كشف رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري عزمه الدعوة إلى طاولة حوار مفتوح بعد انتهاء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
وقال بري في تصريحات صحافية إن البلد لم يعد يحتمل عدم انتظام المؤسسات الدستورية، مؤكدًا الحاجة لإعادة تفعيل عملها من أجل السير قدمًا لإنقاذه.
ولفت إلى أن الحوار الذي يسعى له يأتي تحت عنوان تأمين أوسع تأييد نيابي لانتخاب رئيس توافقي، مشيرًا إلى أن المطلوب اليوم وقف الانهيار غير المسبوق كشرط أساسي للانتقال به إلى مرحلة التعافي.
ويعقد البرلمان اللبناني جلسته الرابعة صباح غد الإثنين، لانتخاب رئيس للبلاد، بعد فشل ثلاث جلسات مماثلة لانتخاب رئيس خلفًا للرئيس ميشال عون الذي تنتهي ولايته في 31 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، مما يجعل البلاد أقرب إلى شبح حدوث فراغ في الكرسي الرئاسي.
أسبوع مفصلي
وأفاد مراسل "العربي" في بيروت علي رباح بأنّه لم تصدر حتى الآن ردود فعل على طرح بري لفكرة الحوار، مشيرًا إلى أنّ رئيس البرلمان كان واضحًا بأنّ هذا الحوار سيعقد بعد انتهاء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد.
ولفت إلى أنّ الكثيرين رأوا في هذا الأمر إقرارًا مبكرًا بأنه لن يحصل انتخاب رئيس في هذا الأسبوع رغم الدعوة لجلسة رابعة، ما سيُدخل البلاد في فراغ رئاسي.
وأوضح المراسل أن هذه الدعوة ليست جديدة ولا استثنائية، إذ اعتاد رئيس البرلمان على الدعوة لطاولات حوار منذ الأزمة السياسية التي عصفت بالبلاد عام 2005 على خلفية اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري.
وبحسب معطيات "العربي"، فإنّ طاولة الحوار التي سيدعو إليها بري هذه المرّة ستكون في مجلس النواب بعدما كانت الحوارات تجري سابقًا في القصر الجمهوري.
ولفت مراسلنا إلى أن رئيس مجلس النواب كان قد حذر الأسبوع الماضي من دخول البلاد في فوضى دستورية، وسط خشية من وجود فراغين رئاسي وحكومي، بمعنى أن لبنان أمام أسبوع مفصلي في الموضوع الحكومي.
واستدرك قائلًا: "إذا لم تتشكل الحكومة فسيكون هناك فوضى دستورية جدية وهذا ما استبقه نبيه بري للدعوة إلى طاولة الحوار".
فشل الجلسة الثالثة
والخميس الماضي، حضر 119 برلمانيًا من أصل 128 نائبًا الجلسة العامة لانتخاب رئيس جمهورية جديد، لمدة نصف ساعة.
وتتطلب قواعد الانتخابات نصابًا بثلثي أعضاء البرلمان المنقسم سياسيًا، مما يعني أنه لا يمكن لأي حزب أو تحالف أن يفرض خياره.
وأظهر فرز بطاقات التصويت وجود 55 ورقة بيضاء و17 ورقة كتب عليها "لبنان الجديد"، بينما حصل السياسي ميشال معوض على دعم 42 مقابل صوت واحد لميلاد بوملهب، وحملت الأصوات الباقية شعارات سياسية كان من بينها "دكتاتور عادل".
وحدد رئيس مجلس النواب نبيه بري الجلسة المقبلة في 24 أكتوبر/ تشرين الأول. وسبق أن شغر منصب الرئيس عدة مرات منذ الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990.