اجتمع في مدينة جدة السعودية اليوم السبت، الرئيس الأميركي جو بايدن وقادة ومسؤولين من دول مجلس التعاون الخليجي الست وكل من مصر والعراق والأردن.
القمة تشكل المحطة الأخيرة في جولة سيد البيت الأبيض الشرق أوسطية، وهي تأتي وسط مشهد عالمي متوتر وأزمة في إمدادات الطاقة.
وفي هذا الصدد، يشير مدير وحدة تحليل السياسات في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات مروان قبلان، إلى أن لزيارة بايدن إلى السعودية بعد داخلي وآخر خارجي هام، معتبرًا أنها "ما كانت لتتم لولا الحرب الروسية في أوكرانيا وارتفاع أسعار الطاقة بشكل كبير وتأذّي المستهلك الأميركي بسبب ذلك".
ويوضح في حديثه إلى "العربي" من الدوحة، أن العلاقة الأميركية الخليجية قامت بالأساس على معادلة رئيسة هي النفط مقابل الأمن، مبينًا أن واشنطن ومنذ العام 2013 لم تعد مستهلكًا رئيسًا للنفط الخليجي، الأمر الذي أدى إلى تقلص اهتماماتها بها.
ويردف بأن الولايات المتحدة اكتشفت بعد عقد تقريبًا من ابتعادها نسبيًا عن المنطقة، أن هناك فراغًا كبيرًا تشكل، وبدأت تملأه قوى أخرى على رأسها الصين وروسيا، التي تطورت علاقاتها بشكل كبير مع دول مجلس التعاون الخليجي خلال السنوات الأخيرة، بما في ذلك في مجال الدفاع والأمن.
وسط تباطؤ تشكيل دفاع جوي عربي إسرائيلي مشترك.. #إيران تصف زيارة #بايدن إلى إسرائيل بـ "مسرحيات البيت الأبيض" تقرير: سلمان النجار pic.twitter.com/qEIdDe3ION
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 16, 2022
بحسب قبلان، لعب كل ذلك أدورًا رئيسة في دفع بايدن - لا سيما في ضوء الحرب الأوكرانية حيث بدت حاجة بلاده إلى دول مجلس التعاون الخليجي كبيرة جدًا لاحتواء أو حصار روسيا - إلى أن يغيّر سياسته تجاه السعودية وأن يزور المنطقة.
ما هي ملفات القمة؟
*موضوع الطاقة
يتحدث قبلان عن ثلاثة ملفات أساسية للقمة العربية الأميركية في جدة، موضحًا أن الأول مرتبط بموضوع الطاقة.
ويشير إلى أن ثلاث دول أساسية لديها قدرة احتياطية على ضخ إضافي، وهي السعودية والإمارات والكويت، مذكرًا في الآن عينه بأن هذه الدولة مرتبطة باتفاق "أوبك+" الذي تم التوصل إليه في أبريل من العام 2020، ونص على تخفيض إمدادات النفط حتى تعود الأسعار إلى حالتها الطبيعية.
ويشرح أن الاتفاق ينتهي في سبتمبر/ أيلول المقبل، وسيعود بإمكان هذه الدول أن تضخ مزيدًا من النفط، متداركًا بأن هذه الدول لديها مصالحها الاقتصادية، فهي عانت منذ عام 2014 تقريبًا من انخفاض كبير في أسعار النفط، لذا هي بحاجة لأن يستمر ارتفاع أسعار النفط لأطول فترة ممكنة.
ويضيف أنها لا تملك أوراقًا أساسيًا في التعامل مع واشنطن باستثناء ربما ورقة النفط، لذا يتوقع أن يكون هناك زيادة في الإنتاج لكن لا نعرف إلى أي حد يمكن أن تلبي تطلعات واشنطن.
*العلاقة مع إيران
يردف قبلان بأن ثاني الملفات هو العلاقة مع إيران، مشيرًا في هذا الصدد إلى تباينات في المواقف الأميركية مع بعض دول الخليج. وبينما يرى أن واشنطن تريد العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، يقول إن بعض دول الخليج ليست متأكدة من أن هذا الاتفاق سيلبي المتطلبات التي تريدها.
ويذكر بأن قضايا عديدة في العلاقة الخليجية الإيرانية ليست فقط مرتبطة بموضوع الملف النووي الإيراني، وإنما بقضايا أخرى مثل البرنامج الصاروخي الإيراني الذي تعتبره بعض دول الخليج التهديد الأكبر، إضافة إلى سياسات إيران الإقليمية وتدخلاتها في أكثر من ملف.
*إنشاء منظومة دفاع إقليمي
إلى ذلك، يلفت مدير وحدة تحليل السياسات في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات إلى أن الموضوع الثالث، والذي يحكى كثيرًا عنه ويرتقب بأن يكون موضوعًا شائكًا أكثر، هو إنشاء منظومة دفاع إقليمي، نافيًا اعتقاده بإمكانية إنشائها.
ويذكر بأن واشنطن حاولت القيام بذلك عام 2015، حين حاول الرئيس الأسبق باراك أوباما أن ينشئ منظومة دفاع خليجي موحد ولكنه فشل، فيقول: إذا فشل أوباما في إنشاء منظومة دفاع موحد بين مجلس التعاون الخليجي، التي يجب أن تكون أكثر انسجامًا وتفاهمًا نتيجة التقارب المفترض في سياساتها، لنا أن نتخيل كيف يمكن إنشاء منظومة دفاعية إقليمية تشمل دولًا أخرى.
ويتوقف عند الحديث عن دول "من المستبعد تمامًا" أن تكون جزءًا من هذا النظام الإقليمي، سائلًا: كيف يمكن للعراق أن يكون جزءًا من محور إقليمي ضد إيران، ونحن نعرف مدى النفوذ الإيراني فيه.
ويبيّن أن مصر غير متحمسة، وهناك عدم وضوح في موقف الأردن، مذكرًا بأن الإمارات حتى تحاول أن تنأى بنفسها. ويخلص إلى أن أحدًا لا يريد على ما يبدو أن يكون ساحة صراع بين إيران وإسرائيل.