قرر الأسرى الفلسطينيون في سجن "عوفر" الإسرائيلي غربي رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة إرجاع جميع وجبات الطعام لإدارة السجن، الخميس.
يأتي ذلك مساندة لإضراب 30 أسيرًا عن الطعام لليوم الـ12 رفضًا لاعتقالهم الإداري (من دون تهمة)، وفق بيان لجمعية نادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي).
ولفت البيان إلى أن 900 معتقل في سجن "عوفر" الإسرائيلي قرروا إرجاع وجبات الطعام ليوم واحد إسنادًا لرفاقهم المضربين.
وذكر نادي الأسير أن المعتقلين الإداريين مستمرون في إضرابهم، ولا يوجد أي مؤشرات أو نتائج لأي حوارات مع إدارة سجون الاحتلال.
وأشار إلى أن الأسرى المضربين ينتظرون رد إدارة سجون الاحتلال على مطالبهم، التي من المتوقع أن تكون بعد انتهاء الأعياد اليهودية، وفي حال كان الرد سلبيًا سيدخل أسرى جدد في الإضراب.
وعن الحالة الصحية للمعتقلين المضربين عن الطعام، قال المتحدث باسم هيئة شؤون الأسرى والمحررين حسن عبد ربه: إن "علامات التعب والإعياء بدأت تظهر على الأسرى المضربين عن الطعام، كما بدأوا يعانون من نقصان الوزن".
وفي 25 سبتمبر/ أيلول الماضي، شرع 30 أسيرًا فلسطينيًا ينتمون إلى "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، في إضراب مفتوح عن الطعام احتجاجًا على اعتقالهم الإداري.
وقال الأسرى في بيان وقتها: "كي نتمكن من الحياة، وفي سياق نضالنا المستمر نشرع في إضراب مفتوح عن الطعام، ومطلبنا هواء نقي وسماء بلا قضبان ومساحة حرية ولقاء عائليّ على مائدة".
وأضاف الأسرى، أن معركتهم ضد سياسة الاعتقال الإداري، معربين عن أملهم في "أن تتدحرج المعركة بانضمام كل المعتقلين الإداريين لها".
الاعتقال الإداري
والاعتقال الإداري قرار حبس بأمر عسكري إسرائيلي بزعم وجود "ملف سري" للمعتقل دون توجيه لائحة اتهام، ويمتد لـ6 أشهر قابلة للتمديد مرات عديدة.
وفق نادي الأسير الفلسطيني تعتقل إسرائيل في سجونها نحو 4650 فلسطينيًا، بينهم 780 معتقلًا إداريًا، منهم 6 قاصرين على الأقل وأسيرتان، حتى 24 سبتمبر/ أيلول، أغلبهم في سجني النقب (جنوب) وعوفر.
وأصدرت سلطات الاحتلال منذ عام 2015 وحتى العام الجاري ما يزيد على 9500 أمر اعتقال إداري، ومنذ بداية العام الجاري أصدرت نحو 1365 أمر اعتقال إداري، أعلاها كان في شهر أغسطس/ آب الماضي حيث بلغت 272 أمر اعتقال.
ومنذ أواخر عام 2011، حتى نهاية العام الجاري، نفذ الأسرى ما يزيد على 400 إضراب فردي، جلها ضد الاعتقال الإداري.
وتعيش عائلات الأسرى الفلسطينيين معاناة مستمرة في رحلتها لزيارة أبنائها في سجون الاحتلال، حيث تبدأ المعاناة في الصباح الباكر، وتمر بعقبات متتالية منها الطريق الطويل وإجراءات التفتيش والانتظار ساعات طويلة من أجل اقتناص مجرد دقائق معدودة مع الأسير.
أما في السجن، فتنتظر الأهالي لقاءات غير مكتملة مع أحبتهم، بلا عناق ومن خلف حواجز زجاجية.
وفي حديث سابق لـ"العربي"، أوضح رئيس لجنة أهالي الأسرى والمعتقلين المقدسيين أمجد أبو عصب أن سلطات الاحتلال تقوم بتنفيذ مجموعة من الإجراءات الظالمة بحق الأسرى.
وأضاف أن إسرائيل تستغل يوم الزيارة لاتخاذ مزيد من الإجراءات الظالمة، وتحديدًا في وضع الأسرى في أماكن بعيدة عن أماكن سكنهم؛ إما في أقصى شمال فلسطين أو في أقصى جنوبها في صحراء النقب بالقرب من الحدود المصرية.