درج التونسيون على الاستعداد لقدوم عيد الأضحى المبارك بإنهاء التحضيرات، بما فيها من انتقاء للأضحية وشراء للبهارات ولوازم الطبخ والخضروات وأدوات شواء اللحم.
وفي البلاد التي تمتلك قرابة مليون و600 ألف من رؤوس الخراف الحية، يعود عدد من من مواطنيها بالذاكرة إلى المكانة التي حظي بها الكبش، واسمه محليًا "العلّوش"، في طفولتهم.
فيقولون إن الأهل كانوا يعمدون إلى شراء أضحية العيد قبل أسابيع من حلوله، فيخرج الأولاد بصغير الخروف إلى الشارع، ليتباهى كل منهم بـ"علّوشه".
وبالنظر إلى الفرحة التي يوجدها "الصديق" الجديد ورفقته التي تتواصل لأيام، يفيد أحدهم بأن الصغار كانوا يبكون عندما يحين موعد الذبح راجين تأجيل التضحية بالأكباش إلى العام المقبل.
"ليلة العيد عالم آخر"
رجل آخر التقته كاميرا "العربي" في أحد شوارع تونس يروي عن أجواء مختلفة لليلة عيد الأضحى المبارك.
فبعد الإشارة إلى ما يشهده يوم الوقفة من طقوس واستعدادات، يختصر المشهد بكثير من الحنين بالقول إن ليلة العيد أشبه بـ "عالم آخر".
ثم يقدّم تفاصيل عن هذه الأمسية الفريدة التي حفرت عميقًا في ذاكرته، فيتحدث عن الحماسة في انتظار وقت اجتماع العائلة على إعداد أطباق الشواء بعد ذبح الكبش، وما يتبع ذلك من أوقات طويلة من اللعب والمرح.
"نطيح الأكباش في البطحاء"
تونسيون آخرون يحيون عادات وتقاليد مختلفة خاصة بعيد الأضحى "أبطالها" الأكباش، ضمن ما يُعرف باسم "نطيح الأكباش"؛ وهو إرث قديم جدًا لدى التونسيين ويتمسك عدد كبير منهم به.
وهؤلاء يتجمعون بحماسة في "البطحاء" وهي إحدى حلقات النزال للمشاركة أو مشاهدة إحدى مباريات مقارعة الحيوانات في عيد الأضحى المبارك.
ما يميّز الخراف في تلك الحلبات هو أن لها اسم وشجرة نسب، وتُنفق عليها ميزانية كاملة للعناية والرعاية.
يقول مربي الأكباش ابراهيم الطرابلسي، إن الكبش هذا نوفّيه حقه، حيث ننفق عليه بعد إحضاره من الجبال لتربيته.
والكبش يخضع للاختبار بمضي ثلاثة أشهر، بما يُتيح التأكد مما إذا كان قادرًا على المشاركة في العراك والنزال، للاستمرار في إعداده لهذا الدور أو الانكفاء عن ذلك.