الجمعة 20 Sep / September 2024

"فيلان كبيران في حالة توتر".. ماكرون يدعو من بانكوك إلى وقف المواجهة

"فيلان كبيران في حالة توتر".. ماكرون يدعو من بانكوك إلى وقف المواجهة

شارك القصة

تقرير لـ"العربي" حول انطلاق اجتماعات قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ "أبيك" في بانكوك (الصورة: غيتي)
رأى ماكرون أن منطقة آسيا والمحيط الهادئ التي تشهد منافسة متصاعدة بين الصين وأميركا، يجب أن تعتمد على القوى الإقليمية، بما فيها فرنسا، لضمان التوازن.

أبرز الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة إستراتيجية فرنسا في آسيا-المحيط الهادئ عبر دعوته إلى وقف "المواجهة" في المنطقة، وذلك خلال قمة في بانكوك طغت عليها التوترات في المنطقة.

وقال ماكرون من بانكوك حيث تعقد قمة قادة المنتدى الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) التي بدأت الجمعة: "نحن لا نؤمن بالهيمنة والمواجهة. نؤمن بالاستقرار ونؤمن بالابتكار".

ورأى ماكرون أن منطقة آسيا والمحيط الهادئ التي تشهد منافسة متصاعدة بين الصين والولايات المتحدة، يجب أن تعتمد على القوى الإقليمية، بما فيها فرنسا، لضمان هذا التوازن.

فيلان كبيران في حالة توتر

وقد أحرجت المنافسة بين بكين وواشنطن خصوصًا ما يتعلق بموضوع تايوان، عدة دول في المنطقة لا تريد الاختيار بين القوتين.

وعرض الرئيس الفرنسي عليها طريقًا ثالثًا، وقال: "نحن في الغابة ولدينا فيلان كبيران في حالة توتر متزايد. وإذا زادت حدة توترهما، فسيبدآن بمحاربة بعضهما وهذا سيكون مشكلة كبيرة لبقية الغابة".

وأضاف وسط ضحك الحضور "سنحتاج إلى تعاون العديد من الحيوانات الأخرى.. النمور ، القرود.. إلخ".

ويعتبر إيمانويل ماكرون هذه المنطقة الشاسعة الممتدة من سواحل شرق إفريقيا إلى السواحل الغربية لأميركا أولوية إستراتيجية.

ويقع الجزء الأكبر من المنطقة الاقتصادية الخالصة لفرنسا وهي الثانية في العالم، في هذا القطاع، حول سبعة أراض تمتد من ريونيون إلى كاليدونيا الجديدة وتاهيتي، يعيش فيها 1,65 مليون نسمة.

وتأتي إعادة إطلاق الإستراتيجية الفرنسية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ بعد أكثر من عام بقليل على النكسة التي شكلها إبرام تحالف بين أستراليا والولايات المتحدة وبريطانيا (كواد)، بالنسبة لباريس. وأدت ولادة هذا التحالف الجديد إلى قيام كانبيرا بإلغاء عقد ضخم لشراء اثنتي عشرة غواصة فرنسية تقليدية كانت يفترض أن تبنى في أستراليا.

وقررت أستراليا بدلًا من ذلك شراء غواصات تعمل بالطاقة النووية من الولايات المتحدة أو بريطانيا، وهو تغيير كبير بالنسبة لدولة ذات قدرات ذرية ضعيفة.

وقال الرئيس الفرنسي الخميس: إن عرض التعاون مع أستراليا بشأن الغواصات ما زال "مطروحًا على الطاولة". لكن فيما أكد رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي الجمعة أن كانبيرا تحافظ على "علاقة تعاون جيدة جدًا مع باريس"، قال الجمعة إنه "سيواصل الاتفاقات مع كواد".

ويبقى هامش مناورة فرنسا مقيدًا عسكريًا. فهناك سبعة آلاف جندي فقط ينتشرون بشكل دائم في المنطقة إلى جانب بعض زوارق الدوريات وطائرات الاستطلاع.

"الحرب مشكلتكم أيضًا"

ودعا ماكرون أيضًا الجمعة دول المنطقة إلى دعم "التوافق المتزايد" ضد النزاع في أوكرانيا. وقال في خطابه "هذه الحرب هي مشكلتكم أيضًا".

وترفض دول عدة في الجنوب، في مقدمتها الصين، إدانة الهجوم الروسي رغم أنها تأسف لتداعياته الاقتصادية المضرة التي تؤثر على أسعار الطاقة والمنتجات الغذائية.

وذكر الرئيس الصيني شي جينبينغ الخميس بأن منطقة آسيا - المحيط الهادئ "ليست حديقة أحد".

فعلى مدى يومين وخلف أبواب مغلقة وعلى وقع إطلاق صاروخي، انطلق في بانكوك اجتماع 21 دولة ومنطقة تطل على المحيط الهادئ، إنها قمة منتدى "أبيك للتعاون الاقتصادي بين دول آسيا والمحيط الهادئ.

وتكمن مهمة المنتدى الرسمية في تعزيز التكامل الاقتصادي الإقليمي، وأبرز أعضائه الصين والولايات المتحدة وروسيا وتايوان وتشيلي وأستراليا وكندا والمستضيفة تايلند.

وتبحث القمة الـ29 تحت شعار "الانفتاح والتواصل والتوازن" التعافي الاقتصادي عقب جائحة كوفيد-19، ومسألة الاستقرار الإقليمي في ظل عمليات الإطلاق الصاروخية من جانب كوريا الشمالية، كما أن الأزمات الناجمة عن الحرب في أوكرانيا هي الأخرى موضوع بحث.

وتختتم قمة أبيك التي تنتهي أعمالها السبت، بسلسلة نشاطات دبلوماسية من عشرة أيام مكثفة في جنوب شرق آسيا، بعد قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في بنوم بنه ومجموعة العشرين في جزيرة بالي الإندونيسية.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب
Close