الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

واقع مقلق.. شركات قليلة ضخمة تسيطر على سلسلة الغذاء العالمية

واقع مقلق.. شركات قليلة ضخمة تسيطر على سلسلة الغذاء العالمية

شارك القصة

نافذة إخبارية تتناول قمة الأمن الغذائي التي عقدت على هامش قمة الأمم المتحدة وسط تحذيرات من مجاعة قادمة (الصورة: غيتي)
أظهرت دراسة حديثة أن تجارة السلع الزراعية تتركز في عدد قليل من الشركات حيث سيطر 10 من تجار السلع في عام 2020 على سوق تبلغ قيمته نصف تريليون دولار.

توصلت دراسة جديدة إلى أن عددًا صغيرًا من الشركات الكبرى يهيمن على سلسلة الغذاء العالمية بشكل متزايد ما يدعو للقلق بشأن الأمن الغذائي العالمي.

وبحسب صحيفة "الغارديان"، تتحكم شركتان فقط في 40% من سوق البذور التجارية العالمية، مقارنة بـ 10 شركات تسيطر على النسبة نفسها من السوق منذ 25 عامًا، وفقًا لمجموعة "إي تي سي"، وهي منظمة تهدف لتحقيق العدالة البيئية.

وتتركز تجارة السلع الزراعية في عدد قليل من الشركات حيث سيطر 10 من تجار السلع في عام 2020 على سوق تبلغ قيمته نصف تريليون دولار.

فرصة لجني الأرباح

وارتفعت أسعار المواد الغذائية بشكل حاد في الأشهر الأخيرة، بعد الاضطرابات التي سببتها حرب أوكرانيا، والآثار المستمرة لوباء كوفيد، مما أدى إلى ارتفاع أرباح تجار السلع الأساسية ومنتجي الحبوب.

وتأتي الشركات الصينية في المقدمة، وفقًا لأحدث تقرير من 141 صفحة لمجموعة "إي تي سي" نُشر يوم الخميس. وتعد شركة "كوفكو" الصينية المملوكة للدولة الآن ثاني أكبر تاجر للسلع الزراعية في العالم، بعد شركة "كارغيل" الأميركية فقط، حيث بلغت مبيعاتها عام 2020 ما يزيد قليلاً عن 100 مليار دولار، مقارنة بـ 13 مليار دولار لشركة "كارغيل".

ومن بعدهما، حققت شركة "أرشير دانيلز ميدلاند"، مبيعات بقيمة 64 مليار دولار عام 2020، وفقًا لأحدث البيانات التي استند إليها التقرير.

هيمنة الشركات الصينية

كما سيطرت شركة البذور والمبيدات والتكنولوجيا الحيوية "سينجينتا"، المملوكة بغالبيتها للحكومة الصينية، على حوالي ربع السوق العالمية في الكيماويات الزراعية عام 2020، بمبيعات بلغت 15 مليار دولار، وهي أكبر بكثير من أقرب منافسيها "باير" و"باسف".

كما أن شركتين من أكبر 10 شركات كيماويات زراعية هي صينيتان، وكذلك سابع أكبر شركة للأسمدة الاصطناعية "سينوفيرت". 

كما أشارت "إي تي سي" إلى الاهتمام المتزايد من الشرق الأوسط. ووجد التقرير: "أنه في عام 2020، بيع 45% من أكبر شركات السلع الأساسية في العالم، لويس دريفوس، إلى شركة قابضة مملوكة للدولة في الإمارات العربية المتحدة، إلا أن البلدان الغنية بالسيولة النقدية تتجه نحو ضمان الأمن الغذائي عن طريق إنتاج الغذاء في الخارج مع القليل من الاهتمام بالاستدامة أو فكرة الاعتماد على الأمن الغذاء الإقليمي".

أمر "مثير للقلق"

ونقلت صحيفة "غارديان" عن جيم توماس، من شركة "إي تي سي"، قوله: "إن الهيمنة المتزايدة على السوق من قبل عدد صغير من الشركات أمر مثير للقلق، لا سيما في وقت ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وتزايد أزمة المناخ وأزمة التنوع البيولوجي".

وأضاف: "إن السلطة على نظام الغذاء العالمي تتركز في عدد قليل جدًا من الأيدي، ويجب أن نشعر بالقلق حيال ذلك".

واعتبر أن الرقمنة المتزايدة تعمل أيضًا على تعزيز هذه القوة بشكل أكبر، من خلال تمكين الشركات من تجنب الشفافية وأتمتة المعاملات والتأثير على طلب المستهلكين. 

مخاوف من تبعات استخدام التكنولوجيا

كما حذر من أن العمال الزراعيين معرضون لخطر طردهم من الأرض حيث بدأ استخدام التكنولوجيا الروبوتية في عدد متزايد من البلدان.

وقال: "لقد اكتشفنا إعادة هيكلة رقمية واسعة النطاق لنظام الغذاء التجاري، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والروبوتات والطائرات بدون طيار والبلوكشين". 

وتشمل المخاوف التلاعب بالعملاء وإبعاد عملية صنع القرار عن المزارعين واستبدال العاملين في سلسلة الغذاء والتحكم فيهم بطريقة حسابية وارتفاع التكاليف المناخية لاستخدام البيانات. 

لكن شركات الأغذية تجادل بأن استخدامها لهذه التكنولوجيا يعزز من كفاءة خدماتها، مما يمكّنها من استخدام موارد أقل قيمة مثل المياه والأسمدة ومبيدات الحشرات وتبسيط العمليات لتقليل التكاليف على المستهلكين.

قمة الأمن الغذائي

ويأتي هذا التقرير بعد يوم على استضافة مقر الأمم المتحدة قمة عن الأمن الغذائي، على هامش الدورة 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة، في ظل ارتفاع أسعار الغذاء والتغير المناخي والحرب في أوكرانيا، التي أثرت على المحاصيل الزراعية.

وطالب المشاركون في القمة، باتخاذ إجراءات سريعة للحد من أزمة الغذاء العالمي، بينما اعتبر بعض المشاركين أن روسيا مسؤولة عن تفاقم هذه الأزمة.

وكشف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي حضر القمة أن الرئيس الأميركي جو بايدن سيعلن مساعدةً أميركية جديدة مخصصة لحل هذه الأزمة العالمية الملحة. كما طالب بلينكن بتمديد اتفاق تصدير الحبوب الذي أبرمته روسيا وأوكرانيا أواخر شهر يوليو/ تموز الماضي بوساطة الأمم المتحدة وتركيا، لمدة 4 أشهر.

وبحسب الأمم المتحدة، يموت ما يقرب من 20 ألف شخص يوميًا بسبب الجوع، بمعدل شخص كل 4 ثوانٍ، أي أن أكثر من نصف مليون إنسان يقضون جوعًا كل شهر. 

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
Close