بريشته.. طفل فلسطيني يترجم انتهاكات الاحتلال ضد الصيادين في غزة
ينقل طفل فلسطيني معاناة الصيادين في غزة عبر لوحات فنية ويجسّد فاجعة استشهاد ابن عمه الصياد برصاص الاحتلال.
ويبلغ أحمد بكر 12 عامًا وهو من مخيم الشاطئ في غزة. ويقف على ضفاف البحر ويجسد بريشته جريمة إعدام ابن عمه برصاص الاحتلال التي كان شاهدًا عليها عام 2017، بينما كان يبحث عن رزقه في البحر. وعندها انبثقت فكرة مشروع "6 ميل" لدى أحمد. ويعبّر الاسم عن طول الأميال البحرية التي يسمح الاحتلال للصيادين من غزة بالصيد فيها.
ويقول أحمد: "جاءتني هذه الفكرة من ابن عمي لأنه استشهد برصاص الاحتلال الصهيوني ظلمًا، حيث لم يتجاوز المسافة المسموحة له".
معاناة مستمرة
ويسعى أحمد إلى نقل معاناة الصيادين في غزة للعالم لإنقاذ الناجين منهم من الموت برصاص الاحتلال حيث لا تكف زوارق الاحتلال عن ملاحقة قوارب الفلسطينيين وإطلاق النار باتجاههم، ما تسبب باستشهاد العديد من الصيادين طوال السنوات الماضية، ومن ينجو من رصاصهم لا ينجو قاربه الذي يعتمد عليه في عمله. فيقومون بتمزيق الشباك وتدمير المحركات وإحراقها أو مصادرتها.
أمّا اللوحة الأخيرة فقد رسمها من أجل ظلم الاحتلال الصهيوني. ويقول أحمد: "كانت السفن متوقفة على البحر، الاحتلال الصهيوني استهدفها وأطلق عليها النار وقد خربت السفينة ولا أريد أن أقول كيف أصبح حال صاحب السفينة فهذه لقمة عيشه أي مهنته".
كما يعبّر أحمد أيضًا من خلال لوحاته عن معاناة الصيادين في إيجاد معدات العمل جراء حصار الاحتلال الإسرائيلي المفروض على غزة منذ 15 عامًا.
ويقول أحمد: "رسمت لوحة تعبّ عن الماتور الذي لا يدخله الصيادون إلى غزة وفي الوقت نفسه هو باهظ الثمن وعندما يخرب يخرب كله".
ويضيف: "تعبّر اللوحة الأخرى عن الشبك الذي يضطر الصياد لإصلاحه بنفسه لغلاء ثمنه".
تراجع عدد الصيادين وارتفاع نسبة البطالة
ويتعرض الصيادون في غزة باستمرار لانتهاكات وقيود من قبل الاحتلال الذي قلص مساحة الصيد إلى 6 أميال ويعتدي على الصيادين باستمرار، ما دفع العديد من الصيادين إلى ترك المهنة التي تعد الأهم في غزة حيث تراجع عدد الصيادين من 10 آلاف صياد قبل عام 2000 إلى نحو 3 آلاف و600 صياد في عام 2020، بحسب وزارة الزراعة الفلسطينية.
وتشهد المدينة نسبة البطالة الأعلى في العالم، حيث وصلت إلى 46.6% في الربع الأول من عام 2022، بحسب الأمم المتحدة.
كما دفعت انتهاكات الاحتلال الصيادين إلى تحويل قواربهم لأغراض سياحية وفقدانهم المصدر الأساسي للدخل في غزة التي يحتاج فيها 62% من السكان البالغ عددهم 2.1 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية، وفقًا للأمم المتحدة.