الجمعة 20 Sep / September 2024

"تراشق لفظي" بين إسرائيل وإيران.. "رسالة" لبايدن أولًا

"تراشق لفظي" بين إسرائيل وإيران.. "رسالة" لبايدن أولًا

شارك القصة

يعتبر الإيرانيون أنّ الأضواء الخضر الأميركية تجاه تل أبيب للتصرف كما تريد، "مطفأة حتى الآن"، وأنّ "زمن غسل الثياب الإسرائيلية في قلب البيت الأبيض ما عاد مُتاحًا في ولاية بايدن".

تصدّر "التراشق اللفظي" بين إسرائيل وإيران الاهتمامات الدوليّة في الساعات الأخيرة، بعدما ارتفعت وتيرتها إلى الحدّ الأقصى، واستعادت أجواء "الحرب العسكرية"، بعد أيام على وصول الرئيس الأميركي جو بايدن إلى البيت الأبيض.

وافتتحت إسرائيل هذا التراشق، عندما لوّح رئيس أركانها بعمل عسكري ضد إيران إن عادت واشنطن إلى الاتفاق النووي بشروطه السابقة. ولم يتأخّر الرد الإيراني، حيث تعهدت طهران برد ساحق على أي خطوة "متهوّرة"، على حدّ وصفها.

وفيما تبدو الإدارة الأميركيّة الجديدة "متريّثة"، تُطرَح علامات استفهام حول مدى جدية التهديدات الإسرائيلية المتسارعة، وما إذا كانت تل أبيب توجّه رسائلها إلى واشنطن أم إلى طهران، وبالتالي حول احتمالات الحرب والسلام في عهد إدارة بايدن.

لكنّ الإيرانيّين يقلّلون من شأن التهديدات، بوصفها "حربًا نفسيّة لا قيمة لها"، استنادًا إلى أنّ " الأضواء الخضر الأميركية تجاه تل أبيب للتصرف كما تريد، مطفأة حتى الآن"، وأنّ "زمن غسل الثياب الإسرائيلية في قلب البيت الأبيض ما عاد مُتاحًا في ولاية بايدن".

الحرب قريبة؟

برأي مدير مركز القدس للدراسات عماد أبو عواد، فإنّ هناك أكثر من رسالة داخلية وخارجية خلف التهديدات الإسرائيلية، إلا أنّها ترتبط بصورةٍ أساسيّة بقرب موعد الانتخابات الإسرائيلية في مارس/ آذار المقبل.

ويوضح أبو عواد، في حديث إلى "التلفزيون العربي"، أنّ سخونة الملف الأمني في الساحة الإسرائيلية تدعم بشكل كبير التوجهات اليمينية التي يقودها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ويشير، انطلاقًا من ذلك، إلى أنّ الرسالة داخلية أولًا، وهدفها التأكيد للجمهور الإسرائيلي بأن المشكلة مع إيران، وأن الحرب ضدها ربما تكون قريبة، وبالتالي فإنّ نتنياهو قد يكون الأفضل لعلاج هذه القضية.

أما الرسالة الثانية فخارجية للولايات المتحدة، وفق ما يقول أبو عواد، ومفادها بأنّ على بايدن أن ينسّق كامل الخطوات المقبلة في الملف الإيراني مع إسرائيل.

لكنّ الباحث الفلسطيني يعرب عن اعتقاده بأنّ التهديدات غير جدية، مشيرًا إلى أنّ إسرائيل لا يمكن أن تقدّم على خطوة أحادية الجانب تجاه إيران.

"بالونات اختبار"

ويشاطر الباحث السياسي الإيراني مصدق مصدق بور رأي أبو عواد، إذ يعتبر أنّ التصريحات الإسرائيلية لا قيمة لها، وهي مجرد بالونات اختبار.

ويشبّه بور، في حديث إلى "التلفزيون العربي"، الإسرائيليّين بـ"الطائر المذبوح الذي يستميت من أجل البقاء"، مشيرًا إلى أنّ اليمين المتطرف في إسرائيل يشعر -بعد ذهاب ترمب- بأنّه أُزيح من المشهد، وهو لذلك يحاول الإبقاء على سخونة الملف الأمني.

ويجزم الباحث الإيراني أنّ طهران لم تتلقَ التصريحات على محمل الجد مطلقًا، وهي تعتبر أنّه ليس من اختصاص رئيس الأركان توجيه الرسائل السياسية، وترى أنّه "يكذب حين يدّعي أنّ لديه خطة متكاملة".

ويتحدّث بور عن "تخبّط" واضح لدى الإسرائيليّين، معربًا عن اعتقاده بأنّ التهديدات الأخيرة، "محاولة إرسال رسالة بالنيابة عن نتنياهو إلى بايدن"، لكنّه يشير إلى أنّها "لن تنطلي" عليه.

القدرات والدوافع موجودة

من جهته، يؤكد الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية مارك فيتزباتريك أنّ الرسائل الإسرائيلية موجّهة لواشنطن، ولإدارة بايدن بالدرجة الأولى.

ويوضح فيتزباتريك، في حديث إلى "التلفزيون العربي"، أنّ الإسرائيليين واضحون بأنّهم لا يريدون أن يعود بايدن للعلاقات مع طهران، ولا يريدون منه أن يعيد الاتفاق النووي من دون إضافة شروط أخرى.

وإذ يعرب عن اعتقاده بأنّهم يريدون من الرئيس الأميركي الاستمرار في الضغط على إيران، يشير إلى أنّهم يحذرونه أيضًا من أنّ إسرائيل يمكنها أن تتصرف بمفردها تصرفات لا تحبها الولايات المتحدة.

ومع أنّ فيتزباتريك يشير إلى أنّ التصريحات الإسرائيلية قد تكون "تهديدًا فارغًا"، إلا أنّه ينبّه في الوقت نفسه، إلى أنّ إسرائيل لديها القدرات للتصعيد العسكرية، كما أنّ الدوافع لمثل ذلك متوافرة أيضًا.

تابع القراءة
المصادر:
التلفزيون العربي
تغطية خاصة
Close