مياهها، رغم عدم وجود أنهار تصب فيها، لكنها اليوم، أصبحت تعاني من الجفاف.

وأوضح الناشط البيئي حسام صبحي أنه لأول مرة في تاريخها، تتعرض البحيرة لجفاف كامل، لافتًا إلى أن "ساوة" كانت تتعرض لتقلص في مساحة المياه داخلها خلال السنوات الماضية وذلك بالتزامن مع موسم الجفاف وموسم الرطوبة وهطول الأمطار وتزويدها بالمياه الجوفية، مشيرًا إلى أن ما يحدث إشارة واضحة إلى تأثير التغير المناخي على المنطقة.

وتقع بحيرة ساوة في صحراء السماوة وهي محاطة بجرف صخري مكون من ترسبات كلسية، وحتى أمس القريب شكلت البحيرة معلمًا سياحيًا جذابًا، فضلًا عن كونها واحدة من أغرب البحيرات لحفاظها على مياهها رغم موقعها وسط الصحراء وعدم امتلاكها سوى المياه الجوفية.

من جهته، أرجع مستشار وزارة الموارد المائية في العراق عون ذياب الجفاف في بحيرة ساوة بجزء منه إلى النقص الحاد في كمية الأمطار، لافتًا إلى انخفاض معدل الأمطار في المنطقة القريبة للبحيرة إلى 30% مقارنة بمعدلاتها في السابق.

ولكي يعود جزء من المياه إلى بحيرة ساوة، اقترح رئيس البيئة في محافظة المثنى يوسف جبار ضرورة إيقاف الآبار الارتوازية القريبة من البحيرة، وإيقاف المشاريع الزراعية ومعامل الإسمنت والملح.

ولا تكمن خطورة ما يحدث في اختفاء البحيرة بوصفها معلمًا طبيعيًا ومنطقة جذب سياحي وحسب، وإنما في استنفاد خزان مياه إستراتيجي في ظل أزمة جفاف تعصف بالعراق وترافقها التغيرات المناخية التي تضرب أغلب دول العالم.

من يتحمل مسؤولية جفاف بحيرة "ساوة"؟

وفي هذا الإطار، أوضح الخبير في الموارد المائية تحسين الموسوي أن بحيرة ساوة تعتمد على المرشحات من نهر الفرات والأمطار، وأما النسبة الأكبر التي تغذي البحيرة فهي تأتي من المياه الجوفية.

وأرجع الجفاف الحاصل في البحيرة إلى عدم اكتراث المسؤولين في العراق إلى التحذيرات الدولية بشأن المناخ، مما أثر سلبًا على تردي وتراجع خطير في مستوى المياه.

وأضاف الموسوي في حديث لـ"العربي" من العاصمة العراقية بغداد أن سيطرة دول الجوار ودول المنبع على حصص العراق المائية، دفعت إلى الاستخدام غير الرشيد للمياه، لافتًا إلى أن العراق لا يملك وحدات معاجلة للمياه ولا تقنيات ري حديثة.

وأشار إلى أن الحكومة المحلية في العراق هي من تتحمل مسؤولية ما يحدث لبحيرة ساوة، وذلك بسبب عدم سيطرتها على حفر الآبار، بالإضافة إلى المعامل القريبة منها، لافتًا إلى أن الفساد لعب دورًا كبيرًا في تدهور الوضع في البحيرة.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close