احتفظ وزيرا المالية والداخلية الفرنسيان بمنصبيهما مع إجراء الرئيس الفرنسي تعديلات وزارية قبل الانتخابات البرلمانية الشهر المقبل، في حكومة تتوزع فيها المقاعد بالتساوي بين الرجال والنساء، والتي ترأسها امرأة وتضم وزيرة للخارجية.
فقد عيّن إيمانويل ماكرون، اليوم الجمعة، وزيري خارجية ودفاع جديدين في الحكومة التي ترأسها إليزابيت بورن على أمل إحداث زخم إيجابي يتيح له الحفاظ على أغلبية برلمانية في الانتخابات التشريعية الشهر المقبل.
واختار ماكرون سفيرة فرنسا في لندن كاترين كولونا لتكون وزيرة للخارجية، ما يجعلها ثاني امرأة تتولى هذا المنصب المرموق، بينما أعلن قصر الإليزيه تكليف الوزير السابق لأقاليم ما وراء البحار سيباستيان ليكورنو بحقيبة الدفاع خلفًا لفلورانس بارلي.
Catherine Colonna, French envoy to Britain, to be named foreign minister, BFM reports https://t.co/csES5KoqRE pic.twitter.com/KU18fZjVDB
— Reuters (@Reuters) May 20, 2022
وجوه بقيت وأخرى معارضة
كما أعلنت الرئاسة الفرنسية أن وزيري المالية برونو لو مير والداخلية جيرالد دارمانان سيحتفظان بمنصبيهما. وينتمي جميع هؤلاء الوزراء إلى يمين الوسط.
أما المفاجأة الأكبر، فكانت في وزارة التعليم حيث حلّ الأكاديمي الشهير باب ندياي، الخبير في التاريخ الاستعماري والعلاقات العرقية، خلفًا لليميني جان ميشال بلانكيه.
ووصفت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن تعيينه بأنه "الخطوة الأخيرة في تفكيك بلدنا وقيمه ومستقبله".
كما واصل الرئيس الفرنسي عادته في اجتذاب وجوه من أحزاب المعارضة، فعيّن النائب البارز عن حزب الجمهوريين داميان أباد وزيرًا للتضامن والحكم المحلي والمعوقين.
فأباد البالغ 42 عامًا هو نجل عامل منجم من نيم في جنوب فرنسا، وأصبح أول نائب يحمل إعاقة يتم انتخابه عام 2012، إذ يعاني الوزير الجديد من مرض نادر يسبب اعوجاجًا في المفاصل.
ماكرون "يلمع الصورة" قبل الانتخابات
وتأتي هذه التعيينات الجديدة قبيل الانتخابات التشريعية المقررة في يونيو/ حزيران، حيث يسعى ماكرون إلى الحفاظ على أغلبية برلمانية من أجل المضي قدمًا في أجندته الإصلاحية المحلية، عبر إقناع الناخبين بأنه "يعالج إحباطاتهم"، على وقع ارتفاع التضخم بسبب كورونا فاقمته الحرب الروسية في أوكرانيا.
فبعد إعادة انتخابه في أبريل/ نيسان بنسبة 58,55% من الأصوات، تعهد ماكرون الذي ينتمي للوسط بحكم فرنسا "بطريقة مختلفة" عن الفترة الرئاسية الأولى التي أدى تركيزه خلالها على الإصلاحات الاقتصادية إلى استياء عدد كبير من الناخبين.
في المقابل، اتهمت شخصيات معارضة ماكرون بتأجيل تسمية حكومة جديدة عمدًا، بعد نحو أربعة أسابيع من انتصاره الانتخابي في مواجهة زعيمة اليمين المتطرف لوبن.
فمن المتوقع أن يواجه حزب ماكرون الوسطي أكبر تحدٍ له في انتخابات الشهر المقبل من اليسار الذي شكّل مؤخرًا جبهة جديدة.
وكان ماكرون، قد عين يوم الإثنين الفائت، وزيرة العمل إليزابيث بورن رئيسة للوزراء لتكون أول امرأة على رأس حكومة فرنسية منذ 30 عامًا، والثانية في تاريخ فرنسا بعد إديت كريسون في عهد الرئيس الراحل فرنسوا ميتران.