لم يعش عمر أسامة بن لادن في جلباب أبيه، بحيث وجد بين الريشة والألوان ما جعله سعيدًا وهو في الـ 41 من عمره، ليصبح رسامًا، فباتت لوحاته محور معرض يقام حاليًا في منطقة النورماندي الفرنسية، وسط تزايد الطلب على أعماله حول العالم.
ففي معرضه الأول، يخبر نجل بن لادن كيف عثر في حياته على شغفه في الرسم ويشرح كيف كانت فترة الحجر المنزلي بسبب جائحة كورونا فرصة لاكتشاف موهبته، ويقول إنه بسبب حظر التجول "كنا عالقين زوجتي وأنا في المنزل ولا نفعل الكثير فبدأت هي بالرسم وأردت أن أجرب أنا أيضًا".
تعلم الرسم على يوتيوب
ويتابع نجل زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن الذي قتلته القوات الخاصة الأميركية في باكستان سنة 2011، أنه بدأ يتعلم من رسامين جيدين عبر يوتيوب قبل أن يقوم اليوم بعرض لوحاته التي رسمها أمام الجمهور.
ومعظم رسومات عمر بن لادن تتمثل بمناظر طبيعية انطباعية يرسمها بالألوان القوية، وهي انعكاس لذكريات طفولته ومراهقته في مسقط رأسه السعودية وانتقاله مع والده عندما كان يبلغ من العمر آنذاك 10 سنوات إلى السودان، ثم إلى جبال أفغانستان.
ويشرح عمر عن إحدى لوحاته ويقول إن اللون الأحمر الذي استخدمه "يأتي من الشعور والانطباع.. 40 سنة من الحرب في أفغانستان واللون الأحمر يعبّر عن الألم والتفجيرات والموت".
"تحرر من أفعال والده"
كما يرى عمر أن جزءًا منه لا يزال يعيش في أفغانستان، على الرغم من أنه ترك والده عندما كان في الـ 19 من عمره ليتنقل بين البلاد حتى وصل إلى فرنسا عام 2016 واستقر في منطقة النورماندي.
ويردف بن لادن عن حياته في فرنسا: "أشعر بالتحرر من المسؤولية عن أفعال والدي فهنا لا أحد يحكم علي ولا أحد يقول لي لأنك ابن أسامة لن نسمح لك بكذا وكذا ولن نعطي لك عملًا".
ويؤكد عمر أنه يشعر بالاحترام في فرنسا، حتى أنه حصل على تأشيرة إقامة "وتركوني بسلام بحيث لم يحاول أحد مراقبتي أو معاملتي بشكل سيئ على الإطلاق".
اهتمام ودهشة لدى الزوار
أما عن بيع صوره في النورماندي، فيعرض عمر 30 لوحة من أعماله في سوق الأدوات المستعملة بعد أن تلقى دعوة من صاحب المكان الذي وجد في لوحاته تجارة رابحة.
في هذا الخصوص، يقول مدير مكان العرض باسكال مارتن إنه "لا يوجد اسم معروف دوليًا أكثر من اسم بن لادن لذا أثارت اللوحات اهتمامًا ودهشة وطلبت فورًا من مختلف أنواع العملاء".
فمن بين الراغبين في شراء لوحات عمر أناس أحبوا هذه اللوحات وآخرون أرادوا الاستثمار فيها لاعتقادهم بأن سعرها سيرتفع، لتصبح لوحات بن لادن اليوم إنتاجًا صغيرًا مطلوبًا في جميع أنحاء العالم وفق مارتن.
ويصل سعر بعض لوحات "الفنان عمر" الصغيرة إلى حوالي 800 دولار أما الكبيرة فقد تتجاوز الـ 2600 دولار، بينما يتزايد الطلب يوميًا على أعماله حول العالم حتى أنه باع بعضها للطلاب بالتقسيط.
