طلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الإثنين باسم بلاده، "الصفح" من الحركيين الجزائريين الذين قاتلوا في صفوف الجيش الفرنسي خلال حرب الجزائر، معلنًا إقرار قانون "تعويض" قريبًا.
وقال ماكرون خلال مراسم تكريم في قصر الإليزيه بحضور حركيين سابقين وأسرهم ومسؤولين عن جمعيات وشخصيات: "أقول للمقاتلين: لكم امتناننا، لن ننسى. أطلب الصفح، لن ننسى".
ووعد الرئيس الفرنسي بطرح مشروع قبل نهاية السنة يهدف إلى الاعتراف بالحركيين والتعويض لهم.
وأضاف: "شرف الحركيين يجب أن يحفر في الذاكرة الوطنية"، داعيًا إلى "تضميد الجروح التي يجب أن تندمل من خلال كلام يشدّد على الحقيقة وبادرات تعزز الذاكرة وتدابير ترسخ العدالة".
.@EmmanuelMacron "demande pardon" aux harkis après la guerre d'Algérie et annonce une loi "de reconnaissance et de réparation". 🗣️ "Aux combattants, je veux dire notre reconnaissance ; nous n'oublierons pas. Je demande pardon, nous n'oublierons pas."https://t.co/fECjPFXcXY pic.twitter.com/oEnguZkF7c
— L'Obs (@lobs) September 20, 2021
وتأتي هذه الخطوة بعد أشهر على قرار ماكرون برفع السرية عن أرشيف حقبة حرب واستعمار الجزائر، بعد انتظار دام عدة عقود، إذ صُنفت الوثائق بـ"أحد أسرار وزارة الدفاع".
وكان ماكرون قد رأى في حوار مع صحيفة "لوفيغارو" في أبريل/ نيسان الماضي، أن الرغبة في المصالحة بين الفرنسيين والجزائريين "مشتركة بشكل كبير" على الرغم من وجود "بعض الرفض" في الجزائر.
والحركيون هم مقاتلون سابقون يصل عددهم إلى 200 ألف، جُندوا في صفوف الجيش الفرنسي خلال حرب الجزائر بين عامي 1954 و1962.
وفي نهاية الحرب، تعرّض جزء من هؤلاء المقاتلين الذين تخلت عنهم باريس لأعمال انتقامية في الجزائر. ونقل عشرات الآلاف منهم برفقة الزوجات والأطفال إلى فرنسا حيث وضعوا في "مخيمات مؤقتة" لا تتوافر فيها ظروف العيش الكريم.
وعام 2000، وصف الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة الحركيين بـ"العملاء"، منتقدًا في الوقت ذاته ظروف إيوائهم في فرنسا، لكنه رفض عودتهم إلى الجزائر.