أكد الرئيس الأميركي جو بايدن أن بلاده تعمل على تقليل التوترات والتصعيد في المنطقة، لافتًا إلى أنها ملتزمة بالبقاء شريكة ونشطة في الشرق الأوسط.
كلام بايدن جاء في انطلاق أعمال "قمة جدة للأمن والتنمية" اليوم السبت بالمملكة العربية السعودية، في آخر محطات جولته الشرق أوسطية.
"السلام مع إسرائيل خيار استراتيجي".. ملفات كبرى على طاولة قمة #جدة للأمن والطاقة بحضور الرئيس الأميركي جو #بايدن pic.twitter.com/cg7BZeZKGt
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 16, 2022
وركز بايدن في "قمة جدة للأمن والتنمية"، على تقلبات أسعار النفط، إلى جانب قادة السعودية والإمارات وقطر والكويت والبحرين وسلطنة عمان ومصر والأردن والعراق.
بايدن: "واشنطن لن تتخلى عن الشرق الأوسط"
وقال بايدن: إن مصلحة الولايات المتحدة في التعاون مع دول المنطقة. وأضاف: "لن نتخلى (عن الشرق الأوسط) ولن نترك فراغًا تملؤه الصين أو روسيا أو إيران".
وأشار إلى أن الأخيرة تقوم بزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، لافتًا إلى الحرص على عدم حصولها على السلاح النووي.
إلى ذلك، تحدث الرئيس الأميركي عن اتفاق على "زيادة إنتاج الطاقة في الأشهر القادمة".
من ناحيته، أعرب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، عن أمله في أن تؤسس هذه القمة لشراكة إستراتيجية بين الولايات المتحدة ودول المنطقة.
ودعا إيران إلى التعاون مع دول المنطقة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول الجوار.
"تسوية عادلة للقضية الفلسطينية"
بدوره، أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن الأمن القومي العربي كل لا يتجزأ، مشددًا على ضرورة صون الأمن المائي لدول المنطقة.
وأشار إلى دعم كل الجهود لمواجهة أزمة الغذاء، مع ضرورة الاستجابة السريعة للدول المتضررة.
السيسي قال إنه ينبغي إنشاء دولة فلسطينية مستقلة على أساس حدود 1967 تعيش جنبًا إلى جنب مع دولة إسرائيل، منبهًا إلى أن حل أزمات المنطقة لا يمكن أن ينجح إلا من خلال التوصل إلى تسوية عادلة للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين.
أمير قطر: لا يجوز أن يكون دور العرب اقتراح التسويات ودور إسرائيل رفضها
من ناحيته، أوضح أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في انطلاق أعمال "قمة جدة للأمن والتنمية" أن بلاده لن تدخر جهدًا مع شركائها في ضمان التدفق المستمر للطاقة.
ورأى أن استقرار منطقة الخليج والشرق الأوسط من مصلحة العالم كله، مشددًا على أن "لا أمن ولا تنمية في المنطقة والعالم في ظل النزاعات".
وقال أمير قطر: "نؤكد على موقفنا الثابت بتجنيب منطقة الخليج والشرق الأوسط عمومًا مخاطر التسلح النووي مع الإقرار بحق دول المنطقة في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية وفقًا للقواعد الدولية، وحل الخلافات بالحوار القائم على عدم التدخل في شؤونها الداخلية".
وأضاف: "سيظل أهم مصادر التوتر وعدم الاستقرار قائمًا ما لم تتوقف إسرائيل عن انتهاكاتها المتمثلة في بناء المستوطنات وتغيير طابع مدينة القدس واستمرار فرض الحصار على غزة".
وأضاف: "لا يجوز أن يكون دور العرب اقتراح التسويات، ودور إسرائيل رفضها والزيادة في التعنت كلما قدم العرب تنازلات، وكما أن لإسرائيل رأيًا عامًا فإن لدينا أيضًا في العالم العربي رأينا العام".
وفي الملف اليمني، ثمّن أمير قطر الهدنة بين الأطراف اليمنية، ومبادرة المملكة العربية السعودية إلى طرحها، وأمل أن تستمر "حتى التوصل إلى حل لهذه الأزمة وفقًا للمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني اليمني وقرارات مجلس الأمن".
كما اعتبر أنه "لا يجوز القبول بالأمر الواقع في سوريا وتجاهل تطلعات الشعب السوري".
بدوره، أشار العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة إلى وجوب احترام سيادة الدول ورفض التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، ووجوب أن تكون منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل.
وشدد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني على أن لا استقرار في المنطقة من دون حل القضية الفلسطينية، مؤكدًا وجوب الوصول إلى حل عادل لها على أساس حل الدولتين.
من جانبه، أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أن التنسيق الأمني والاقتصادي يخدم شعوب المنطقة بأكملها، مشددًا على وقوف العراق إلى جانب لبنان للخروج من أزمته الاقتصادية. وأفاد بأن "العراق يقترح إنشاء بنك الشرق الأوسط للتنمية والتكامل".
أما ولي العهد الكويتي الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، فدعا إيران للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والحد من انتشار الأسلحة النووية.
قمة جدة للأمن والتنمية
واليوم السبت، اكتمل عقد وصول المشاركين إلى قمة جدة، التي انطلقت حاملة عنوانًا عريضًا: "الأمن والتنمية". وتهيمن في التفاصيل على أعمالها ملفات الدفاع والطاقة والانخراط الأميركي في الشرق الأوسط.
وكان جاك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأميركي لفت إلى أن واشنطن عازمة على سد أي فراغ قد يبادر التنين الصيني والدب الروسي لملئه.