أعلنت الجزائر استعدادها لدعم الاستحقاق الانتخابي في ليبيا، ولعب دورٍ أكبر يتماشى والأوراقَ التي تمتلكها دبلوماسيًا واقتصاديًا في المعادلة الليبية.
جاء ذلك على هامش الزيارة الخاطفة التي أجراها وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم إلى ليبيا، التي تبدو في مواجهة مخاض سياسي وأمني عسير؛ بانتظار لحظة إعادة السيادة للشعب الليبي عبر صناديق الاقتراع.
وبدت هذه الزيارة محطة لكسر الجليد وإعادة الدفء المفقود على محور الجزائر طرابلس، مع سعي الجزائر لضبط عقارب ساعتها من جديد على موعد الانتخابات في البلد الجار الذي دفع ثمن الاقتتال الداخلي لسنوات.
إلا أنّ الجزائر لن تجد الطريق مفروشةً بالورود؛ إذ إنّ جهات إقليمية ودولية منافسة ألقت بثقلها في المشهد الليبي، فيما رسمت جولات الحوار السياسي الليبي في المغرب وتونس برعاية أممية معالم واقع جديد.
"جزء من الحلّ"
ويوضح أستاذ العلوم السياسية في جامعة الجزائر توفيق بوقعدة أنّ الجزائر تريد أن تلعب أدوارًا بما تمليه عليها مكانتها، مشيرًا إلى أنّ الجزائر غُيّبت في مراحل سابقة، ولا سيّما في مراحل احتدام الصراع عن الواقع الليبي، وهي تسعى أن تكون جزءًا من الحلّ لا المشكلة.
ويلفت بوقعدة، في حديث إلى "التلفزيون العربي"، إلى أنّ عودة الجزائر للمشهد الليبي تأتي في ظلّ تحوّلات عديدة سواء على المستوى الإقليمي أو على مستوى الداخل الليبي، وفي ظلّ صراعات لا تزال "الكيديّة" في التعامل معها تغلب.
ويشدّد على أنّ الجزائر دعمت اتفاقية بوزنيقة، ودعمت قبل ذلك اتفاق الصخيرات، وكل الجهود الرامية لإيجاد حلّ للصراع الليبي، معتبرًا أنّه "لا يهمّ من يبادر لإيجاد حلّ بقدر ما يهمّ الحلّ في حدّ ذاته".
وحول الإضافة التي يمكن أن تقدّمها الجزائر، يوضح أنّ "لديها ارتباطات وعلاقات مع كل مكونات الشعب الليبي بقبائله وبمكونات مناطقه"، كما أنّ لديها الكثير من الأوراق التي ستعمل من أجل استخدامها؛ لتهدئة الأجواء داخل ليبيا، ودفع الأطراف للخيارات السياسية، كما كانت تنادي دائمًا.