الأحد 13 أكتوبر / October 2024

تونس.. انتشار صالونات الوشم مع غياب قانون ينظّم عملها

تونس.. انتشار صالونات الوشم مع غياب قانون ينظّم عملها

شارك القصة

نافذة على "العربي" حول ظاهرة انتشار صالونات الوشم في تونس (الصورة: العربي)
قبل فترة زمنية بعيدة كان الوشم في تونس يعبّر عن انتماء قبلي، بينما راهنًا بات يرمز للتحرر والثورة على المجتمع.

باتت ظاهرة انتشار صالونات الوشم في تونس مألوفة على الرغم من غياب قانون ينظّم عملها.

ويؤكد القائمون على تلك الصالونات أن عمليات الوشم لا تقتصر على الفنانين وبعض الشخصيات المجتمعية بعينها، بل شملت فئات كثيرة من المجتمع التونسي، باعتبارها وسيلة للتعبير عن الذات كما يقول مولعون بالوشم.

وقبل فترة زمنية بعيدة كان الوشم في تونس يعبّر عن انتماء قبلي، بينما راهنًا بات يرمز للتحرر والثورة على مجتمع رفض ترسيم المهنة قانونيًا.

ثقافة نقيضة

وفي هذا الإطار، قالت صابرين الجلاصي، أستاذة علم الاجتماع والأنثربولوجيا في جامعة سوسة: إن الوشم كان معروفًا في صفوف النساء أكثر من الرجال، وكان يعبر عن انتماء ديني أو قبلي أو حتى رموز لدرء السحر والعين، فضلًا عن الزينة والتجميل، قبل أن يوصم في تسعينيات القرن العشرين من يحمل الوشم بالانحراف الاجتماعي.

وأضافت الجلاصي في حديث لـ "العربي" من تونس، أن هناك دراسات نفسية تقول إن عودة الشباب لاستعمال الوشم يعبر عن القلق وانعدام الثقة في الآخر، ورفض السيطرة على الجسد باعتبار أن جسده ملكه وليس ملك الجميع، ولذلك يخرج كل آلامه النفسية في الأوشام.

واستدركت قائلًا: "إن الوشم يرمز إلى وسيلة احتجاج والتعبير عن الذات والبحث عن امتيازات لجماعات الانتماء الجديدة، وخاصة أن الوشم في صفوف الشباب غالبًا ما يعكس هوية شخصية يمكن خلالها قراءة احتجاجات الشخص، إضافة إلى جذب الأشخاص المتقاربين في الأفكار".

وذهبت الجلاصي للقول: "إن الوشم راهنًا أصبح ثقافة تمارسها الفتيات والشباب، بمعنى أنه بات ثقافة نقيضة لثقافة النظم التقليدية، وهذا ما يفسر انتشار الصالونات الذي يعتبره البعض أثرًا فنيًا".  

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close