في خطوة نحو دفع العلاقات الفرنسية الجزائرية قدمًا بعد شهور من التوتر، أكد قصر الإليزيه اليوم السبت، أن الرئيس إيمانويل ماكرون سيزور الجزائر من 25 حتى 27 من الشهر الجاري، جاء ذلك خلال اتصال بين ماكرون ونظيره الجزائري عبد المجيد تبون بحثا فيه إعادة إحياء الشراكة بين البلدين.
وبحث الرئيس الجزائري مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، التعاون الثنائي، وجدول أعمال زيارة هذا الأخير المرتقبة إلى الجزائر، خلال المكالمة الهاتفية التي تلقاها تبون، وفق بيان للرئاسة الجزائرية.
إحياء الشراكة بين البلدين
وأفاد البيان: "تناول الرئيسان التعاون الثنائي، خاصة جدول أعمال الزيارة المرتقبة، للرئيس ماكرون إلى الجزائر".
وتابع: "ماكرون قدّم تعازيه للرئيس تبون، في ضحايا الحرائق التي عرفتها بعض المحافظات الجزائرية"، دون تفاصيل أكثر.
وأدت حرائق الغابات التي اندلعت في مناطق مختلفة من الجزائر إلى مقتل نحو 38 شخصًا وإصابة 183 آخرين، فضلًا عن أضرار مادية جسيمة ونفوق عدد كبير من الحيوانات.
وسجلت ولاية الطارف الحصيلة الأثقل بـ30 وفاة، تلتها سوق أهراس بـ 5 وفيات من عائلة واحدة، وسطيف بوفاتين (سيدة وابنتها).
بدوره، أعلن قصر الإليزيه السبت أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيزور الجزائر من 25 حتى 27 أغسطس/ آب الجاري، بهدف إعادة إحياء الشراكة بين البلدين.
وجاء في بيان للرئاسة الفرنسية صدر بعد اتصال هاتفي بين ماكرون ونظيره الجزائري عبد المجيد تبّون أن "هذه الزيارة ستساهم في تعميق العلاقات الثنائية مستقبلا.. وتعزيز التعاون الفرنسي-الجزائري في مواجهة التحديات الإقليمية ومواصلة العمل على ذاكرة" فترة الاستعمار.
وقبل أيام جدّد وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان، التأكيد على "الاحترام الراسخ للسيادة الجزائرية".
وفي 25 أبريل/ نيسان الماضي، وجه تبون تهنئة لماكرون بمناسبة انتخابه لولاية ثانية ودعاه لزيارة الجزائر، حيث شكل ذلك محطة لعودة خطاب المجاملات الرسمية منذ الأزمة الدبلوماسية بين البلدين نهاية العام الماضي والتي دامت 3 أشهر.
تهدئة عقب توتر حاد
وكانت الجزائر استدعت في 2 أكتوبر/ تشرين الأول الحالي سفيرها في باريس ردًا على تصريحات للرئيس الفرنسي نقلتها صحيفة لوموند، اعتبر فيها أن الجزائر بنيت بعد استقلالها عام 1962 على "ريع للذاكرة" كرسه "النظام السياسي- العسكري"، وشكك في وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي.
كما حظرت الجزائر عبور الطائرات الحربية الفرنسية مجالها الجوي، الذي تستخدمه فرنسا بشكل منتظم للوصول إلى قواتها التي تقاتل الجهاديين في منطقة الساحل الإفريقي.
وتشهد العلاقات الجزائرية الفرنسية، مستويات متذبذبة بين التهدئة والتوتر، بسبب طبيعة العلاقات المتشابكة خاصة ما تعلق بملفات الذاكرة، والأرشيف الجزائري والتجارب النووية.
وفي نهاية يوليو/ تموز الماضي، أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أنّ إدراج الإنكليزية في مناهج التعليم الابتدائي سيكون بدايةً من هذا العام، معتبرًا أن "اللغة الفرنسية هي غنيمة حرب بالنسبة للجزائريين".