السبت 16 نوفمبر / November 2024

توتر مع أوروبا.. روسيا: وقف إمدادات الغاز سببه العقوبات الغربية

توتر مع أوروبا.. روسيا: وقف إمدادات الغاز سببه العقوبات الغربية

شارك القصة

الباحث السياسي صلاح القادري يؤكد أن أوروبا لن تسطيع تأمين البدائل الكافية لتعويض نقص الغاز الروسي (الصورة: غيتي)
أكد شولتس، أنه حتى لو كانت ألمانيا تعتمد بشكل كبير على النفط والغاز من روسيا، فإنها "قادرة على مواجهة فصل الشتاء".

وسط انتقادات متبادلة بين موسكو وبرلين، أكد الكرملين، اليوم الإثنين، أن وقف إمدادات الغاز الروسي نحو ألمانيا عبر خط "نورد ستريم" الإستراتيجي نابع من خطأ ارتكبته الدول الغربية، لأن عقوباتها تحول دون تأمين صيانة البنى التحتية الغازية.

وأضاف المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، قائلًا: إن مشاكل ضخ الغاز ظهرت بسبب عقوبات الدول الغربية، "ليس هناك أي سبب آخر لهذه المشاكل".

"صيانة جدية"

وأضاف بيسكوف: "تلك العقوبات هي التي أدت الى الوضع الذي نشهده الآن". كذلك، أكد "رفضه القاطع" لـ"محاولات الغربيين المستمرة تحميل موسكو المسؤولية".

وقال بيسكوف إن "الغرب، وتحديدًا الاتحاد الأوروبي في هذه الحالة، وكندا والمملكة المتحدة، مسؤول عن بلوغ الوضع مرحلة مماثلة".

وبرر مجددًا وقف شحنات الغاز الروسي نحو ألمانيا عبر خط نورد ستريم، والذي أعلن الجمعة الفائت، بـ"الصيانة الجدية" التي يتطلبها في رأيه آخر توربين كان قيد الخدمة حتى الآن.

وقال في هذا الصدد إن التوربين "يعمل في شكل سيئ وتحصل فيه أعطال. وهذا يؤدي إلى وقف الضخ".

وقف خط نورد ستريم

وتأتي تصريحات الكرملين، بعد بضعة أيام من التوقف الكامل لخط "نورد ستريم" الحيوي لإمداد أوروبا بالغاز، وعلى وقع اتهام الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف، أمس الأحد، ألمانيا بشن "حرب هجينة" على روسيا، مبررًا وقف شحنات الغاز إلى برلين بسلوكها "غير الودي" في خضم النزاع مع أوكرانيا.

وكانت شركة الغاز الروسية العملاقة غازبروم، أعلنت يوم الجمعة الماضي، تعليق عمليات التسليم كليًا عبر خط أنابيب الغاز نورد ستريم، عازية ذلك إلى اكتشاف تسرب للزيت في إحدى التوربينات.

وتزامنت هذه الخطوة بعدما اتفق وزراء مالية مجموعة دول السبع على تحديد سقف لأسعار النفط الروسي في اجتماع عبر الإنترنت، بهدف تقليص إيرادات موسكو من النفط التي عللتها الدول الغربية بتمويل روسيا الحرب على أوكرانيا المستمرة منذ سبعة أشهر من دون توقف.

كما حذر الكرملين من أن فرض الدول الغربية سقفًا لسعر بيع النفط الروسي، سيزعزع استقرار سوق النفط العالمي.

ورغم أن أوروبا تبحث عن بدائل عن الغاز الروسي، وتقليص الاعتماد عليه، لدفع موسكو على وقف حرب أوكرانيا، إلا أن هناك اتجاه في التكتل الأوروبي لمواصلة مواجهة الهجوم الروسي عبر التضييق على موسكو التي تستخدم الغاز ذريعة لإخضاعهم لابتزاز في مجال الطاقة مع اقتراب الشتاء، في وقت تخشى عدة دول من مواجهة نقص.

بدائل متاحة

وكان المستشار الألماني أولف شولتس، أكد أمس الأحد، أنه حتى لو كانت ألمانيا تعتمد بشكل كبير على النفط والغاز من روسيا، فإنها "قادرة على مواجهة فصل الشتاء".

وفي هذا الإطار، اعتبر الأكاديمي والباحث السياسي، صلاح القادري، أن البدائل التي تحاول أوروبا تأمينها عوضًا عن الغاز الروسي سواء عن طريق الطاقة النووية في فرنسا أو الاعتماد على الفحم في ألمانيا أو حتى تقليل الاستهلاك، ليست حلولاً حقيقية أو كافية للتعويض عنه/ بخاصة أن الواردات الأوروبية من غاز روسيا ليست بسيطة وتقدّر بنحو 20 مليار متر مكعب سنويًا.

وقال القادري في حديث سابق إلى "العربي" من باريس، إن: حاجة أوروبا بالمجمل من الغاز تبلغ 155 مليار متر مكعب، مشيرًا إلى أن أكبر الدول التي تملك احتياطات كبيرة جدًا من الغاز مثل قطر والولايات المتحدة، لن تقبل تصديره عن طريق عقود قصيرة الأجل، لأنها تريد العقود الطويلة الأجل والتي إن وُقعّت، ستكون غالية جدًا. إن روسيا لم تعد "موردًا موثوقًا للطاقة".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب
Close