الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

الحصاد يتراكم وأماكن التخزين ممتلئة.. مزارعو أوكرانيا يشككون بجدوى اتفاق الحبوب

الحصاد يتراكم وأماكن التخزين ممتلئة.. مزارعو أوكرانيا يشككون بجدوى اتفاق الحبوب

شارك القصة

تقرير عن بدء العمل في موانىء أوديسا لتصدير الحبوب (الصورة: نيويورك تايمز)
مع اقتراب موسم الحصاد، وامتلاء الإهراءات والمخازن والصوامع بالقمح ومحاصيل أخرى، وتوقّف التصدير عبر البحر، يشكّك مزارعون أوكرانيون بجدوى اتفاق استئناف التصدير.

بدأت السلطات الأوكرانية، اليوم الجمعة، تحميل أول شحنة من الحبوب على سفينة تركية لتصديرها، في أعقاب اتفاق مع روسيا برعاية أممية وتركية.

لكن مع اقتراب موسم الحصاد، وامتلاء الإهراءات والمخازن والصوامع بالقمح ومحاصيل أخرى، وتوقّف التصدير عبر البحر نتيجة الحرب الروسية على أوكرانيا، يشكّك عدد كبير من المزارعين الأوكرانيين بشأن جدوى الاتفاق الدولي لاستئناف التصدير.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن موسم حصاد القمح وفول الصويا والذرة يبدأ في الأسايبع المقبلة، وستُضاف هذه المحاصيل الجديدة إلى 20 مليون طن من الحبوب المتراكمة التي حوصرت في أوكرانيا نتيجة الحرب، خاصّة وأن الكثير من المحصول الجديد سيذهب مباشرة إلى أماكن التخزين الممتلئة أصلًا.

وقال جورج فون نولكن، الرئيس التنفيذي لمجموعة "كونتيننتال فارمرز"، وهي شركة زراعية كبيرة تعمل بمساحات شاسعة في غرب أوكرانيا: "إن افتتاح موانئ البحر الأسود ليس في حد ذاته الحل السحري"، مضيفًا أن اتفاق التصدير "بالتأكيد خطوة إلى الأمام، لكن لا يمكننا أن نفترض أن الاتفاق سيعيد أوكرانيا إلى ما كانت عليه" قبل الحرب.

وأدت الحرب إلى "تقلّبات شديدة بأسعار المحاصيل وتكلفة نقلها، وتنفذ أماكن التخزين لأحدث المحاصيل، مما يدفع المختصين بمجال الزراعة للبحث عن حلول مؤقتة".

وأدى الهجوم الصاروخي على ميناء أوديسا، السبت، إلى "زعزعة الثقة في الاتفاق، وهدّد بتقويض الجهود قبل أن يتمّ تنفيذ الاتفاق".

وقال فاسيل ليفكو، مدير تخزين الحبوب في شركة "MHP"، إحدى أكبر شركات الإنتاج الزراعي في أوكرانيا: "لا أحد يعتقد أن روسيا لن تهاجم مرة أخرى".

الموانىء ستعمل بنصف طاقتها

وحتى عند إعادة فتحها، يرجّح الخبراء أن تعمل موانئ البحر الأسود بحوالي نصف طاقتها قبل الحرب، وقد لا تغطي سوى جزء من نحو 20 مليون طن من الحبوب المتراكمة.

كما أنه من غير المؤكد أن ما يكفي من السفن ستغامر بالعودة. خاصة وأن بعض شركات الشحن التي كانت تعمل في البحر الأسود سابقًا، تعمل الآن في مناطق أخرى. وبما أن شركات التأمين حذرة من تغطية السفن في منطقة النزاع، فانه بدون تأمين، لن يقوم أحد بالشحن.

وفي غضون ذلك، يعاني المزارعون في أوكرانيا من الكميات الهائلة من الحبوب المكدسة من محاصيل العام الماضي. وقبل الحرب، كانت المحاصيل الجديدة تنقل من الحصاد إلى التصدير مباشرة. لكن إغلاق روسيا لموانئ البحر الأسود أدى إلى تراكم هائل.

مشكلات في التخزين والتصدير

ومع ندرة أماكن التخزين، أوضح ليفكو أن الشركات تعمد إلى "وضع القمح في أغلفة بلاستيكية للتخزين المؤقت، وتكديس حصاد الذرة على الأرض وتغطيته بقماش القنب لحمايته من آلاف الغربان والحمام، ومن أمطار الخريف التي يمكن أن تسبّب العفن.

وأكد أنه "يجب تخزين المحاصيل في كل مكان. وحتى إذا نجحت صفقة إلغاء حظر التصدير عبر البحر الأسود، فقد يستغرق الأمر شهورًا لشحن الحبوب من أوديسا وتخفيف تراكمها".

وقبل الحصار الروسي، كانت أوكرانيا تصدّر نحو سبعة ملايين طن من الحبوب شهريًا، معظمها على متن سفن يمكنها حمل حمولات كبيرة. ولكن منذ ذلك الحين، تمكّنت أوكرانيا من تصدير حوالي مليوني طن فقط شهريًا، عبر طرق برية ومجاري الأنهر.

وأوضح فون نولكن أن مجموعة "كونتيننتال فارمرز" اعتادت على تصدير المحاصيل عبر البحر الأسود، ويمكن أن تصل الشحنات عن طريق السفن إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في أقل من ستة أيام.

لكنه أضاف أن الحصار أجبر الشركة على وضع بعض حبوبها في مسار غير مباشر، يتضمّن إنشاء دائرة عملاقة عكس اتجاه عقارب الساعة حول أوروبا، على متن الشاحنات والقطارات والسفن عبر بولندا وبحر الشمال والقناة الإنكليزية، من خلال مضيق جبل طارق، والعودة إلى البحر الأبيض المتوسط، في رحلة قد تستغرق ما يصل إلى 18 يومًا.

من جهته، أوضح رومان سلاستون، رئيس اللوبي الزراعي الرئيس في أوكرانيا، أنه كان يتمّ نقل 40 ألف طن من الحبوب يوميًا بالشاحنات. وبحلول شهر يونيو/ حزيران الماضي، كانت الشاحنات تخرج 10 آلاف طن يوميًا.

ومع ازدياد حركة المرور، أصبحت المعابر الحدودية مزدحمة. وقال ليفكو إن الأمر يستغرق الآن أربعة أيام، بدلًا من أربع ساعات قبل الحرب - لشاحنات الحبوب للعبور من أوكرانيا إلى بولندا. كما يستغرق تجاوز الحدود الصربية 10 أيام بدلًا من يومين.  ويحاول الاتحاد الأوروبي تسهيل عمليات النقل من خلال تصاريح الحدود السريعة.

لكن نولكن قال: "إننا نبني تسونامي من الحبوب، وننتج أكثر مما يمكننا تصديره. سنظل جالسين على المحاصيل التي لن تخرج".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
Close