عم الغضب أمس الإثنين الشارع اللبناني إثر إعلان وزراة الصحة عن وجود أطنان من الأدوية المخزنة في المستودعات رغم أنها مفقودة في السوق.
وهاجم مواطنون غاضبون إحدى الصيدليات جنوب البلاد حيث قام وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن بزيارة لها أدت لاكتشاف عدد كبير من تلك الأدوية في مخازنها.
وتعد تلك الأدوية ضرورية لشتى الأمراض ولا سيما الأمراض المزمنة وقد تم اكتشاف كميات كبيرة من المضادات الحيوية وحليب الأطفال المفقودة منذ فترة في الأسواق اللبنانية.
تحطيم صيدلية الغدير بالغازية جنوب لبنان ل صاحبها عصام خليفة بعد اكتشاف المستودع المخزن فيه الادويّة. pic.twitter.com/izHx4Al3nN
— Rama (@Rama_Leb) August 23, 2021
جولة كشف ميداني
وذكرت "الوكالة الوطنية للإعلام" الرسمية أنّ الوزير حسن قام بجولة كشف ميداني على مستودعات أدوية وحليب أطفال في أكثر من منطقة لبنانية، للتحقق من حركة بيع الأدوية وتوزيعها في ضوء الفواتير التي استلمتها وزارة الصحة العامة من المصرف المركزي، والتي تظهر الحوالات المالية التي استلمتها الشركات.
وأظهرت الجولة وجود أطنان من الأدوية المخزنة في المستودعات رغم أنها مفقودة في السوق وضرورية لشتى الأمراض ولا سيما الأمراض المزمنة فضلًا عن كميات كبيرة من المضادات الحيوية وحليب الأطفال.
وكشف الوزير حسن ليلًا على مستودع للأدوية في تول النبطية (جنوب لبنان)، حيث عثر على كميات كبيرة من الأدوية المخزنة من بينها أصناف عديدة ارتفع سعرها بعد تقليص الدعم، رغم أن المستودع اشتراها في وقت سابق على أساس سعر الدولار المدعوم بألف وخمسمئة ليرة لبنانية، بالإضافة إلى كميات أخرى من أدوية الأمراض المستعصية والمزمنة.
المحتكر يُشنق pic.twitter.com/vIUvyCNcF6
— Abou Hadi (@AbouHadi161968) August 24, 2021
صيد ثمين وفضيحة مدوية
وأسف وزير الصحة لما وصفه "عقلًا مافيويًا إجراميًا يتحكم بالمحتكرين والانتهازيين"، مؤكدًا أن "ما يتم العثور عليه في مستودعات الأدوية المحتكرة، هو صيد ثمين وفضيحة مدوية، خصوصًا أن الأماكن التي يتم كشفها غير مجهزة بظروف التخزين الفضلى لحفظ فاعلية الأدوية".
وكشف عن توقيف محتكرَين، مشدّدًا على "وجوب توقيف كل المرتكبين وفتح مؤسساتهم للبيع لعموم الناس". كما تمنى على "المواطنين عدم التردد والإفادة عن أي شقة سكنية أو مخزن غير شرعي للدواء ليصار إلى دهمه وإجراء المقتضى".
واشتعلت مواقع التواصل الإلكتروني في البلاد بالتعليقات المنتقدة والمهاجمة للمحتكرين، حيث وصف بعض الناشطين المحتكرين للدواء والمحروقات والبضائع الضرورية بالقتلة، وطالبوا بأشد الأحكام بحقهم.
علقوا المشانق لكل محتكر فاسد عميل وما عاد ترحموا حدا..#بلد_مؤمنيه_فاسقون#المحتكر_عميل_فاسد pic.twitter.com/MPMRxeJ4Er
— Soulaf 😌 بالعربي سُلاف (@soulafeh) August 24, 2021
70% من الأدوية مفقودة في لبنان
ومطلع يونيو/ حزيران المنصرم، أعلن مسؤولون بقطاع الصحة اللبناني أن 70% من الأدوية والمستلزمات الطبية مفقودة في البلاد.
وعادة، يؤمّن مصرف لبنان الأموال اللازمة لدعم استيراد الأدوية من الخارج، إلا أن انخفاض احتياطي العملات الأجنبية لديه تسبب بنقص النقد الأجنبي المخصص للاستيراد.
الله يلعنكن.. بكل أنة مريض سرطان موجوع ما لقى دوا.. بكل دمعة إم نزلت ع ابن موجوع ما لقتلو دوا.. بكل غصة قلب بي برم الدنيا ليخفف عن ولد وجع.. بكل نفس من مريض سكري او ضغط او غدة ومن موجوع.. الله يلعنكن وانشالله بتمرضو مرض ما إلو دوا#المحتكر_عميل
— Marwa (@Marwa80978165) August 24, 2021
وتبحث شركات صناعة الأدوية في لبنان عن فرص لبقائها في ظل "أزمة الدولار" التي انعكست سلبًا على الاستيراد من الخارج. وفي لبنان 67 شركة لاستيراد الدواء مقابل 12 شركة تحصل على المواد الأولية من الخارج لتصنيع الدواء محليًا.
ويشهد لبنان في الفترة الأخيرة أسوأ انهيار اقتصادي منذ 150 عامًا، بل يشهد انهيارًا يحدث مرة واحدة في القرن، حسبما جاء في صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية في عدد لها مطلع الشهر الجاري.