الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

"التطبيع الأخضر" بين دول عربية وإسرائيل.. هل هي مهمة أميركية جديدة؟

"التطبيع الأخضر" بين دول عربية وإسرائيل.. هل هي مهمة أميركية جديدة؟

شارك القصة

حلقة جديدة من برنامج "قضايا" تسلط الضوء على اتفاقيات التعاون والتطبيع الجديدة بين إسرائيل ودول عربية (الصورة: غيتي)
تعد اتفاقات الطاقة والمناخ أو ما يعرف بمصطلح "التطبيع الأخضر" بين إسرائيل ودول عربية امتدادًا لاتفاقات تعاون تجاري وعسكري وسياسي مع هذه الدول.

كشفت صحيفة معاريف الإسرائيلية عن توقيع إسرائيل سلسلة اتفاقات مع دول عربية خلال مشاركتها في مؤتمر المناخ المنعقد في شرم الشيخ في مصر.

ولعب المبعوث الخاص للإدارة الأميركية في ملف المناخ جون كيري دورًا بارزًا في إدارة ملف "التطبيع البيئي".

وعرضت الصحيفة أنه تم الاتفاق خلال القمة على خطة عمل إقليمية لمكافحة أزمة المناخ بمشاركة صاحبة المبادرة قبرص، إضافة إلى مصر والأردن والبحرين والإمارات وعُمان والسلطة الفلسطينية.

"تطبيع بيئي"

بالتوازي مع ذلك، فإنّ وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي المؤقت عيساوي فريج وقّع باسم وزيرة الطاقة والمياه الإسرائيلية المؤقتة على مذكرة تفاهم بين إسرائيل والأردن والإمارات والولايات المتحدة لمواصلة العمل على "مشروع الازدهار".

ويهدف هذا المشروع إلى تحقيق عدة غايات من بينها شراء إسرائيل الكهرباء الشمسية من الأردن وفي المقابل تبيعه الماء.

وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، اتفقت الحكومتان الإسرائيلية والأردنية وبرعاية جون كيري على أنّ الأردن سينشئ محطة للطاقة الشمسية تقدر طاقتها لإنتاج الكهرباء بـ600 ميغاواط، ما يعني أنّ هذه الطاقة ستحول حصرًا إلى إسرائيل. وفي مقابل ذلك، تزود إسرائيل الأردن بـ200 مليون متر مكعب من المياه سنويًا عبر محطات التحلية.

وفي اليوم الثاني من مؤتمر المناخ في شرم الشيخ، حاول الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ استغلال القمة للترويج للتطبيع والتعاون الواسعين مع دول العالم العربي في إطار مشروعات صديقة للبيئة، داعيًا لإطلاق ما أسماه "الشرق الأوسط المتجدد".

وقد طالب هرتسوغ أن تستغل إسرائيل الوفرة الشمسية لدى الدول العربية وتنتج طاقة متجددة لتصديرها إلى أوروبا كبديل عن الغاز الروسي. وعرض التعاون مع الدول التي تواجه نقصًا في الأمن الغذائي ووفرة المياه للاستفادة من خبرات إسرائيل في هذين المجالين.

مسار التطبيع

ولعّل أبرز اتفاق هو بين الأردن وإسرائيل برعاية إماراتية وأميركية، حيث تقضي مذكّرة التفاهم بتطوير محطة الطاقة الشمسية الكهروضوئية بقوة 600 ميغاواط سيتم بناؤها في الأردن لتنتج طاقة نظيفة ستصدر إلى إسرائيل، إضافة إلى تطوير برنامج مستدام لتحلية المياه مقره في إسرائيل لتصدير 200 متر مكعب من مياه الشرب إلى الأردن سنويًا.

أمّا عن الإمارات فقد تعهدت بتمويل المشروع الذي يأتي في إطار المشاريع الاقتصادية المرتبطة بمسار اتفاقات التطبيع مع إسرائيل.

وقبل ذلك، وقعت مصر وإسرائيل والاتحاد الأوروبي في يونيو/ حزيران الماضي اتفاقية لنقل الغاز الطبيعي من إسرائيل إلى محطات الغاز المسال في مصر ومن ثمة يشحن شمالاً إلى السوق الأوروبية. ويمتد الاتفاق إلى ثلاث سنوات قابلة للتجديد.

أمّا مؤخرًا فقد ساهم الوسيط الأميركي في إبرام "اتفاق تاريخي" بين إسرائيل ولبنان لترسيم الحدود البحرية بين البلدين وتقاسم حقول الغاز في المتوسط. وبعدها أكّدت هيئة البث الإسرائيلية أن السلطة الفلسطينية وإسرائيل ومصر اتفقوا على تطوير حقل الغاز الطبيعي قبالة سواحل مدينة غزة.

دعا الرئيس الإسرائيلي خلال قمة شرم الشيخ إلى إطلاق ما أسماه "الشرق الأوسط المتجدد" - غيتي
دعا الرئيس الإسرائيلي خلال قمة شرم الشيخ إلى إطلاق ما أسماه "الشرق الأوسط المتجدد" - غيتي

تعزيز التطبيع

وفي السياق نفسه، تم توقيع اتفاقية إستراتيجية بين شركتين مغربية وإسرائيلية لإنتاج الهيدروجين الأخضر في قمة المناخ.

وذكر بلاغ لشركة "غايا إنرجي" المغربية أنه تم التوقيع مع الشركة الإسرائيلية H2Pro على اتفاقية لنقل وإدماج وتركيب أجهزة التحليل الكهربائية الأكثر نجاعة في العالم من أجل إنتاج كميات كبيرة من الهيدروجين الأخضر بالمغرب.

وأضافت الشركة أنّ هذه الاتفاقية تعتبر مهمة للتعاون الإقليمي والعلاقات المغربية الإسرائيلية.

وتعد اتفاقات الطاقة والمناخ أو ما يعرف بمصطلح "التطبيع الأخضر" بين إسرائيل ودول عربية هو امتداد لاتفاقات تعاون تجاري وعسكري وسياسي مع هذه الدول.

وكانت اتفاقات أبراهام قد خالفت السياسة العربية القاضية بعزل إسرائيل إلى غاية انسحابها من الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية واعترافها بالدولة الفلسطينية. وفيما يبدو أن اتفاقات المناخ قد تستخدم بشكل أكبر لتعزيز التطبيع مع إسرائيل.

مهمة أميركية ليست جديدة

وفي هذا الإطار، ترى الكاتبة الصاحفية لميس أندوني أن فكرة اتفاقيات التطبيع البيئية ليست جديدة فهي بدأت منذ عهد الرئيس الأميركي رونالد ريغان بعد غزو لبنان عام 1982.

وتعتبر في حديث إلى "العربي" أنّ هذه الاتفاقيات تحقق نجاحًا بفعل وجود هندسة أميركية لها تهدف إلى جعل الاقتصادات والمشاريع البيئية العربية مرتبطة بإسرائيل وفي خدمتها.

وتشير إلى أن هناك تباينًا في مهمة المبعوث الأميركي للمناخ جون كيري والمبعوث الخاص للرئيس السابق دونالد ترمب، جيرارد كوشنير الذي قاد مهمة التطبيع بين دول عربية وإسرائيل.

لكنها تؤكد أنّ مهمة كيري هي إقامة اتفاقيات تطبيع بيئية بين الدول العربية وإسرائيل، مع احتفاظ هذا الأخير برؤيته من أجل إقامة "كيان فلسطيني"، وذلك خلافًا لرؤية ترمب القائمة على فرض تسوية سياسية تسير لصالح تل أبيب.

وتوضح أن الغاية من هذه الاتفاقيات هو "دمج إسرائيل في المنطقة وجعلها تصبح كأنها دولة أصيلة"، مشيرة إلى أنّ الاتفاقيات تمكّن إسرائيل من الهيمنة على المنطقة.


تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close