بينما يحرز الجيش الروسي تقدّمًا في شرق أوكرانيا، أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ أن على الدول الغربية إرسال مزيد من الأسلحة الثقيلة للقوات الأوكرانية.
وشدد ستولتنبرغ على أن أعضاء الحلف سيواصلون تزويد أوكرانيا بالأسلحة الثقيلة والأنظمة بعيدة المدى.
وكان الأمين العام للأطلسي لفت في مؤتمر صحافي في لاهاي، بعد اجتماعه بزعماء سبعة حلفاء أوروبيين في الناتو قبل قمة رئيسية: "نعم، يجب أن تحصل أوكرانيا على مزيد من الأسلحة الثقيلة".
وأوضح أن الناتو "يكثّف" عمليات تسليم الأسلحة وأن المسؤولين سيجتمعون في بروكسل اليوم الأربعاء لتنسيق المزيد من الدعم، بما في ذلك الأسلحة الثقيلة "لأنهم (الأوكرانيين) يعتمدون بشكل مطلق عليها ليكونوا قادرين على مواجهة الغزو الروسي الوحشي".
وأكد ستولتنبرغ سابقًا أن استمرار دعم أوكرانيا على رأس أولويات الناتو، وقد تقاطرت الأسلحة الغربية إلى كييف منذ بدء الحرب من بينها صواريخ مضادة للدروع وذخيرة ومعدات مضادة للدبابات وللدفاع الجوي، من قبل بريطانيا والسويد وألمانيا وغيرها.
وكرّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي طلبه من الغرب، لا سيما في الأيام الأخيرة إرسال أسلحة ثقيلة و"عصرية". كما انتقدت بلاده بعض القادة الأوروبيين لعدم تسليمها أسلحة تقول إنها في حاجة إليها لصدّ قوات موسكو.
واستقبل رئيسا الوزراء الهولندي مارك روته والدنماركية ميتي فريدريكسن، ستولتنبرغ وزعماء بولندا ورومانيا ولاتفيا والبرتغال وبلجيكا قبل قمة لحلف شمال الأطلسي ستقام في مدريد نهاية يونيو/ حزيران الجاري.
من جانبه، أعرب رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافتسكي في مؤتمر صحافي، عن أسفه لأن الغرب "لا يفعل ما يكفي" لدعم أوكرانيا، مضيفًا: "لم نفعل ما يكفي للدفاع عن أوكرانيا ومساندة الشعب الأوكراني ودعم حريته وسيادته".
وتابع: "ولذلك أطلب منكم بذل المزيد من الجهود لتسليم أوكرانيا الأسلحة والمدفعية. إنهم في حاجة إليها للدفاع عن بلادهم"، مشيرًا إلى أن الدول الغربية لن تكون لها "صدقية" إذا خسرت أوكرانيا أمام روسيا.
وأردف: "سيكون هذا إخفاقًا تامًا وكارثة للاتحاد الأوروبي ولقيمنا ولقيم حلف شمال الأطلسي".
تدمير مخزن أسلحة قدمها الناتو
في غضون ذلك، أعلن الجيش الروسي أنه دمر مخزن أسلحة في غرب أوكرانيا التي حصلت عليها من حلف شمال الأطلسي، فيما دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الغربيين إلى تسريع الإمدادات إلى بلاده.
وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن "صواريخ كروز عالية الدقة من طراز كاليبر دمرت بالقرب من بلدة زولوتشيف مخزنًا لذخيرة أسلحة أجنبية قدمتها دول حلف شمال الأطلسي لأوكرانيا، وخاصة مدافع الهاوتزر M777 من عيار 155 ملم".
تمديد الإعفاء على مشتريات الطاقة الروسية
في سياق آخر، قررت واشنطن تمديد إعفاء المعاملات المالية المرتبطة بمشتريات الطاقة الروسية من العقوبات المفروضة على موسكو لغاية نهاية العام الجاري، وذلك بهدف إفساح المجال أمام حلفائها الأوروبيين لتقليل اعتمادهم تدريجيًا على هذه الواردات التزامًا بالحظر التدريجي الذي أقرّوه مؤخرًا.
وقالت متحدّثة باسم وزارة الخزانة الأميركية لـ "فرانس برس": إنّ الإعفاء الذي كان ساريًا لغاية 24 يونيو/ حزيران الجاري مُدّد حتى 5 ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
وأوضحت أنّ وزارة الخزانة "جدّدت ترخيصها للمعاملات المتعلّقة بالطاقة من أجل مواءمة لوائحنا مع الجدول الزمني لتنفيذ الحظر الذي فرضه الاتّحاد الأوروبي على النفط الخام".
وأضافت أنّ هذا التمديد "سيسمح بانتقال منظّم لمساعدة تحالفنا الواسع من الشركاء على تقليل اعتمادهم على مصادر الطاقة الروسية في الوقت الذي نعمل فيه على الحدّ من مصادر إيرادات الكرملين".
بالمقابل، فإنّ الإعفاء لا يشمل واردات النفط الروسي إلى الولايات المتحدة والتي ستظلّ محظورة. وكان الاتحاد الأوروبي قد أقر الشهر الفائت، حزمة عقوبات جديدة على موسكو فرض بموجبها حظرًا تصاعديًا- مع استثناءات- على وارداته من النفط الروسي.