انتهت الفترة الزمنية المحددة للهدنة الإنسانية بين الحكومة في اليمن وجماعة الحوثي عند الساعة السابعة مساء بالتوقيت المحلي (16:00 ت.غ)، دون إعلان تمديدها.
وبحسب مراسل "العربي" من صنعاء لم يعلن حتى الآن عن تمديد الهدنة، فيما تترقب الأوساط اليمنية ما ستسفر عنه الساعات القادمة وإن كانت الضغوط الدولية ستنجح في إقناع كافة أطراف الصراع بتمديد إضافي لوقف النار.
طريق مسدود
وكان المجلس السياسي الأعلى للحوثيين، قد أعلن في وقت سابق أن محادثات تمديد الهدنة قد وصلت إلى طريق مسدود، محمّلًا دول التحالف المسؤولية عن تعثرها بسبب "تمسكها بالإجراءات التي تعرقل اليمنيين".
كما أشار إلى أن الجماعة قدمت 3 مقترحات لفتح الطرق في تعز "إلا أن الطرف الآخر رفض ذلك"، وأضاف مسؤول حوثي أن مطالب الجماعة تجسدت في إقرار المساواة بين الموظفين اليمنيين مدنيين وعسكريين ومتقاعدين، في صرف المرتبات دون تمييز بين محافظة وأخرى.
ورفضت جماعة الحوثي مقترحًا أمميًا بشأن تمديد الهدنة، وقالت في بيان: "يستهجن المجلس تلكؤ الأمم المتحدة"، لافتًا إلى أن طرحها لمقترح تمديد الهدنة "لا يرقى لمطالب الشعب اليمني ولا يؤسس لعملية السلام".
وصلت إلى طريق مسدود.. جماعة الحوثي تُحمّل دول التحالف مسؤولية فشل المحادثات في #اليمن👇 pic.twitter.com/0yJuUzOOui
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 2, 2022
الأمور تسير نحو "مرحلة حرجة"
تزامنًا، أعلن المتحدث العسكري للحوثيين أنه على الشركات النفطية العاملة في الإمارات والسعودية ترتيب أوضاعها للمغادرة بعد انتهاء الهدنة.
في هذا الإطار، أكد مراسل "العربي" من صنعاء خليل القاهري، أن التطورات تسير نحو "مرحلة حرجة من التعقيد بين الطرفين"، خاصة وأن التصريحات الأخيرة للحوثي تعود إلى مراحل سابقة عندما كانت الأوضاع في ذروة العمليات العسكرية.
واستنكر رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي موقف جماعة الحوثي من المفاوضات قائلًا أثناء استقباله المبعوث الأممي الخاص هانس غروندبرغ، أن المجلس والحكومة "ملتزمان بمساعي السلام والهدنة".
كما أشاد بدور الأمم المتحدة في اليمن، مؤكدًا على دعمها وأهمية زيادة الضغوط الدولية على الحوثي للتعاطي الجاد مع المبادرة، "لتغليب مصلحة اليمنيين على مصالح إيرام".
تحرك دولي
وكانت الحكومة اليمنية، قد أعلنت أمس السبت، على لسان مصدر مسؤول أنها "ستتعاطى بإيجابية مع مقترح أممي لتمديد الهدنة".
وخلال الـ24 ساعة الماضية، دعت عدة دول أطراف النزاع اليمني إلى تمديد الهدنة وتوسيعها، وتغليب مصالح الشعب، من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا والصين وروسيا وفرنسا، وهي الأعضاء الـ5 دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي.
وفي 2 أبريل/ نيسان الماضي، بدأت هدنة بين الحكومة الشرعية اليمنية والحوثيين، وتم تمديدها مرتين، لمدة شهرين في كل مرة.
ويشهد اليمن، منذ أكثر من 7 سنوات، حربًا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، مدعومة بتحالف عسكري تقوده الجارة السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران والمسيطرين على محافظات بينها صنعاء منذ سبتمبر/ أيلول 2014.