أعربت ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا عن "قلقها" إزاء التوترات المستمرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكدة على أهمية وقف التصعيد، وذلك في بيان صدر الأربعاء عن وزارات خارجية هذه البلدان.
وقال البيان:" في ظل هذا الوضع، من المهم وقف تصعيد الاشتباكات، لذلك نطالب جميع الأطراف الامتناع عن أي استفزاز وعمل أحادي الجانب لتخفيف التوتر وإعادة الهدوء".
ولفت البيان أن "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ضد الهجمات المسلحة"، مستدركًا بالقول: " لكن عليها أن تحترم القانون الدولي وأسس حقوق الإنسان عند القيام بذلك".
وجاء هذا البيان عقب زيارة قام بها سفراء وقناصل أجانب من إيطاليا وسويسرا وتركيا إضافة إلى دول أخرى، إلى مدينة نابلس للاطلاع على أوضاعها وإجراء تقييم ميداني في ظل الحصار الإسرائيلي المفروض عليها منذ أكثر من أسبوعين.
دور "محدد"
من جانبه، اعتبر الكاتب السياسي، ماجد كيالي أن الزيارة الأوروبية إلى نابلس تأتي في إطار الدور الأوروبي الذي لطالما كان تقليديًا و"محددًا" حيث يدعم التسوية بين فلسطين وإسرائيل على أساس دولتين وشعبين، لكن لا يستطيع القيام بالمزيد لأن الطرف الأميركي هو "سيد اللعبة" ويغطي على الاعتداءات الإسرائيلية والممارسات العنصرية والداعم المطلق لسياسات إسرائيل.
وأوضح كيالي في حديث إلى "العربي" من برلين، أن السفراء الأوروبيين عادة ما يذهبون إلى مناطق الاشتباك حيث سبق أن توجهوا إلى حي الشيخ جراح والقدس وغيرها من المناطق التي يحتدم فيها الصراع في محاولة منهم لتهدئة الأوضاع.
والثلاثاء، استشهد 5 فلسطينيين وأصيب 20 آخرون في نابلس، خلال عملية عسكرية نفذها الجيش الإسرائيلي استهدفت نشطاء مجموعة "عرين الأسود" المسلحة، التي تتخذ من البلدة القديمة مقرًّا لها.
الفلسطينيون يشيعون جثامين شهداء مجموعة "عرين الأسود" الذين قتلهم جيش الاحتلال في #نابلس#فلسطين تقرير: عميد شحادة pic.twitter.com/P2aJQsqvGA
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 25, 2022
ومنذ 12 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، تعيش نابلس ومخيماتها تحت حصار مشدد، فرضه الجيش الإسرائيلي إثر مقتل أحد جنوده برصاص مجموعة "عرين الأسود"، ردًا على اعتداءات الجيش والمستوطنين المتواصلة بحق الفلسطينيين.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، قد قال في تصريحات لهيئة البث الإسرائيلية: إن أجهزة الجيش ومخابراته أحبطت أكثر من 370 هجومًا فلسطينيًا خلال الأشهر الأخيرة، مضيفًا أن تل أبيب بعثت رسالة للسلطة الفلسطينية تطالبها بكبح جماح "الإرهاب" على حد وصفه، في حال أرادت عدم دخول القوات الإسرائيلية إلى المدن الفلسطينية.
إلى ذلك، قال الرئيس الأميركي جو بايدن خلال استقباله نظيره إسحق هرتسوغ في واشنطن: لو لم تكن إسرائيل موجودة لكان على واشنطن "أن تخترع واحدة"، مؤكدًا أن بلاده ملتزمة بتقديم دعم "لا محدود" لتل أبيب.