يشهد شرق أوكرانيا اشتباكات عنيفة بين الجيش الأوكراني والقوات الروسية مدعومة من الانفصاليين. وتدور أعنف المعارك حاليًا في مدينة سيفيرودونيتسك التي تقع شمالي دونيتسك على بُعد حوالي 150 كيلومترًا.
وأعلنت السلطات الانفصالية الموالية لروسيا في شرق أوكرانيا أن الجيش الأوكراني شنّ الإثنين قصفًا "مكثفًا" على مدينة دونيتسك، أسفر عن مقتل أربعة مدنيين بينهم طفل، وإصابة 22 آخرين بجروح.
وقالت سلطات ما يُعرف بـ"جمهورية دونيتسك الشعبية" الانفصالية إن الجيش الأوكراني استهدف مدينة دونيتسك الإثنين بـ"قصف مكثف غير مسبوق في قوّته وكثافته ومدته" منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط.
وأوضحت أنه في غضون ساعتين أطلقت قوات كييف "قرابة 300 صاروخ وقذيفة مدفعية" على مناطق سكنية عدّة في المدينة، ومستشفى للولادة في دونيتسك، من دون الإشارة إلى وقوع إصابات بشرية فيه أم لا.
ونشرت السلطات الانفصالية صورًا ظهرت فيها نوافذ محطّمة ونساء حوامل يحتمين في إحدى ردهات المستشفى.
وتقع مدينة دونيتسك بالقرب من خط الجبهة بين الانفصاليين والقوات الأوكرانية.
واتّهم زعيم دونيتسك دينيس بوشيلين القوات الأوكرانية بـ"تجاوز كل الحدود" بـ"قصفها مناطق سكنية"، مشددًا على "ضرورة" استقدام "مزيد من القوات الحليفة، بما في ذلك من روسيا الاتحادية" للدفاع عن منطقته التي اعترفت موسكو باستقلالها.
لا مخرج من سيفيرودونيتسك
إلى ذلك، تتقدّم القوات الروسية وتستقدم مدرعاتها لتعزيز جبهتها في سيفيرودونيتسك التي باتت محور الصراع اليوم.
ومع إعلان موسكو اقتحام وسط المدينة، وتمدد قواتها على أكثر من ثلثي المدينة، تقترب القوات الروسية من تأمين استحواذها بالكامل على إقليم لوغانسك، وهو ما من شأنه أن يحقق أحد أهداف الكرملين من الهجوم على أوكرانيا والمتمثل في الإستئثار على كامل إقليم دونباس.
في المقابل، يُصرّ الأوكرانيون على التشبّث بالخط الدفاعي لهم في المدينة.
وتجدد موسكو قصفها للمناطق السكنية في المدينة، وتقصف مصنع آزوت للكيميائيات الذي يحتمي فيه مئات العزل، بينما يحاول مدنيون آخرون الخروج من المدينة المشتعلة، من دون وجود أي مخرج. إذ دمّرت موسكو جسرين في المدينة، ولم يتبق سوى جسر واحد بالكاد يربط المدينة بجوارها.
ومع استمرار المعارك، يبدو أن كييف باتت بحاجة إلى دعم عسكري منتظم، خاصة وأن الاسلحة التي تلقتها من الحلفاء هي أسلحة قديمة تعود إلى العهد السوفييتي.
"تحوّل حاسم في المعارك"
وأوضح يفغيني سيدروف، الكاتب الصحفي الروسي، أن مصير دونيتسك أصبح محسومًا، وأن مدينة سيفيرودونيتسك ستسقط بالكامل خلال أيام معدودة.
وقال سيدروف، في حديث إلى "العربي" من موسكو، إن سقوط سيفيرودونيتسك هو تحوّل حاسم في المعارك التي تدور الآن في الشرق الأوكراني.
وأشار إلى أن التركيز الروسي منصبّ الآن على مناطق شرقي وجنوب شرقي أوكرانيا باعتبارهما المهمة العسكرية الرئيسية للكرملين.
وأوضح سيدروف أن هناك تساؤلات حول استمرار روسيا بتحرّكها نحو غرب أوكرانيا حيث يكمن خطر التصادم مع دول أخرى على غرار بولندا، ما يعني اندلاع نزاع عسكري مباشر مع دول الناتو، وهذا السيناريو لا يريده أي من الأطراف.
ورجّح أنه مع سيطرة روسيا عى لوغانسك ودونيتسك، ستعلن موسكو إنجاز المهمة العسكرية في أوكرانيا.