تعود تجاذبات تأليف الحكومة في لبنان إلى الواجهة من جديد، فيما تسود أجواء تفاؤلية للرئيس اللبناني ميشال عون بأن الحكومة الجديدة ستبصر النور قريبًا، وهو ما يعيد اللبنانيين إلى ما ساد عملية التأليف قبل أشهر، يوم حاول رئيس الحكومة السابق سعد الحريري مع عون وضع تصور حكومي ينقذ البلاد.
محاولة عون الإيحاء بأن الأمور تسير بالاتجاه الصحيح، يبددها تصريح الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، إذ يخشى هذا الكم من التفاؤل، ويشير إلى "ألا مؤشر في الأفق على أن تشكيل حكومة وشيك".
وقال الميقاتي في مؤتمر صحافي: إن "نسبة تشكيل الحكومة أكثر من نسبة الاعتذار، لكن لا يوجد مؤشر يثبت ذلك".
وفيما يغرق المسؤولون في تفاصيل التكليف، يغرق اللبنانيون بالأزمات المتلاحقة، بدون أن يجدوا من ينقذهم، ولا تلقى أي من التحذيرات الدولية للزعماء تجاوبًا.
وقالت السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا: إن "كل يوم يمر دون تشكيل حكومة قادرة على تطبيق الإصلاحات العاجلة المطلوبة هو يوم سيزيد فيه الوضع سوءًا ويتجه أكثر نحو انزلاق البلاد لكارثة إنسانية".
إحباط في الشارع اللبناني
وفي هذا السياق، أشارت مراسلة "العربي" جويس الحاج خوري من بيروت، إلى أن اللقاء الذي جمع الرئيس اللبناني والسفيرة الأميركية تناولت فيه الأخيرة ملف العقوبات الأوروبية على شخصيات لبنانية.
وقالت مراسلتنا: إن "أيًّا من الرسائل التي تصل للرئيس عون لا تؤثر على قراراته".
ولفتت خوري إلى أن هناك نوعا من الإحباط في الشارع اللبناني، مشيرة إلى أن عدد المحتجين قليل جدًا، بالإضافة إلى تأثير الانتماء الحزبي والطائفي في هذه المرحلة، وإن كان الجميع يعلن أنه ضد السياسات التي يعتمدها أحزابهم.
