الأربعاء 20 نوفمبر / November 2024

عن يوم لا ينسى.. تجارب يرويها شهود عايشوا "دمار سبتمبر العظيم"

عن يوم لا ينسى.. تجارب يرويها شهود عايشوا "دمار سبتمبر العظيم"
السبت 11 سبتمبر 2021

شارك القصة

ركام مركز التجارة العالمي بعد استهدافه بهجمات الحادي عشر من سبتمبر (غيتي)
ركام مركز التجارة العالمي بعد استهدافه بهجمات الحادي عشر من سبتمبر (غيتي)

تُبقي هجمات الحادي عشر من سبتمبر في أذهان من عاشوا الحدث وتعايشوا مع تبعاته، على ذكريات مؤلمة يستعيدونها بين الحين والآخر.

بالنسبة لكثير من هؤلاء تشكّل الذكرى السنوية للاعتداءات موعدًا مشحونًا بالعواطف، تحضر معه ليس فقط تلك المشاهد التي بُثت عبر الشاشات أو شاهدوها عن قرب بأم العين، بل أيضًا ما كانوا يفعلونه وأي مشاعر انتابتهم في تلك اللحظة الصادمة.

في الذكرى العشرين لتلك الأحداث، تعرض صحيفة "الغارديان" البريطانية لمجموعة شهادات أدلى بها قراؤها ممّن لم يسقط ذاك التاريخ بتفاصيله من ذاكرتهم.

في البرج الجنوبي.. ما زلت أستعيد الذكريات

كان إريك على مكتبه في الطابق 36 من البرج الجنوبي، عندما اصطدمت الطائرة الأولى بالبرج الشمالي.

وأمام مشهد كرة النار التي ظهرت من النافذة كانت لحظات من الصدمة، قام على أثرها هو وزملاؤه بإخلاء الطابق وهبوط المبنى لمغادرته.

يلفت الرجل إلى أنه التقى عند وصوله إلى الطبقة الخامسة عشرة تقريبًا حراس الأمن، الذين نصحوا الموظفين في البرج الجنوبي بالعودة إلى مكاتبهم، حيث "لم يكن هناك شيء خاطئ" في مبناهم.

وتنقل الصحيفة عن إريك قوله إنه استطاع أن يشم رائحة وقود الطائرات، وقرّر الاستمرار. 

لدى وصوله إلى منطقة التسوّق تحت الأرض بينما كان يتبع الناس المتجهين إلى المخارج ضربت الطائرة الثانية، وبدأ التدافع بين من يركضون عائدين من الخارج وآخرون مندفعين للخروج.

يتوقف الرجل عند ما شاهده بأم العين بعد خروجه: مبانٍ تحترق وناس يسقطون من النوافذ وعربات إطفاء وسيارات شرطة. ويشير إلى أن أجهزة إنذار كانت تدوّي في كل مكان. 

وفيما تنقّل من محطة مترو إلى أخرى في طريق عودته إلى المنزل، يكشف أنه هاتف زوجته عند إحداها لطمأنتها بأنه بخير.

ويقول إنه ذهب إلى ماكدونالدز واشترى مخفوقًا كبيرًا من الشوكولاتة، وجلس ينتظر والد زوجته ليصطحبه. ولم يتناول مخفوق ماكدونالدز منذ ذلك الحين. 

إريك الذي يقرّ بأنه كان محظوظًا؛ وصل إلى المنزل نظيفًا و(جسديًا) غير مصاب، يقضي الذكرى السنوية كل عام مع عائلته الجديدة. ووفق ما يكشف، ما زال يستعيد ذكريات الماضي التي تثير لديه مشاكل نفسية في مثل هذا الوقت من العام. 

يوم الدمار العظيم في منهاتن في نيويورك (غيتي)
يوم الدمار العظيم في منهاتن في نيويورك (غيتي)

في المستشفى.. سيارات إسعاف لم تصل

يستعيد بوروز لامار يوم عمله في مستشفى جاكوبي، وتحديدًا في مبنى المستشفى الشمالي المركزي، وقت وقوع الهجمات.

يشير إلى أن المبنى كان في برونكس، غير أن موقعه يسمح بإطلالة على مانهاتن والبرجين التوأمين.

وإذ يلفت إلى أن شخصًا يحمل جهاز راديو سمع أن المبنى الأول قد أصيب، يوضح أنه رأى من النوافذ الدخان يتصاعد من أحد المباني قبل إصابة المبنى الثاني.

ويقول لامار: إن تعليمات صدرت في وقت لاحق من ذلك اليوم لجميع الموظفين بالاستعداد، كون المستشفى تضمّ أفضل وحدة حروق في مدينة نيويورك.

ويشير الرجل إلى أنه مع مرور اليوم، لم يتم إحضار أحد لعدم وجود ناجين. وتنقل "الغارديان" عنه قوله إنه لن ينسى أبدًا انتظار سيارات الإسعاف التي لم تصل أبدًا.


اقرأ أيضًا من ملف: 11 سبتمبر وما بعده

في واشنطن.. رنين الهاتف المتواصل

على خارطة وقوع الاعتداءات كانت سوزان بيك في مكان آخر ما تزال قادرة على تحديده؛ في الطابق العلوي من بنك التنمية للبلدان الأميركية في العاصمة واشنطن.

تفيد سوزان بأنها كانت في اجتماع مع امرأة ظل هاتفها يرن، ولم ترد على المكالمات القليلة الأولى، وعندما فعلت أخيرًا قال لها زوجها إن طائرة تحطّمت في البرجين التوأمين. وتوضح أن المرأة أخبرتها بمضمون الاتصال، وبأنها لم تأخذ المسألة على محمل الجد. 

وفيما تواصَل الاجتماع، لاحظت السيدتان طائرة "أميركان إيرلاينز" تحلّق على ارتفاع منخفض للغاية. وبمضي دقائق قليلة جاء أحد الحراس ليهرع بهما مسرعًا إلى الطابق السفلي، حيث تواجدت عدة شاشات تلفاز. وهناك أدركتا سبب محاولات الزوج المتكررة لإخراجهما من المكتب.

وفق الرواية، فإن الطائرة التي رأتها السيدتان كانت تلك التي تحطمت في البنتاغون. 

وتشير سوزان إلى حجم الهدوء المخيف الذي لاحظته لدى خروجها إلى الشارع بعد بضع ساعات، وكذلك الذي شهدته في اليوم التالي عندما قصدت منطقة البرجين المستهدفين في نيويورك.


اقرأ أيضًا من ملف: 11 سبتمبر وما بعده

في مركز السلامة العامة.. صباح جميل ينتهى بالبكاء

لدونا ويل أيضًا جانب من القصة الكاملة لذلك اليوم، الذي كان قد بدأ كصباح جميل مع طقس خريفي مثالي. 

تشير السيدة إلى أنها كانت في عملها في مركز اتصالات السلامة العامة، الذي شهد يومًا عاديًا تعامل فيه الطاقم مع مكالمات الطوارئ وأرسل إلى أقسام الشرطة والإطفاء في مقاطعة فيرفاكس فيرجينيا، إحدى ضواحي واشنطن.

يومها أيضًا كانت أجهزة التلفاز الخاصة بالمركز مضبوطة على الأخبار. وعبرها شاهدت دونا الطائرة الأولى وهي تضرب البرج الأول.

تنقل "الغارديان" عنها قولها: "بالطبع شعرنا بالرعب، لكننا واصلنا عملنا. بعد ذلك بقليل، اصطدمت الطائرة الثانية بالبرج الثاني وعرفنا أننا كدولة نتعرض للهجوم".

وفيما تتحدث دونا عن ورود اتصال يفيد بوقوع انفجار في البنتاغون، توضح أن ما تبقى من اليوم كان ضبابيًا حقًا. 

وتلفت إلى الدور الذي اضطلع به المركز في ذلك اليوم إزاء التطورات، لتقول إنها تتذكر تجوّلها في نهاية المناوبة داخل مكان عملها تحضن كل من تستطيع وتبكي.

المصادر:
ترجمات
Close