أعادت عملية انتزاع 6 من الأسرى الفلسطينيين لحريتهم بالفرار من سجن جلبوع الإسرائيلي؛ الأضواء مجددًا على السجون في دولة الاحتلال التي تحتجز نحو 5 آلاف أسير يعيشون "أوضاعًا إنسانية ونفسية صعبة".
وتشير إحصائيات مركز المعلومات الوطني التابع للسلطة الفلسطينية إلى أن عدد الأسرى في سجون الاحتلال بلغ في يونيو/ حزيران الماضي نحو 4850 أسيرًا من بينهم 41 أسيرة و225 من الأسرى الأطفال.
كما سُجل نحو 615 حالة اعتقال بحق الفلسطينيين خلال شهر يونيو وحده.
ويعاني أكثر من 500 أسير وأسيرة، بحسب هيئة شؤون الأسرى والمحررين، من أمراض مختلفة، بينهم العشرات من ذوي الإعاقة ومرضى السرطان.
ويتوزع إجمالي أعداد الأسرى الفلسطينيين على 23 سجنًا ومعتقلًا ومركز توقيف، تصفها المؤسسات الحقوقية بـ"الأسوأ على المستوى العالمي".
وتعتبر هذه السجون وسيلة إسرائيلية لممارسة "سياسة العقاب الجماعي بحق الفلسطينيين في معركتهم للكفاح الوطني"، بحسب مركز المعلومات الفلسطيني.
وتشير المعلومات المنشورة في مؤسسات تعنى بالأسرى إلى أن أول تاريخ لإنشاء السجون في الأراضي الفلسطينية المحتلة يعود إلى عام 1968. فما هي هذه السجون؟ وأين تقع داخل الأراضي المحتلة؟
سجن جلبوع
وفق مؤسسة الضمير، تأسس سجن جلبوع تحت إشراف خبراء أيرلنديين، وقد افتتح عام 2004. ويقع السجن بالقرب من سجن شطة في منطقة بيسان شمال فلسطين المحتلة.
ويوصف السجن بأنه "الأشد حراسة" من بين السجون الإسرائيلية. ويقول المركز الوطني للمعلومات إن الاحتلال الإسرائيلي يحتجز داخل هذا السجن، الذي شهد عملية فرار 6 من الأسرى، اليوم الإثنين، "أسرى فلسطينيين يتهمهم بالمسؤولية عن تنفيذ عمليات استشهادية داخل أراضي فلسطين المحتلة عام 1948".
سجن بئر السبع
يتضمن سجن بئر السبع، الذي أنشأ عام 1970، أربعة سجون كل واحد منها منفصل عن الآخر.
وبحسب هيئة شؤون الأسرى والمحررين، يخصص السجن أقسامًا منفصلة لـ"السجناء الأمنيين والجنائيين". كما يحتوي على أقسام زنازين للعزل الانفرادي.
سجن عسقلان
أنشئ سجن عسقلان المركزي في عهد الانتداب البريطاني كمقر لقيادة الجيش البريطاني في مدينة عسقلان، وكذلك كسرايا لاستقبال الوفود البريطانية الرسمية. وحوّلته إسرائيل إلى سجن مركزي عام 1970.
ويصف مركز المعلومات الوطني الفلسطيني افتتاح سجن عسقلان بأنه "الأكثر فاشية" في تاريخ السجون الإسرائيلية خاصة أنه خصص للأسرى "أصحاب الأحكام العالية"
وكان يطلق على السجن تسمية "التشريفة"، حيث كان الأسرى يمرون بين طابورين لدرك السجون، من البوابة وصولًا إلى غرف وزنازين السجن، بينما تنهال عليهم الهراوات على كامل أجسادهم.
سجن الرملة
يعد سجن الرملة "المعبر الرئيسي" للتنقل بين كافة السجون الإسرائيلية، حيث عادة ما يتم وضع الأسرى المنقولين من سجن إلى آخر في هذا السجن قبل إرسالهم إلى السجون الأخرى.
وأنشئ سرايا الرملة عام 1934 إبان الانتداب البريطاني، وبعد إعلان ما يسمى "دولة إسرائيل" عام 1948 تحول إلى مركز للجيش الإسرائيلي.
وفي عام 1953 تم تخصيص جزء من السرايا كسجن للفدائيين الفلسطينيين قبل تحويله عام 1967 إلى سجن مركزي للأسرى الفلسطينيين، خصوصًا للأسرى من مدينة القدس.
معتقل "المسكوبية"
يقع السجن في القسم الشمالي من مدينة القدس وأقيم في عهد الانتداب البريطاني، ويعرف بـ"السجن المركزي" المخصص للتوقيف والاعتقال والتحقيق العسكري، حيث يطلق عليه اسم "المسلخ"، بحسب هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين.
سجن النقب الصحراوي
افتتح السجن لأول مرة عام 1988 حيث احتجز فيه أكثر من 50 ألف معتقل فلسطيني إلى أن أغلق عام 1995، قبل إعادة افتتاحه عام 2000 بعد اندلاع انتفاضة الأقصى.
ويقع المعتقل على بعد حوالي 180 كلم جنوب مدينة القدس المحتلة على مقربة من الحدود المصرية.
وتقول هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين إن سجن النقب الصحراوي يتكون من ثلاثة أقسام كبيرة وثمانية أقسام داخلية يتسع كل قسم منها إلى 120 أسيرًا، ويتكون كل قسم من 6 خيم، حيث يدار من مصلحة السجون الإسرائيلية المعروفة بـ"الشاباص" منذ نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2006.
سجن "عوفر"
تم إنشاء سجن عوفر على أراضي بيتونيا غرب مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة في فترة الانتداب البريطاني، ويطلق عليه الأسرى اسم "غوانتانامو"، نظرًا لسوء الأحوال داخله.
ويقول مركز المعلومات الفلسطيني إن كل خيمة من خيام سجن "عوفر" يُحتجز فيها 30 أسيرًا فلسطينيًا يعانون داخلها من نقص من الطعام والملابس وسوء الرعاية الصحية، فضلا عن انقطاع الأسرى تماما عن العالم الخارجي.
سجن "نفحة" الصحراوي
يقع سجن نفحة الصحراوي في جنوب شرق فلسطين المحتلة، ويتضمن سجني "رامون" و"نفحة القديم"، اللذين يتسعان لنحو ألف أسير.
ويعد سجن نفحة من بين أشد السجون الإسرائيلية "قسوة"، بحسب هيئة شؤون الأسرى والمحررين.
وتم تأسيس السجن خصيصًا للقيادات الفلسطينية من المعتقلين في مختلف السجون، بغرض عزلهم عن بقية السجون الأخرى.
وشهد سجن نفحة أطول إضراب عن الطعام نفذه الأسرى في يوليو/ تموز عام 1980، وأسفر عن استشهاد اثنين منهم.
عزل سجن "أيالون"
يقع السجن في منطقة وسط فلسطين قرب مدينة "نتانيا"، ويتكون من عدة أقسام، حيث يعتقل الاحتلال فيه "السجناء الأمنيين والجنائيين".
معتقل الجلمة "كيشون"
يقع معتقل الجلمة على مفترق منطقة الجلمة على الطريق العام بين حيفا والناصرة شمال فلسطين المحتلة، وأعيد افتتاحه خلال انتفاضة الأقصى.
ويعد من مراكز التوقيف ذات "الطبيعة الأمنية المشددة جدًا"، ويتم احتجاز الأسرى فيه إلى حين الانتهاء من التحقيق معهم، بحسب هيئة شؤون الأسرى.
سجن الدامون
تم إعادة افتتاحه خلال انتفاضة الأقصى عام 2000، ويقع في الشمال، في أحراش الكرمل بحيفا، وأقيم في عهد الانتداب البريطاني.
سجن هداريم
أسس على نظام السجون الأميركية، وأنشأ كسجن مدني، لكنه افتتح قسمًا خاصًا بـ"الأسرى الأمنيين الفلسطينيين"، حيث يقع بين مدينتي طولكرم ونتانيا.
سجن هشارون
يقع بالقرب من سجن هداريم، أسس في السبعينيات من القرن الماضي، وخصص مؤخرًا للنساء من "الأسيرات الأمنيات".
سجن نيتسان
أقيم عام 1978 داخل سجن أيالون، وسُمي معتقل الرملة، فيما تم استبدال اسمه عام 1981 باسم "نيتسان"، وخصص لاستيعاب 740 معتقلًا.
سجن أوهالي كيدار
يتضمن أربعة سجون كل واحد منها منفصل عن الآخر وهي: "أوهلي كيدار" و"إيشيل" للسجناء الأمنيين، وسجن "ديكل" للسجناء الجنائيين وسجن "أيلا" المغلق الذي يستخدم للعزل في حالات معينة كالإضراب عن الطعام.
مراكز التوقيف والتحقيق
تشير هيئة شؤون الأسرى ومركز المعلومات الفلسطيني إلى أن انتشار مراكز التوقيف المختلفة في الأراضي المحتلة، ومن بينها :
مركز توقيف سالم: يضم محكمة، ويقع شمالي إسرائيل، ويحتجز فيه 40 معتقلًا.
مركز توقيف حوارة: يقع بالقرب من نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، يُنقل إليه أسرى المنطقة بشكل أولي للتحقيق معهم، قبل أن يتم نقلهم لمراكز تحقيق أخرى داخل إسرائيل.
مركز توقيف عصيون: يقع بين الخليل وبيت لحم.
مركز تحقيق بيتح تكفا: يقع وسط إسرائيل، وأنشأ للتحقيق العسكري مع الأسرى الفلسطينيين، وتُعرف غرفه وزنازينه بأنها لا تحتوي على أي نوافذ.
مركز تحقيق المسكوبية: يقع وسط إسرائيل، أقيم في عهد الانتداب البريطاني، وهو مخصص للتحقيق والاحتجاز.