الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

الأسوأ منذ عقود.. الجفاف يهدد حياة ملايين في المنطقة الصومالية بإثيوبيا

الأسوأ منذ عقود.. الجفاف يهدد حياة ملايين في المنطقة الصومالية بإثيوبيا

شارك القصة

شبابيك على شاشة "العربي" يعرض لأزمة الجفاف التي تعاني منها المنطقة الصومالية في إثيوبيا (الصورة: أرشيفية رويترز)
حظيت المنطقة الصومالية شرقي إثيوبيا بثلاثة مواسم متتالية انخفض خلالها هبوط الأمطار كثيرًا، ما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني المتدهور فيها أصلًا.

تشهد المنطقة الصومالية شرقي إثيوبيا أسوأ جفاف منذ أربعين عامًا. وفيما تُبذل محاولات يائسة للتخفيف من تأثيره، تتطلب الاستجابة للاحتياجات المتزايدة موارد كبيرة.

وكانت هذه المنطقة قد حظيت بثلاثة مواسم متتالية انخفض خلالها هبوط الأمطار كثيرًا، ما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني المتدهور فيها أصلًا، والذي يعاني تبعاته نحو 3 ملايين ونصف المليون شخص.

ومع استمرار موجة الجفاف، دعت الأمم المتحدة إلى تضافر الجهود الحكومية والمجتمعية طويلة المدى لمساعدة المجتمعات المحلية.

كما دعت إلى الاستعداد بشكل أفضل للتعامل مع الجفاف والمخاطر الأخرى في المستقبل، وتحسين التنسيق بين جميع الهيئات الإنسانية في المنطقة.

مخيم هيغلو الإنساني

يأتي نازحون متضررون إلى مخيم هيغلو الإنساني من كل مكان، بعدما فقد الملايين مصادر رزقهم، وأُجبروا على الانتقال إلى أماكن يمكنهم فيها تلقي المساعدات من الحكومة أو منظمات إنسانية أو سكان محليين.

إحداهم فدومة شال ضاهر، التي اضطرت إلى مغادرة قريتها والانتقال إلى قرية أخرى لإنقاذ حياتها وحياة أطفالها. فبعدما نفقت ماشيتها مع نقص المياه والمراعي، لم تقوَ على تحمل الجفاف في المنطقة الصومالية في إثيوبيا.

تقول إنها حصلت على الماء في المخيّم وتحسن وضع أطفالها، موضحة أنهم جاؤوا خالي الوفاض، وأن أحد أقاربها شاركهم معونته الغذائية فنجوا.

"العديد من الأطفال يعانون"

من ناحيتها، تقول المديرة التنفيذية لمنظمة "اليونيسف" كاثرين راسل: أنا هنا في القرن الإفريقي، حيث ترك الجفاف الشديد في ثلاث سنوات من الأمطار الشحيحة أثره بشكل رهيب على الأطفال.

وتضيف: "نحن نقدّر أن 10 ملايين طفل يحتاجون إلى الدعم لإنقاذ حياتهم، وفي هذه المرحلة يحتاج 1.7 مليون طفل إلى الطعام لأنهم يعانون من سوء التغذية الحاد".

وتلفت إلى أن "التحدي هنا هو أن الاحتياجات أكبر بكثير مما يمكننا معالجته في هذه المرحلة، ولا نعرف حتى الآن مدى سوء الوضع، ولكننا على يقين أن العديد من الأطفال يعانون بالفعل".

وتردف: "هم وأمهاتهم في أمسّ الحاجة إلى المساعدة، لكننا بحاجة إلى المزيد من الموارد، إذا أردنا تجنّب مشكلة خطيرة ومروعة".

ويشير آخر تحديث رسمي إلى نفوق أكثر من مليون رأس من الماشية أخيرًا في عشر مناطق متأثرة بالجفاف.

ويُتوقع أن يخسر السكان عددًا أكبر بكثير بسبب زيادة الأمراض خلال موسم الأمطار القادم. وفي حين هناك حاجة ماسة إلى حملات تطعيم وتوفير أعلاف لإنقاذها، فإن الأسر متضررة والدعم بالغذاء والماء والمأوى محدود جدًا.

"معاناة أكثر في المستقبل"

وتلفت المستشارة ببرنامج التغير المناخي في الاتحاد الأوروبي شادن دياب، إلى أن منطقة إثيوبيا والصومال وكينيا تعاني كثيرًا وستعاني أكثر في الأعوام القادمة.

وتقول في حديثها إلى "العربي" إن الهجرة ستزداد نتيجة لذلك، حيث ستشمل أكثر من 20 مليون شخص في العام القادم.

وتنبه إلى أن أزمة الغذاء كبيرة جدًا في تلك المناطق، وقد تضخمت الآن مع مسألتي المناخ والحرب الأوكرانية، موضحة أن الأخيرة تؤثر على أسعار المواد الغذائية والمحصولات الزراعية.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close